hit counter script

أخبار محليّة

جنوب لبنان أمام تحديات قرع "طبول الحرب" عام 2019

الأحد ١٥ كانون الأول ٢٠١٨ - 10:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

حمل عام 2018 سجلا طويلا من الترقب و الحذر اللبناني من اشتعال فتيل حرب جديدة جنوب البلاد بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد نحو 12 سنة عن آخر مواجهة بين الطرفين انتهت بقرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي ينصّ على الانسحاب الإسرائيلي من المناطق اللبنانية التي احتلها خلال المعارك، وبتولي قوات فصل دولية مهام الانتشار على الحدود رفقة الجيش اللبناني.

وظهرت مؤشرات المواجهة بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة من العام المنصرم، من خلال سيل من التهديدات الصادرة من قادة الاحتلال والردود "الوعيدية" من قبل مسؤولي حزب الله.

وعلى الرغم من أنّ التحليلات الأوليّة أشارت إلى أنّ "الصدامات الكلامية" هي حرب مواقف تؤشر بوصلتها إلى الاستهلاك السياسي الداخلي، إلا أنّ التطورات الحاصلة تعيد خلط التوقعات من جديد، لا سيما بعد الغارات الإسرائيلية على سوريا، التي استهدف بعضها عناصر حزب الله، وأيضا حملة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على ما يقول إنّه أنفاق حزب الله على حدود فلسطين المحتلة الشمالية، واتهامه للحزب على منبر الأمم المتحدة في نيويورك بإنشاء ترسانات للتصنيع الحربي بين مناطق سكنية وعلى مقربة من مطار العاصمة.

واعتبرت الكاتبة والمحلّلة السياسية الدكتورة هدى رزق أنّ "ما حصل من تسخين جاء في إطار محاولة للتغطية على ما يدور بين السعودية والكيان الإسرائيلي من تطبيع مع عدد من الدول العربية مثل عُمان"، لافتة إلى أنّ الحراك التي تقوده السعودية مُوجهٌ تحديدا إلى إيران وحزب الله لتدخلات الأخير في العديد من الدول العربية، لا سيما في سوريا عبر دعم النظام ودفعه إلى الصمود، وأيضا في اليمن من خلال التحالف مع الحوثيين ومشاركته في تدريبهم ودعمهم".

ورأت رزق " أنّ "القادة السعوديين يحملون المحور الذي يضم حزب الله مسؤولية هزيمتها في اليمن"، معتبرة أنّ "التطبيع السعودي- الإسرائيلي يأتي للرد على إيران وحزب الله؛ عبر إثارة مخاوف هذا المحور من التحالف الذي تنسجه إسرائيل مع دول عربية".

وتحدثت رزق عن دعم عربي سابق مُورس في الخفاء في الصراعات السابقة الإسرائيلية ضد حزب الله، وقالت: "شهدت حرب تموز 2006 تحالفا عربيا تقوده السعودية مع الكيان الإسرائيلي بشكل سرّي، إلا أن المتغيرات الحالية دفعت العلاقة لأخذ أشكال علنية".

وعن المصلحة السعودية في توطيد العلاقة مع الإسرائيليين، أكدت رزق أنّ الرياض "تسعى إلى تعزيز موقفها من المفاوضات التي تدور حول مستقبل اليمن، خصوصا أنّ تواجدها على طاولة المفاوضات التي تضمّ الحوثيين يدلّل بشكل واضح على خسارتها المعركة".

وحول إمكانية اندلاع حرب في جنوب لبنان في عام 2019، بيّنت رزق أنّ "اشتعال فتيل الحرب أمر وارد"، لكنّها أشارت إلى جملة أسئلة تطرح عن مدى قدرة الكيان الإسرائيلي على تحقيق أهدافه في أي حرب مقبلة، خصوصا أنّ "الحرب الأخيرة عام 2006 استمرت 33 يوما دون تحقيق ما وضعه الإسرائيليون من أهداف".

وتساءلت: "هل باستطاعة إسرائيل التحرك تجاه لبنان في ظل التطورات الحاصلة في سوريا والحضور الروسي المباشر هناك؟"، متطرقة إلى الاجتماع الروسي الإسرائيلي الأخير الذي جاء عقب التهديدات بشنّ حرب في لبنان بأنّه أرسل مؤشرات بعدم قبول موسكو للقيام بعمل عسكري إسرائيلي ضد حزب الله، "وهذا يعكس العلاقة الروسية الإيرانية المستمرة في سوريا، رغم التناقضات الحاصلة في مساحات سياسية معينة بين موسكو وطهران".

واستبعدت رزق مضي الإدارة الأميركية في خيار الحرب على لبنان؛ تخوفا من التجارب السابقة "التي أدّت إلى تعويم حزب الله، كما حصل بدءا من حرب عناقيد الغضب عام 1996، مرورا بالمواجهات التي تبعتها".

وحول دور القادة الرسميين ومؤسسات الدولة من التهديدات الإسرائيلية، قالت: "رئيس الجمهورية لا يريد حربا على بلاده، غير أنّه جزء من الفريق الذي دعمه للوصل إلى الرئاسة الأولى، وأعني إيران وحزب الله، كما أنّ وزارة الخارجية اللبنانية جزء أيضا من هذا المحور السياسي"، لافتة إلى أنّ "القوى السياسية في لبنان كافة ترفض الحرب ضد حزب الله؛ بسبب تغيّر المعادلات وما تمرّ به البلاد من أزمات، وفي الوقت عينه نتيجة الظروف المتعلقة بها على مستوى حضورها ونفوذها".

وذهبت آراء مراقبين إلى التشكيك ببقاء "الهدوء" في العام المقبل على الحدود، وأكد المحلل السياسي الدكتور شارل شرتوني أنّ "التعايش الحاصل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي على الحدود الجنوبية ليس قابلا للاستمرار، إلا إذا التزم الجانبان بموجبات القرار الأممي 1701 وجميع متعلقاته، ومن ضمنها قوات الفصل"، موضحا في تصريحات لـ"عربي21" أنّ "ربط النزاع أوقف الصراع الدائر في المناطق الحدودية منذ 40 عاما".

وأشار إلى أنّه لا مصلحة للطرفين لتبديل المعادلة في الوقت الراهن، معتبرا أن "سياسية شدّ الحبال ليس لها معنى، لأن الجميع يدرك حجم الخراب الذي قد تسببه أي حرب قادمة".

وانتقد شرتوني أداء حزب الله الذي أضرّ بالبلاد اقتصاديا وأمنيا، وقال: "لسنا مجبرين أنّ نلتزم بسياسات حزب الله، فأولوياته تخصّه وحده، ولا تعني كل اللبنانيين، وفي حال أراد فرض خياراته على الجميع فالنتيجة ستكون خرابا شاملا".

وتساءل عن أسباب "استدراج حزب الله للمواجهة مع إسرائيل"، واصفا خطاب نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم بخصوص هذه المسألة بأنّها تدعو إلى "الغثيان". 

وقلّل شرتوني من حضور مشهد الدولة في لبنان، قائلا: "نظامنا وهمي، وما يؤكد ذلك عجزهم عن تشكيل الحكومة لأشهر طويلة"، داعيا إلى حسم المسألة "إمّا بإعلان غياب لبنان أو بالعودة إلى الطريق الصحيح"، واعتبر أنّ مواقف رئيس الجمهورية ميشال عون والحكومة المكلّف سعد الحريري خجولة وغائبة عن التحدي الكبير التي يواجهه لبنان في سيادته واستقراره.

(عربي 21)

  • شارك الخبر