hit counter script

أخبار إقليمية ودولية

"السترات الصفراء" إلى الشارع اليوم وسط تأهب أمني

السبت ١٥ كانون الأول ٢٠١٨ - 06:43

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أعلنت السلطات الفرنسية نشر عشرات الآلاف من الشرطة في أنحاء البلاد ونحو ثمانية آلاف في باريس اليوم لمواجهة موجة جديدة من احتجاجات «السترات الصفراء» التي اعلنت انها تحشد في الشارع على رغم ما قدم الرئيس إيمانويل ماكرون من تنازلات.

وقال رئيس شرطة باريس إنه ما زال هناك قلق من احتمال تسلل جماعات تميل للعنف إلى الاحتجاجات.
وسوف تتولى شرطة مكافحة الشغب حماية المعالم المهمة وإبعاد المحتجين عن القصر الرئاسي.

وقال قائد الشرطة ميشيل ديلبييش لإذاعة (آر.تي.إل) «يجب أن نستعد للسيناريوهات الأسوأ».

وتوقع أن يكون أثر الاحتجاجات على الأعمال في العاصمة أقل بالمقارنة بأيام السبت في الأسابيع الثلاثة الماضية عندما أغلقت متاجر كبيرة أبوابها، وألغت الفنادق الحجوزات رغم ازدحام تلك الفترة في العام مع اقتراب عيد الميلاد.

ويخرج المتظاهرون للشوارع هذا السبت بعد أيام من قيام مسلح بإطلاق النار على مجموعة من الأفراد في سوق لهدايا عيد الميلاد بمدينة ستراسبورغ في شرق البلاد مما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة عدد آخر.
وقتلت الشرطة المسلح في تبادل لإطلاق النار الخميس بعد يومين من المطاردة.

وقال وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير إن الوقت حان كي يخفف المتظاهرون من احتجاجاتهم ويقبلوا بما حققوه من أهداف. وقال إن الشرطة تستحق أن تأخذ راحة أيضا.
وأثرت الاحتجاجات على الاقتصاد حيث يتوقع أن يقل الانتاج في الربع الأخير من العام إلى نصف الأرقام المتوقعة كما يرجح أن تتسبب تنازلات ماكرون في زيادة عجز الموازنة عن الحدود المتفق عليها في الاتحاد الأوروبي.
ويبدو أن حركة «السترات الصفراء» التي بدأت كاحتجاج مناهض للضرائب على الوقود ثم تحولت إلى تحالف مناهض لماكرون، قد هدأت بعدما أعلن ماكرون سلسلة من الإجراءات لمساعدة الطبقة العاملة.
وبعد مواجهته انتقادات لاذعة على عدم ظهوره للرد على المتظاهرين، ألقى ماكرون خطابا نقله التلفزيون قبل أيام قال فيه إنه يتفهم قلق المحتجين وأقر بالحاجة لاتخاذ نهج مختلف.

وبجانب إلغاء الزيادات في ضرائب الوقود التي كانت مقررة اعتبارا من الشهر المقبل، أعلن ماكرون انه سيزيد الحد الأدنى للأجور بواقع مئة يورو في الشهر اعتبارا من كانون الثاني وسيخفض الضرائب على المتقاعدين الأقل دخلا فضلا عن إجراءات أخرى.

وعشية الدعوة للنزول الى الشارع وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دعوة مهمة، مساء أمس إلى متظاهري «السترات الصفراء».

ودعا ماكرون، خلال مؤتمر صحفي من العاصمة البلجيكية بروكسل، بعد انتهاء جلسة المجلس الأوروبي، حركة السترات الصفراء للعودة للهدوء والنظام والاعتماد على الانتخابات المقبلة للتعبير عن رأيهم بدل اللجوء للشارع و«احتلال الساحات العامة».

وقال ماكرون: «لا أعتقد أن ديمقراطيتنا تستطيع تحمّل حوار يعتمد على مبدأ العنف واحتلال الأماكن العامة»، داعيا المتظاهرين «للعودة للهدوء والنظام».
واعتبر ماكرون أنه ومن خلال الإجراءات التي اتخذها «رد على غضب السترات الصفراء» عبر قرارات متعلقة بالقدرة الشرائية وبتفعيل الحوار على مستوى المناطق.
وتابع ماكرون إن «المنطق والمصلحة العامة يجب أن تدفع الجميع للحوار».

وختم قائلا: «إذا اعتبر الفرنسيون أن نظرتهم لفرنسا غير ممثلة كما يجب، فعندها يجب أن يترجموا إرادتهم خلال الانتخابات الأوروبية والبلدية المقبلة. بلدنا اليوم يحتاج للهدوء والنظام».
من جانبها، قدمت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل امس دعمها الى ماكرون.
وردا على سؤال في ختام قمة بروكسل الاوروبية، حول ما أعلنه الرئيس الفرنسي لتهدئة الاحتجاجات في فرنسا، قالت ميركل «لقد قدم بعض الاقتراحات المدروسة بشكل جيد للرد على شكاوى الناس».

وأعربت ميركل أيضا عن «إقتناعها» بأن «الرئيس الفرنسي ماكرون سيواصل برنامجه بشأن الإصلاحات»، بموازاة الإجراءات التي أعلن عنها لاستيعاب أزمة السترات الصفراء.
واعتبرت ميركل أن هذا البرنامج «جيد لفرنسا وخاصة للحد من البطالة لدى الشبان».

وستبلغ كلفة الاجراءات التي اتخذها ماكرون الاثنين نحو عشرة مليارات يورو، ويمكن ان تجعل العجز الفرنسي يتجاوز نسبة 3٪ من إجمالي الناتج الداخلي، وهي النسبة التي يسمح بها الاتحاد الأوروبي.
وعن حركة السترات الصفراء، قالت ميركل «إن إمكانية التظاهر جزء من الديموقراطية، وهذا يعني أيضا أنه لا يجوز استخدام العنف».  

  • شارك الخبر