hit counter script

أخبار محليّة

عون يشاور قبل القرار? والحريري يتوقَّع الحكومة بعد أمتار

السبت ١٥ كانون الأول ٢٠١٨ - 06:15

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بين متفائل يأمل نجاح مبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون في تشكيل حكومة، تكون هديّة للبنانيين في أعياد رأس السنة، ومتشائم يخشى أن يبدد تشبّث نواب “سُنَّة 8 آذار” بتوزير أحدهم، بصيصَ أملٍ طال انتظاره؛ ثمّة ثابت وحيد، هو أن “الفراغ” يوشك على دخول شهره الثامن، وسيُرحَّل إلى العام الجديد، إذا واصل “المُعقدون” حَبكَ عُقدهم.

وفيما نقلت وسائل إعلام محلية عن الرئيس عون قوله أمس: “أسعى لوضع حدّ لأزمة تشكيل الحكومة، من خلال مباشرتي هذا الأسبوع لقاءات مع المعنيين، على أن أتخذ بعدها القرار المناسب”، أعرب رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، في لقاء حواري عقده في تشاتام هاوس بالعاصمة البريطانية لندن، عن الأمل في “تشكيل حكومة جديدة بحلول نهاية العام”، موضحاً أن “مفاوضات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في مراحلها الأخيرة”.

وقال الحريري: “منذ مايو الماضي لم أوفر جهداً لتشكيل الحكومة وتأمين تمثيل عادل فيها. لبنان لا يستطيع الاستمرار من دون حكومة… نحن في المئة متر الأخيرة لتشكيل الحكومة، وقد تتشكل قبل نهاية العام أو مطلع السنة الجديدة”، موضحاً أن “المعادلة تغيّرت داخل البرلمان بعد الانتخابات الأخيرة، ويجب أن نأخذ هذا الأمر في الاعتبار. عُقدة التشكيل داخلية، ويبقى عائق واحد، أعتقد أنه سيُحَل”. وتابع: “أشعر أن ما يُطلب مني ليس لمصلحة البلد. لبنان منقسم سياسياً على المستوى الداخلي”.

وأكد الحريري أن هناك “اتفاقاً مع رئيس مجلس النواب والنواب على أن تسير القوانين الإصلاحية في مسار سريع. ستراتيجيتنا أن نحضِّر البنى التحتية في لبنان كي تكون محطة الانطلاق للشركات الأجنبية المشاركة في إعمار سورية والعراق، وكذلك ليبيا…”.

ورد على سؤال عن مستقبل العلاقات مع السعودية ودول الخليج عموماً، قال الحريري: “علاقتي جيدة جداً مع السعودية… بمجرّد تشكيل حكومة جديدة، سترون السعودية تتخذ خطوات جادّة باتجاه لبنان. هناك عدد من الاتفاقات سيتم توقيعها مع المملكة لمساعدة لبنان اقتصادياً”. وأضاف “لا أستطيع أن أطلب استثمارات من دول الخليح، وهناك في لبنان من يشتم دول الخليج… كذلك أنا لا أتوقع أن أشتم إيران من دون أن يأتيني ردّ… لبنان بلد صغير ولا يحتمل، يجب أن ننأى به عن النزاعات”.

وعن احتمال اندلاع مواجهة بين لبنان وإسرائيل على خلفية الوضع المتوتر على الحدود الجنوبية راهناً، قال الحريري: “لا أظن أن مواجهة ستحصل في الجنوب… نقلنا رسالة بهذا المعنى إلى الأميركيين. لبنان يعيش في منطقة صعبة ومعقّدة، لذلك علينا أن نعمل جاهدين لتفادي توسّع النزاعات في سورية لتصل إلى لبنان. كذلك علينا أن نتفادى التصعيد، الذي يبدو أن حكومة نتانياهو مُصرّة عليه”. وتابع: “جيشنا وقوانا الأمنية في تأهّب دائم لعرقلة أي تسرّب للإرهابيين”.
وفي موضوع الأنفاق، شدّد الحريري على ضرورة “تطبيق القرار 1701 بحذافيره، ومحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها”، مؤكداً أن “مسألة الأنفاق يعالجها الجيش اللبناني… كم حرباً شنت إسرائيل ضد لبنان؟ هل أضعف ذلك (حزب الله)؟”. وقال: “هي مسألة إقليمية وإيرانية؛ ولمعالجتها يجب أن نجلس إلى الطاولة. لكن نتانياهو لا يريد السلام”.

وعن رؤيته للحرب في سورية السوري، ومشاركة “حزب الله” فيها، قال الحريري: “عدد كبير من مقاتلي الحزب عاد إلى لبنان… كانوا 15 ألفاً، واليوم هم ثلاثة آلاف أو ألفان، أظن أن وضع النظام السوري اليوم هو كوضع صدام بعد حرب الخليح… سورية اليوم تحت سلطة روسيا والإيرانيين، وكذلك إسرائيل الموجودة في الجولان”. ورداً على سؤال، قال الحريري: “لن أغيّر رأي (حزب الله) بإيران، كذلك لا يستطيع الحزب أن يغيّر رأيي بالسعودية… لذلك وضعنا هذه الخلافات جانباً”.

وفي بيروت أكد الرئيس عون لمنسقة الأمم المتحدة في لبنان برنيل دالير كارديل، التي زارته في قصر بعبدا صباحاً، أن لبنان “ينتظر التقارير الميدانية، التي تعدها قيادة القوات الدولية (يونيفيل) حول الأنفاق قبالة الحدود الجنوبية، للتأكد إذا كانت تجاوزت الخط الازرق”، مشدداً على أن لبنان “يتابع هذه المسألة بعناية، كيلا تستغلها إسرائيل لضرب الاستقرار الذي يعيشه الجنوب”.
وأطلعت المسؤولة الأممية الرئيس عون على التطورات في الجنوب وعمل القوات الدولية، مؤكدة استمرار دعم الأمم المتحدة للبنان في المجالات كافة، فيما جدد رئيس الجمهورية تأكيد التزام لبنان “احترام القرار 1701، وتنفيذه بحرفيته، في وقت تواصل إسرائيل انتهاك السيادة اللبنانية برّاً وبحراً وجوّاً بمعدل 150 خرقاً كل شهر”.

وصباح أمس، عاد إلى بيروت وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل. وأكدت مصادره أنه ناقش، في لندن خلال اليومين الماضيين، مع رئيس الحكومة المكلّف وبالتنسيق مع رئيس الجمهورية، “سلسلة مقترحات لتضييق مساحة الخلاف في عملية تشكيل الحكومة، وسحب ذرائع التعطيل”.

"السياسة"

  • شارك الخبر