الحدث - غاصب المختار
الحكومة بين عقد السنّة المستقلين والثلث الضامن وانتظار التنازل
السبت ١٥ كانون الأول ٢٠١٨ - 05:52
بانتظار عودة الرئيس المكلّف سعد الحريري من الخارج اليوم أو غدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون للاستماع منه إلى نتائج تحرّكه لمعالجة أسباب تأخر تشكيل الحكومة، من المفترض أن يكون الرئيس عون قد أجرى جوجلة للأفكار والمقترحات التي سمعها ممن شملتهم مشاوراته هذا الأسبوع، ويتمّ ذلك وسط تناقض أو تضارب في الأجواء المسرّبة بين تفاؤل يُبديه الرئيس الحريري وتريّث يُبديه الرئيس عون. ويبدو أن نتائج اللقاء الذي جمع الرئيس المكلّف بالوزير "الوسيط" جبران باسيل في لندن ستكون محور الحركة المقبلة.
وتُفيد بعض المعلومات أن لقاء لندن أسفر عن توافق على أفكار ومقترحات قديمة - مجدّدة، لكن ربما يكون الجديد فيها ليونة من الحريري لاستقبال وفد اللقاء التشاوري للنواب السنّة المستقلين، أو على الأقل التفاوض غير المباشر معهم عبر الوزير باسيل أو الرئيس عون، وهو أمر لو حصل وكانت نتائجه إيجابية بالتوصل إلى حلّ وسط فربما يصحّ تفاؤل الرئيس الحريري بقطع مسافة المئة متر الأخيرة لتشكيل الحكومة قبل نهاية السنة.
ويبدو أن المسعى الذي جرى في لندن جاء ليتمّم ما لم يحصل في لقاءات الرئيس عون لا سيما مع وفد "حزب الله" ووفد "اللقاء التشاوري"، حيث أفادت مصادر الطرفين لموقعنا أن رئيس الجمهورية لم يطرح اقتراحاً مباشراً للحلّ بل ركّز على شرح ظروف البلد الصعبة والخطيرة وعلى ضرورة التنازل لإنقاذ البلد نظراً للمخاطر التي تُحيط به، لكن مصادر قصر بعبدا أفادت موقعنا أن الرئيس عون كان يستشعر قبل لقاء الوفدين تمسّك كلّ منهما بموقفه المسبق برفض أي حلّ وسطي والإصرار على تمثيل النواب السنّة المستقلين، لذلك لم يطرح اقتراحاً مباشراً أو مخرجاً مع أنه يملكه ضمنياً، وهو استطلع مواقف الأطراف ليبني عليها مخرجاً قابلاً للصرف، ويبدو أن الرئيس عون ينتظر ما سمعه من رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" محمد رعد من أنه سيردّ جواباً بعد مراجعة قيادة الحزب واتخاذ القرار.
لكنّ ثمّة من يرى أن هناك عقدة أخرى ظهرت مجدداً بعدما طوي البحث فيها مؤقتاً، وتتمثّل بطلب الوزير باسيل تمثيل التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية بأحد عشر وزيراً، وهو أمر يرفضه الرئيس الحريري وتردد أن "حزب الله" والرئيس نبيه بري يرفضانه أيضاً، لأنه يمنح طرفاً سياسياً واحداً الثلث الضامن في الحكومة مهما كانت مبررات وأسباب هذا الطرف.
كما أن هناك من يرى أن الرئيس الحريري من الصعب أن يتراجع عن موقفه بتمثيل النواب السنّة المستقلين لأنه "متهم" أصلاً من بيئته وبعض جمهوره بالتنازل والتراجع أمام ضغوط وشروط الأطراف الأخرى، ما أضعف موقع رئاسة الحكومة، وهو أمر يدركه الرئيسان عون وبري ولذلك لا يضغطان كثيراً على الحريري، بينما يرى الرئيس بري أن كل الأطراف تنازلت لتشكيل الحكومة وبقي على رئيس الجمهورية راعي كل الأطراف التنازل عن مقعد وزاري من حصته لمصلحة النواب السنّة المستقلين أو من يختاورنه ليمثّلهم.