hit counter script

الحدث - حـسـن ســعـد

حكومة من 20 وزيراً... فيها "ثلاثة أثلاث" مُتداخلة ومُتعادلة

الجمعة ١٥ كانون الأول ٢٠١٨ - 05:21

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

مع اقتراب حلول الكارثة على البلد بكل سمومها الطائفيّة والسياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، بات من الصعوبة بمكان الخروج من دائرة الفشل في معالجة المأزق الحكومي من دون أنْ تتضمّن أيّ مبادرة الخطوتين التاليتين:

الخطوة الأولى: تقديم "تنازل جَمَاعي"، يعتبر أنّ كل العُقَد الحكوميّة "المُتبقية" غير المحلولة، مثل العقدة السُنيّة وعقدة امتلاك فريق واحد للثلث المعطل، كأنها لم تكن، وذلك من خلال توافق الرؤساء الثلاثة والكتل النيابيّة والأحزاب السياسيّة على "إعادة استشارات التأليف غير المُلزمة"، الأمر الذي سيُفسح في المجال أمام أربعة من أعضاء "اللقاء التشاوري للنوّاب السُنة المستقلّين" للإنسحاب من الكتل المُنتَمين إليها، ما سيُبرّر بالتالي للرئيس المُكلّف سعد الحريري استقبال النوّاب السُنة الستّة ككتلة نيابيّة مُستقلّة والإعتراف بحيثيّتهم، بحكم الأصول المُتّبعة لا رضوخاً للضغوط، خصوصاً أن لا شيئ دستوريّاً يمنع التراجع "بالإجماع" من أجل إنقاذ البلد وشعبه.
الخطوة الثانية، تشكيل حكومة من 20 وزيراً، مقسّمَة إلى "ثلاثة أثلاث"، ليس بينها ثلث مُكتمل بعدد صحيح، وذلك وفق التوزيع التالي:
- الثلث الأوّل: "7 وزراء" لفريق الرئيس المُكلّف رئيس تيار المستقبل والقوّات اللبنانيّة والحزب التقدّمي الاشتراكي (3 سُنّي + 3 مسيحي + 1 درزي).
- الثلث الثاني: "7 وزراء" لفريق رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون والتيّار الوطني الحر (6 مسيحي + 1 درزي).
- الثلث الثالث: "6 وزراء" لفريق حزب الله وحركة أمل وتيّار المَرَدة واللقاء التشاوري (4 شيعي + 1 مسيحي + 1 سُنّي).
على أساس أنّ:
- ثلث العدد 20 = 6.66 وزيراً، وبما أنّ الثلث المُعطِّل يتألف من "ثلث عدد الوزراء + 1" أي (7.66 وزيراً)، وبما أنّ الوزير "كلٌ لا يُجزَّأ" فإنّ العدد الأدنى لكي يكون الثلث مُعطِّلاً هو (8 وزراء). وهذا ما يضمن عدم قدرة أي فريق على التحكُّم "منفرداً" بأداء ومصير الحكومة من دون مساعدة فريق آخر.
ما يعني بالنتيجة تكريس "توازن مُتداخل ومُتعادل"، حيث لا إلتئام لمجلس الوزراء من دون دعوة من رئيس الحكومة الذي يمثّل "الثلث الأول"، ولا نصاب قانونيّاً لإنعقاد الجلسة بحضور الثلثين (أي 14 وزيراً) في حال غياب وزراء "الثلث الثاني" الذي يملك 7 من أصل 20 وزيراً، ولا ميثاقيّة لأي جلسة ومقرّراتها بغياب "الثلث الثالث" الذي يمتلك "الفيتو الشيعي".
في بلدٍ "لا ثقة" بين مكوّناته و"لا تعاون" بين مؤسّساته و"لا فصل" بين سُلطاته و"لا وحدة وطنيّة" تجمع قادته و"لا قيمة" لشعبه عند القيّمين عليه، هكذا صيغة قد تلائم هكذا حال.
كثرَة الوزراء توَلّد النقار وتُسبّب عُسر الحُكم.

  • شارك الخبر