hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

في حرب ايران والمجتمع الدولي الحكومة الضحية الأكبر

الخميس ١٥ كانون الأول ٢٠١٨ - 16:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم يخف حزب الله يوما تأييده المطلق لتوزير أحد أعضاء اللقاء التشاوري السني من حصة الرئيس المكلف سعد الحريري في سياق مواجهة مفتوحة عبر عنها صراحة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في إطلالته قبل أكثر من شهر على الحلفاء والخصوم. خطوة لا يمكن بطبيعة الحال فصلها عن المواجهة الاقليمية التي تخوضها ايران، مستفيدة من أذرعها العسكرية المتعددة في سوريا واليمن ولبنان، بما يفسر استمرار حزب الله في تعطيل محركات التأليف، متلطيا خلف "مطلب" اللقاء التشاوري السني، فيما المواجهة السنية- الشيعية دائرة على أشدها في المنطقة.

من هذا المنطلق، وفيما فصول صراع النفوذ الاقليمي الذي تشهد عليه الميادين السورية والعراقية واليمنية مستمرة، تراقب دول الغرب عن كثب التطورات في لبنان، لا سيما تلك المرتبطة بتشكيل الحكومة، علما أن قلقا إزاء مصير مسيحيي هذه البقعة من الكوكب الأزرق ينتابها. وفي السياق، تنقل مصادر ديبلوماسية عبر "المركزية" معلومات تفيد بأن باريس كما الفاتيكان وحتى موسكو (التي تعتبر الراعي الرسمي للمحور المناوئ للولايات المتحدة في المنطقة) قلقة فعلا إزاء مصير أقليات الشرق الأوسط في ضوء التغيرات الكبيرة التي بدأت تلفحه برياحها. غير أن المصادر نفسها لا تخفي امتعاضا باريسيا إزاء ما تعتبره دوائر القرار الفرنسية "اتكالا لبنانيا" على اتصالات على خط فرنسا- ايران بهدف حث طهران على العمل على تسريع مسار التشكيل بدلا من المضي- غير المبرر إلا بأجندة لا تراعي إلا مصالح ايران- في وضع العصي في دواليب القطار الحكومي.

وتكشف المصادر أيضا أن رسالة دولية بلغت المسامع الايرانية تفيد بأن أي عودة فاعلة للجمهورية الاسلامية إلى المسرح الدولي تقتضي من إيران الانسحاب من ساحات الصراع العربية والتوقف عن تمويل وتسليح الجماعات المصنّفة دوليا في خانة الميليشيات. إلا أن ايران فضلت رد الكرة إلى الملعب السعودي، في حين يعلم الجميع أن المنطقة اليوم ليست مفتوحة على مواجهات، بل تدنو إلى الحلول.

 وفي قراءة لهذا الاستنتاج تؤكد المصادر الآنفة الذكر أن الحكومة اللبنانية الموعودة قد لا تبصر النور قريبا لأن الضاحية ستواصل البحث عن مكاسب لبنانية داخلية تعوض بها بعضا من الخسائر التي سجلها أخيرا محورها الاقليمي، وهو ما من شأنه أن يفسر إصرار الحزب على دفع الرئيس المكلف إلى "تفصيل" حكومة على قياس حلفائه، على حساب العهد وشركاء التسوية الرئاسية. إلا أن كل هذه المماطلة لا تنفي أن التصعيد ممنوع، والمواجهات ذات الطابع الطائفي خط أحمر، وإن شذّت بعض المظاهر كحادثة الجاهلية عن هذه "القاعدة الذهبية".

(المركزية)

  • شارك الخبر