hit counter script

الحدث - عادل نخلة

العاصفة الفرنسية تلفح لبنان؟

الخميس ١٥ كانون الأول ٢٠١٨ - 04:20

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في حين كانت الأنظار تتجه بشكل كبير إلى لبنان بعد أسبوع عاصف أمنياً وسياسياً، سرق الحدث الفرنسي الأضواء بعد تظاهرات باريس الصاخبة والتدابير التي إتخذها الرئيس إيمانويل ماكرون بعد سبت التظاهرات والهجوم على ستراسبورغ.
لا شكّ أنّ الأوضاع في فرنسا ليست على ما يرام، إذ إن باريس، وبعد فقدان مكانتها العالمية على المستوى السياسي، بدأت تفقد مكانتها الإقتصادية، وذلك بعد ضعف الإتحاد الأوروبي وإنسحاب بريطانيا، والتفوّق الألماني وطغيانه في القارة العجوز أولاً وفي العالم ثانياً.
وإذا كان الوضع الإقتصادي هو المسبّب الأول لاحتجاجات باريس، إلاّ أن البعض يربطها بالسياسة العالمية وبمحاولة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعادة بلاده السيطرة العالمية الآحادية، ومنع الدول التي حاولت التمدّد أثناء ولاية الرئيس الأميركي الأسبق بارك أوباما من توسيع نفوذها.
ويعلم الجميع أن باريس لم تخرج يوماً عن الطور الأميركي، لكنّ الرئيس ماكرون، وفور إنتخابه، يحاول أن يعيد بلاده قوّة عالمية لها كلمتها في العالم عموماً وفي الشرق الأوسط خصوصاً، من دون أن يعني ذلك حصول تصادم مع واشنطن، في حين تؤكّد المعلومات أن ماكرون يتحرّك في الشرق وفي الملف اللبناني برضى أميركي، يصل إلى حدّ التفويض.
لكنّ الأساس بالنسبة إلى اللبنانيين يبقى مدى تأثير أحداث باريس على الوضع اللبناني، لأن لبنان يتأثّر بسياسات المنطقة والعالم، وأي "هبّة
ريح" قد تربكه ويكون لها إرتدادات على الساحة الداخلية "المشلّعة" أصلاً.
وفي السياق، فإنّ الخطر على لبنان من أحداث فرنسا يتمثّل بشقيّن: الشق الأول هو سياسي، أما الشقّ الثاني فهو إقتصادي.
في الملف السياسي، فإن التهاء باريس بأزمتها الداخلية سيحجب عنها الإهتمام بالوضع اللبناني، إذ إن إهتمام ماكرون منصبّ حالياً على حل أوضاعه الداخلية وعدم السماح بارتفاع منسوب الإحتجاج خصوصاً أن ولايته ما تزال في أوّلها. لكن الجميع يعلم أنّ التأثير الفرنسي بالساحة اللبنانية منخفض إجمالا ولا يتجاوز إطار التمنيات لأن النفوذ العالمي الأساسي في لبنان هو لواشنطن، وإقليمياً للسعودية وإيران على وجه الخصوص. والجدير ذكره أنّ كلّ المبادرات الفرنسيّة في ملف رئاسة الجمهورية لم تصل إلى خواتيمها السعيدة على رغم نية باريس الصادقة في الحلّ.
أما في الإقتصاد، فان الخطر أصبح داهماً بالنسبة إلى مصير مؤتمر سيدر، وهذا الأمر لا يرتبط فقط بأحداث باريس بل إن المسؤولية الأولى والأخيرة تقع على عاتق اللبنانيين أنفسهم، فتأخير ولادة الحكومة وتحذيرات المسؤولين الفرنسيين لم تسرّع الخطوات اللبنانية نحو إيجاد مخارج للأزمة السياسية، وبالتالي فإنه من غير المنطقي الربط بين أحداث فرنسا ولبنان، لكن في المقابل فإن الفرنسيين وإذا تطورت الأحداث عندهم سينشغلون بأنفسهم وتخف إندفاعتهم، وسيخسر لبنان دعماً دولياً كان كفيلاً بوقف الإنهيار الذين يتحدّثون عنه.
وأمام هذه الوقائع لا بد من حزم لبناني سريع، لأن المجتمع الدولي لديه ملفات أهم ولا يستطيع إنتظارنا مدى العمر أو تدخله دائما لنجدتنا.

  • شارك الخبر