hit counter script

الحدث - عادل نخلة

رسالة عون تفجّر علاقة التيارين؟

الثلاثاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٨ - 05:54

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عند كل استحقاق دستوري أو غير دستوري، يعود الجدل البيزنطي حول الصلاحيات وتتداخل عوامل عدّة في هذا الموضوع، لكن في المحصلة يخرج الجميع من دون اتفاق.
إذا كان الدستور اللبناني ترك بعض المواد مبهمة وقابلة للجدل والنقاش، إلا أن معظم مواده تُطبّق حسب موازين القوى، ولا تخضع أبداً للاجتهادات الدستورية. فجمهورية ما بعد "الطائف" تختلف كثيراً عن جمهورية ما بعد الاستقلال من حيث توزيع الصلاحيات وموازين القوى الطائفية والمذهبية التي تتحكّم باللعبة السياسية.
وأمام هذا الواقع فقد برز الأخذ والردّ بين المكوّنات وخصوصاً بين الرئاسة الأولى والثالثة على الصلاحيات، ودخلت السلطة التشريعية أي مجلس النواب في الجدل وخصوصاً في النقطة المتعلقة بما إذا كان يحقّ للمجلس سحب التكليف من رئيس الحكومة المكلّف. وما زاد حدّة هذا الصراع هو نيّة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون توجيه رسالة إلى مجلس النواب من أجل تسريع التأليف وحضّه على تحمّل مسؤولياته على إعتبار أن النواب هم من سمّوا رئيس الحكومة المكلّف حالياً، أي الرئيس سعد الحريري.
ويتفق الجميع على عدم وجود نص دستوري واضح يعالج هذه النقطة، لكن الاجتهادات الدستورية قد تدفع البلاد إلى شفير حرب أهلية لا تُحمد عقباها.
وفي السياق، فقد يؤدّي تفاقم التوتر على الصلاحيات بين الرئاسة الأولى والثالثة إلى توتّر في العلاقة بين تيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحرّ"، وقد بدأت بوادر هذا التوتر تظهر من خلال التفاف رؤساء الحكومات حول الحريري ورفضهم المسّ بصلاحيات رئيس الحكومة السنيّ.
ويرفض "التياران" الأزرق والبرتقالي تحويل الصراع إلى صراع طائفي ومذهبي، ويتّفقان على هذه النقطة ويشدّدان على أن العودة إلى خطاب الحرب الأهلية والتجييش المذهبي والطائفي غير واردين.
وتؤكد مصادر في "المستقبل" أن الحريري فعل كل ما بوسعه لتأليف الحكومة سريعاً وقدّم التنازل تلوى الآخر، أما الآخرين فلم يبادروا ويلاقوه إلى منتصف الطريق بل زاد عنادهم، إلى أن خرج "حزب الله" وطالب بتمثيل السنّة الموالين له علماً أن لا كتلة نيابية لهم.
وشددت المصادر على أن الخلاف ليس بين "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" وليس بين الرئيسين عون والحريري، بل إن "حزب الله" يحاول فرض شروطه على الداخل أولاً ويعطّل الحكومة من أجل مصالح إقليمية وإرضاء لإيران ثانياً، غير آبه لما قد يحلّ بالوضع الاقتصادي الداخلي.
وجزمت المصادر: "لن نقبل بأي مبادرة أو حل على حسابنا، فالذي يريد تمثيل سنة "8 آذار" فليعطهم من حصته لا من حصتنا".
أما بالنسبة الى "التيار الوطني الحر" فهو يعمل جاهداً من أجل وقف استنزاف العهد، فالرئيس عون كان قد قال إن حكومة العهد الأولى هي حكومة ما بعد الانتخابات.
ويؤكد كوادر في "التيار البرتقالي" أن رئيس "التيار" الوزير جبران باسيل يبادر دائماً من أجل إيجاد الحلول وهو لا يريد أن يصطدم مع أحد وخصوصاً "تيار المستقبل" وكل ما يفعله يأتي في سياق احتواء الوضع وعدم الدخول في صدامات مذهبية لأن عدم ولادة الحكومة تعني أن البلاد ذاهبة نحو مراحل جديدة من التوتر وهذا ما ينعكس سلباً على كل اللبنانيين وليس على فئة واحدة دون الأخرى.
إذاً، المرحلة ضبابية ولا أحد يعلم من أين ستأتي الحلول وسط تمسّك كل فريق بموقفه وعدم القبول بالتنازل.

  

  • شارك الخبر