hit counter script

خاص - كريم حسامي

هذا هو المُخطط المرسوم للبنان للعام الجديد إلا إذا..

الثلاثاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٨ - 05:52

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

منذ إقرار القانون النسبي حتى نتائج الانتخابات وصولاً إلى انقضاء نحو سبعة أشهر على تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة، يُمكن للمرء استنتاج ما يحصل في لبنان نتيجة لحروب المنطقة والنزاع الأميركي -الإيراني، ويمكن تلخيصه بمخطط الانقلاب على التسوية السياسية رويداً رويدا عبر التالي:
- اتخاذ "محور المقاومة والممانعة"، بقيادة إيران بعد انتصاره في سوريا واليمن، قراراً كبيراً وحاسماً لترجمة الانتصارات سياسياً في الحكومة، عبر الضغط الرهيب على الحريري.
- تغيير أسس النظام اللبناني عبر إلغاء اتفاق "الطائف"، وهذا ما تلقّفه جنبلاط مطالباً الحريري بالتنازل.
- انتقال التوتر والانقسام السياسي الذي ارتفع بسبب أزمة الحكومة إلى الشارع.

تفاصيل المخطّط:
يقول مصدر مطّلع وقريب من مركز القرار الأميركي إن "المخطط المرسوم للبنان الذي يطبّق بحذافيره ويمتدّ لأربعة أشهر تقريباً من العام المقبل استباقا لسيطرة المشروع الآخر على البلد، والذي بدأت أولى ملامحه بالظهور، هدفه الرئيس تغيير أسس النظام اللبناني". ويضيف: "المخطط يستند إلى أن النظام اللبناني إهترأ وتغيّرت كل الموازين السياسية لمصلحة فريق معيّن يريد استثمار هذا الواقع في ظلّ مرحلة مفصلية وحاسمة في المنطقة والعالم".

ويشير المصدر إلى أن "قرار إضعاف الحريري مأخوذ منذ إقرار القانون النسبي"، لافتاً إلى أن "حزب الله" وافق على تكليفه تأليف الحكومة فقط لإظهار أنه ماضٍ بالتسوية، لكن بعد ذلك اعتمد استراتيجية ذكية وناجحة حتى اللحظة استندت إلى اختراق الساحات الدرزية والمسيحية لفرض حلفائه ونجح، حتى وصل إلى النقطة الأهم لاختراق ساحة الحريري السنية، ليصبح بالتالي مُمسكا بكل الساحات كأول خطوة في المخطط".
والدليل على أن ما يحصل مخطط له سلفاً هو إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قبل إعلان "القوات اللبنانية قبولها" بالتنازل لدخول الحكومة، حيث قال إنه لا يجب على أحد وضع تواريخ محددة لموعد ولادة الحكومة، في حين كانت الأجواء توحي بتأليفها خلال أيام.
وأوضح المصدر أن "الرئيس المكلف فعل كلّ شيء لإقناع الجميع بالتنازل لتأليف الحكومة ولكن كان عليه توقّع التدّخل لخرق ساحته بعد المسار الذي اعتمده الحزب وحلفاؤه خلال أشهر.
فمنذ ظهور العقدة السنية، ضغط الحزب مع حلفائه بكل الطرق (منها المعنوية وأحداث الجاهلية دليل على ذلك) لإرغام الحريري على التنازل لكنه بقي صامداً ترجمة لشدة التوتر السعودي - الإيراني.
انتقل الحزب بعدها إلى خيارات أخرى ضمن الخطة نفسها وجاء دور رئيس الجمهورية ميشال عون عبر الإشارة إلى إعطاء آخر فرصة للحريري تمتد حتى العام الجديد والتهديد بتكليف غيره (سرّب في الإعلام أنه النائب فيصل كرامي).
لكن، واقعياً، الحزب مُتحكّم بالحريري بعد التسوية وخصوصاً بعد أزمة الاحتجاز، لكن السعودية تُهدّد لبنان بالمجهول إذا اعتذر الحريري أو قبلَ بتوزير سنّي معارض، ما يؤكد سبب تمّسكه بموقفه الرافض، فضلاً عن تصريح الوزير نهاد المشنوق أن الحريري لن يتراجع أو يعتذر مهما اشتدت الضغوط، فهل ستبقى الأمور متشنجة جداً وعالقة حتى الوصول إلى مرحلة
إقليمية حاسمة تؤدي إلى "النقزة" الأمنية الكبرى التي ستكسر الجمود وتوصلنا إلى تسوية جديدة تكون تأسيسية؟ إمّا يعتذر الحريري أو يتنازل أو نصل إلى "المجهول".
وفي حال وصلنا إلى هذه المرحلة، أي دولة ستستضيف الاتفاق الجديد بين اللبنانيين، إيران، تركيا أم دولة أخرى؟ ومن قال إن الاتفاق الجديد سيضع نظاماً أفضل من الحالي؟

الخطر الإسرائيلي
وسط هذه التطورات، الخوف يكمن في استفادة إسرائيل من الفوضى والانقسام الحادّ في البلد حول مسائل داخلية وخارجية لضربه لاحقاً تحت حجة وجود حزب الله والسيطرة عليه وإلحاقه بمخططها لـ"السلام" في المنطقة، ومن خلال جمع كل الأطراف إلى جانبها.. حتّى "اليونيفيل"، وهذا ما بدأت به منذ أيلول وازدادت وتيرته اليوم.
وفي السياق، تنتهي ولاية قائد الجيش الإسرائيلي،"الفاشل" بنظر الإسرائيليين لذهابه للتسوية مع "حماس"، آخر السنة، أي أن القائد الجديد سيُحضّر للحرب عبر استكمال "درع الشمال"، ثم تأتي الحرب الحاسمة ضد لبنان كلّه من دون استثناء والتي قد تكون في آذار المقبل أو بعده بقليل، نظراً لاعتبارات تتعلّق بعوامل الطقس والجغرافيا وبقيادة الجيش الإسرائيلي، فهل يأتي تغيير النظام اللبناني بعد حدث أمني داخلي مترافقاً مع ضربة إسرائيلية؟

  • شارك الخبر