هذه الحملات المشبوهة توقيتاً ومضموناً في هذه الظروف الصعبة والحساسة التي يعيشها لبنان على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الى ما يهدف أصحابها والجهات التي تقف وراءها؟
* إذا كان الهدف بث أجواء الذعر والقلق لدى المواطنين في سياق خطة لضرب ثقتهم في وضع البلد المالي والنقدي في هذه المرحلة، فإن هذا الهدف لن يتحقق، والساعون إليه سيفشلون حتماً لأن للبنانيين ملء الثقة بـ "رياض سلامة" وإليه يحتكمون في الملمات والأزمات العصيبة ومنه يستمدون القوة والثقة والطمأنينة بعد سنوات طويلة من التجارب والأحداث التي أثبتت صوابية سياساته وهندساته المالية والنقدية وأنه كان على حق في استراتيجية متكاملة مترابطة أثبتت جدواها وفعاليتها في حفظ الاستقرار النقدي والمالي رغم كل الأزمات وفي حفظ سلامة القطاع المصرفي وإبقائه متفوقاً وركيزة أساسية للاقتصاد اللبناني وبمثابة العمود الفقري له.
* وإذا كان الهدف النيل من رياض سلامة شخصياً وضرب صورته ومصداقيته فإن الهادفين إلى ذلك تأخروا كثيراً... فقد بات لرياض سلامة من الرصيد ما يكفي لإحباط أي حملة شخصية والقضاء عليها في مهدها، هو الذي اختارته أهم المؤسسات الدولية المالية وعلى مرّ سنوات ضمن أفضل وأهم حكام البنوك المركزية في العالم نظراً لمزاياه الشخصية وخبراته المتراكمة وقدراته الفائقة في مواجهة التحديات.
* وإذا كان الهدف هو ابتزاز رياض سلامة، فان هذا الرجل لا يُبتز (هيدي من الآخر) وإن هذا الهدف لن يتحقق أبداً والساعون إليه سيصابون بخيبة كبرى وحتى بصدمة، وهؤلاء لا يعرفون من هو رياض توفيق سلامة وأن هذا الرجل لا سبيل إلى ابتزازه ولا تطويعه ولا إخضاعه فالرجل عنيد بالحق، ويتمتع بمناعة وحصانة ذاتية تتكسّر على صخرتها كل أنواع التعديات والإشاعات
والفبركات والابتزازات، لينكفئ أصحابها وهم يجرّون وراءهم ذيول الخيبة مدركين أنهم اختاروا العنوان الغلط وصوبوا في الاتجاه الخاطئ وأنهم في حضرة رجل نظيف الكف لا ينال منه لا ترغيب ولا ترهيب ولا ابتزاز...
وكذلك على هؤلاء اصحاب العقول الخفيفة والمريضة أن يعرفوا أن رياض سلامة لم يسعَ يوماً الى التجديد لنفسه لا مباشرة ولا مداورة، وأن بقاءه على رأس المصرف المركزي كان على الدوام مطلباً عاماً وشعبيآ وسياسيآ وحاجة وطنية.
عندما حان موعد طرح موضوع حاكمية مصرف لبنان في بداية عهد الرئيس ميشال عون، كان رياض سلامة غير متمسك مطلقآ "بالحاكمية"، واتحدى ان يقول سياسي او مسؤول واحد في الدولة اللبنانية ان رياض سلامة تحدث معه او طلب منه التجديد له في حاكمية مصرف لبنان، وساقولها للمرة الاولى رياض سلامة كان يود ويفضّل الخروج من الحاكمية والذهاب ليرتاح بعدما أنهكته سنوات طويلة من العمل على رأس مصرف لبنان وأبعدته عن عائلته واصدقائه وحياته الطبيعية، ولكن رئيس الجمهورية ميشال عون ومعه رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري ومعظم الأحزاب والطبقة السياسية هم من أصروا وألحّوا عليه كي يبقى ويستمر في تحمّل المسؤولية... اذن أركان الدولة هم من طالبوا ببقائه لأنهم يعرفون أنه الضمانة، ضمانة الاستقرار النقدي والمالي.
من هنا نقول :
* إذا سألت اليوم أي مواطن لاي فريق سياسي انتمى، أو سألت أي سياسي مؤيد او معارض للعهد عن أهم قرار وإنجاز تحقق في هذا العهد، يقول لك دون تردد إبقاء رياض سلامة حاكماً لمصرف لبنان.
* تصوروا لو لم يكن رياض سلامة موجوداً في هذه الأيام البائسة، تصوروا حالة القلق كم ستكون كبيرة في ظل أزمة حكومية وسياسية متفاقمة وأفق مسدود ومؤشرات اقتصادية متراجعة كالتي نعيشها اليوم؟ أين كانت صارت أوضاعنا المالية ومعادلة الاستقرار النقدي وبقاء الليرة في قيمتها وسعرها؟
اذن فليصمت كل هؤلاء المشبوهون اصحاب السنة الطويلة الذين لا يعرفون الا "النقيق" كالضفادع وليكفوا عن أساليبهم الملتوية و"يحلوا عن ظهر" رياض سلامة... فهذا الرجل لا يحتاج إلى من يدافع عنه، المؤسسات الدولية تشهد له ولخبرته وهي التي تكرمه وتقدره وهي أفضل دفاع عنه...
ما قاله رئيس البنك الدولي بالامس عند زيارته إلى بيروت منوهاً بصوابية السياسة النقدية التي يعتمدها حاكم مصرف لبنان في ظل الظروف السياسية الصعبة هو الذي يؤدي دوراً محورياً وإيجابياً في الحفاظ على الاستقرار، هذا الكلام يكفي وقد جاء مقروناً بتقارير مؤسسات دولية تعتبر أن حاكم مصرف لبنان كان ناجحاً في سياسته التي جعلت بند الحفاظ على الاستقرار والثبات النقدي مادة أساسية في دستور مصرف لبنان والتي نبهت إلى أنه في ظل اقتصاد ضعيف غير مستقر تحكمه الازمات والمفاجآت السياسية والأمنية، يبقى استمرار ضمان ثبات سعر صرف الليرة هو الخيار الأسلم والأصوب.
في الختام اقول لهؤلاء المتحاملين اصمتوا واخجلوا كفى كذبآ وكفى تزويرآ وابتزازآ و"حلّو عن ضهر" رياض سلامة وكل واحد منكم يشتغل بشغلتو... لن نسكت عن كذبكم وابتزازكم بعد اليوم.