hit counter script

خاص - كلوفيس الشويفاتي

النفخة الإعلامية انتهت وهّاب بالتصّرف ورحم الله أبو دياب

الجمعة ١٥ كانون الأول ٢٠١٨ - 05:20

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بعدما همدت أجواء التوتر والحزن التي عاشتها بلدة الجاهلية، توقّف المراقبون عند الحالة السياسية والإعلامية والأمنية التي شكّلتها ظاهرة رئيس "حزب التوحيد" وئام وهاب.

اتفقت كل القوى السياسية الرئيسية في البلاد على تقدير خطورة ما حدث وتاثيره على أمن الجبل في ظلّ توتّر وتجاذب سياسي غذاه الصراع على تشكيل الحكومة اللبنانية.
لقد أخذ ما حدث في الجاهلية بُعداً إعلامياً كبيراً ساهم وهّاب في تضخيمه من خلال توجيه هجومه باتجاه كلّ السلطات دفعة واحدة وهو إذ استثنى رئاسة الجمهورية هاجم بقذائفه المباشرة الرئيس سعد الحريري واللواء عماد عثمان كسلطة أمنية نفّذت المهمّة والقاضي سمير حمود كسلطة قضائية أصدرت المذكرة تبليغاً كانت أم إحضاراً.
هذا السقف العالي ووضع وهاب القضية في عهدة السيد حسن نصرالله دفع بالوسائل الإعلامية إلى التهافت باتجاه الجاهلية ورصد أنفاس وهاب وكلّ تحركاته لأنهم اعتبروا أن ما قاله ليس إلا جزءاً بسيطاً من جبل الجليد الكامن وراء الحادثة بحيث حاز وهاب على مدى ثلاثة أيام تغطية إعلامية لا يحلم بها أي رجل سياسي في لبنان، وخصوصاً بعد الإشارات التي أرسلت من حزب الله إلى الرئيس سعد الحريري وإلى اللواء عثمان والقاضي حمود بأن ما حصل خطير جداً وقد يهدد بما لا تُحمد عقباه.
لكن الحالة التي شكّلت انتفاخاً إعلاميا للوزير وهاب حرصت كل القوى السياسية المؤيدة لسياسته على وضعها في إطار محدّد ومتّفق عليه كما ظهر من الوفود التي أمّت الجاهلية للتعازي بالمرحوم أبو دياب.
فحزب الله الداعم الأول لوهّاب أرسل للتعازي وفداً برئاسة الحاج محمود قماطي ابن بلدة القماطية في الجبل ليُعطي الحادث بُعده المناطقي ولم يرافق الوفد أي نائب أو وزير حالي أو سابق.
أما الفريق الدرزي الآخر المتمثّل بالأمير طلال ارسلان والذي ناشده الوزير وهاب ودعاه علناً إلى رصّ الصفوف لمواجهة الحالة الجنبلاطية، فلم يصعد شخصياً إلى الجاهلية بل أرسل وفداً من الحزب الديمقراطي لتقديم التعازي لأنه لم يرد رغم الحالة الدرزية الموجودة إعطاء جرعة جديدة لوهّاب يعلم أنه قد تنقلب عليه في أي وقت وأي ظرف آخر.
أما "حركة أمل" فعلى عكس "حزب الله" لم تُبدِ أي اهتمام وكأنها غير معنيّة بما حصل فهي لم تُصدر أي تصاريح من مسؤوليها ولم يلاحظ أي من المواطنين أنها أرسلت وفداً لتقديم التعازي أو الدعم لوهاب، وكذلك فعل "تيار المردة" الذي فضّل إبقاء ما حصل ضمن البيت الدرزي لا سيّما وأن علاقة مستجّدة واتصالات تقوم بين النائبين الشابَين تيمور جنبلاط وطوني فرنجية.
أما "التيار الوطني الحر" الذي أرسل وفداً ترأسه ممثِلاً الوزير جبران باسيل، الوزير طارق الخطيب ابن إقليم الخروب لإعطاء الطابع المناطقي للتعازي وقد جاءت زيارة الجاهلية من ضمن جولة تابعها باتجاه تيار المستقبل فاستقبله أحمد الحريري ثم زار "الحزب التقدمي الإشتراكي" وأعلن أن زياراته ستشمل كلّ القوى السياسية.
في المقابل كان لافتاً أنه أعقب التعازي في الجاهلية مواقف مؤيدة للرئيس سعد الحريري ولقوى الأمن الداخلي وللقضاء وأبرزها وأهمها كلمة رئيس الجمهورية في افتتاح المكتبة الوطنية عندما أكد بأنه لن يُسمح لأي حزب أو قوة سياسية بزعزعة الاستقرار والأمن والقوى الأمنية والقضائية جاهزة للقيام بعملها.
ثم توقّف المراقبون مطوّلاً عند اللقاء الذي حصل بين "حزب الله" و"الحزب التقدّمي الإشتراكي" الذي أراد وبسرعة سحب هذه الورقة من يد وهاب ووأد فتنة بين الدروز كان يُمكن استغلال ما حصل لإشعالها.
انتهت حادثة الجاهلية وتمّ حصرها في نطاق جغرافي وسياسي ضيّق من دون تكبير حجم وهّاب إلا إعلامياً، ما دفعه إلى الانطلاق إلى مكان آخر محاولاً فرض نفسه لاعباً في العقد الحكومية من خلال ترشيح "عطوفة" الأمير طلال رسلان ليتولّى الحقيبة الدرزية الثالثة.
قضية الجاهلية بدأت تنحسر من دون أن ينتصر وهّاب ومن دون أن يُهزم
وبقي لاعباً وإن بحجم محدود ومحصور ويقول البعض إنه وُضع بالتصرّف بانتظار محطّات أخرى قد تعطيه دوراً وحجماً أكبر، ورحم الله محمد أبو دياب.


  

  • شارك الخبر