hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - مروى غاوي

بين الجاهلية والمختارة .. "ثأر" نائم منذ الانتخابات

الأربعاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٨ - 05:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نالت المختارة في المعركة السياسية والأمنية الدائرة بين سعد الحريري ووئام وهاب حصة وافرة من الشتائم والاتهامات، فورد اسم وليد جنبلاط أكثر من مرّة في حديث رئيس تيار التوحيد في سياق تعداد المتهمين بالتآمر عليه في حادثة الجاهلية لجلبه بالقوة إلى التحقيق.
من البداية زج وئام وهاب رئيس الحزب الإشتراكي في اللعبة ملمّحاً لدور جنبلاطي في ما حصل مدعّماً التهمة بالزيارة التضامنية للأخير إلى وادي أبو الجميل ودعوته لإنهاء الحالة الشاذة في الجبل، فالتصريح من بيت الوسط مضافا اليه العراضة المسلحة ساهما في تأجيج النار الدرزية ودفع بالخصم الدرزي الثالث للإثنين النائب طلال إرسلان لتبني دعم قيادة الجاهلية برفض اقتحام المنطقة الدرزية على هذا النحو.
في كل ذلك فإن ما جرى يوم السبت ليس حدثاً عابراً بل نتيجة الخلاف السياسي الراهن إذ ثمّة تقاطع مصلحة بين حزب الله ووئام وهاب قائم منذ فترة، فالحزب مستاء من التحوّل السياسي الأخير لجنبلاط ومن تصلب الحريري في العقدة السنية وكان وجه التحذير لجنبلاط "لتظبيط الانتينات"، وهناك تقاطع أكبر بين جنبلاط والحريري تصدياً لتمادي فريق سياسي يحرّكه حزب الله لتطويق الرئيس المكلّف وتكبيله سياسياً.
في المقابل هناك وجه آخر لما حصل يتعلق بالخلاف الدرزي التقليدي الذي يعلو ويهبط بين المختارة والجاهلية، فهناك تراكمات سياسية طويلة بين زعيم المختارة ورئيس تيار التوحيد، وثمة من يتحدث عن تنسيق يتم التحضير له بين القيادات الدرزية في وجه وليد جنبلاط ومخطط لقلب الطاولة فوق رأسه بدأ يتسرب من كواليس الحادثة.
تعتبر أوساط متابعة لعلاقة الطرفين أن ما حصل بين الجاهلية والمختارة ليس الحادث الأول لكنه هذه المرة كرّس الطلاق الأخير، فوليد جنبلاط اصطف إلى جانب سعد الحريري في الأزمة الدرزية التي نشأت على إثر هجوم وهاب بدل أن يختار موقعاً وسطياً في الأزمة، كما أن وهاب الذي كان مطالباً بالاعتذار وفعل، تحوّل من مرتكب خطأ إلى بطل بعد حادث إطلاق النار فيما صار جنبلاط متهماً من قبل الجمهور الدرزي بالتفرج على الاجتياح الامني للجبل.
يقول سياسيون من الجبل إن الخلاف بين المختارة والجاهلية قديم ، فوليد جنبلاط ليس قادراً على استيعاب الحالة الدرزية التي نشأت قربه في الجبل ولا يقبل أن يشاركه أحد
في الصحن الدرزي وتاريخ الصراع الطويل مع دارة خلدة يثبت هذه النظرية، عدا ذلك فإن جنبلاط لا يجد نفسه في الاستحقاقات المصيرية قادراً على الابتعاد عن سعد الحريري مهما كانت الأسباب نظراً للعلاقة القوية التي كانت تربط جنبلاط بالشهيد رفيق الحريري وتجددت بمعمودية الدم مع نجله سعد .
بين وئام وجنبلاط أيضا "ثأر" نائم من الانتخابات النيابية بسبب الرقم الانتخابي وفارق الأصوات الذي يعدّ على الأصابع على مقعد النائب مروان حمادة، وثمّة من يعتبر أن وليد جنبلاط يريد أن يمحو نتائج الانتخابات عن بكرة أبيها، فوهّاب هو الشخصية الدرزية التي استطاعت كسر احتكار المختارة في السياسة والانتخابات، ومن يراقب من بعيد يتبيّن له أن في الجبل اليوم قصرين يستقبلان السياسيين والمراجعات وتأمهما مرجعيات، ومنزل وهاب صار مفتوحاً لطالبي الخدمات طالما أن حنفية وزارات الحلفاء مفتوحة له، وبين قصر الجاهلية الذي بُني حديثاً وقصر المختارة المتوارث صار هناك مرجعيتان درزيتان قويتان ومواكب مسلحة للفريقين تنزل إلى الشارع عندما يقتضي الأمر.
لوليد جنبلاط كلب اسمه "أوسكار" يعرفه كل السياسيين وقاصدي المختارة ولدى وئام وهاب كلبة يطلق عليه اسم "جينا" لكن للقصرين وساكنيهما خصوصيات لا أحد قادر على اختراقها، وارتباطات وحسابات مغايرة وطريقة معينة بمقاربة الملفات على الساحة السياسية .
بين المختارة والجاهلية "ثأر" جرى شحنه في شهر أيار وحان وقت قطافه في السياسة لتصفية الحساب اليوم، مؤخراً التقط وليد جنبلاط الإشارة الواردة من حزب الله فبادر إلى إرسال موفد عنه إلى حارة حريك .

  • شارك الخبر