hit counter script

خاص - كلوفيس الشويفاتي

بين الأنفاق والنفاق.. الله يحمي لبنان

الأربعاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٨ - 05:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كان ينقصنا فقط لتتأزم الأمور أكثر ويسود التوتر حياتنا السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.. أن تهدد إسرائيل بعملية عسكرية وتعلن عن بدء تدمير أنفاق تدّعي أن حزب الله أقامها متوغلاً داخل الحدود لمهاجمة الاراضي الإسرائيلية مطلقة على العملية اسم "درع الشمال"..
لم ينسَ اللبنانيون وخصوصاً الجنوبيون تسميات إسرائيلية مماثلة ومرعبة جلبت الدمار والخراب على مرّ السنين، من عملية الليطاني العام 1978 والتي تلاها القرار الدولي الشهير 425 إلى سلامة الجليل 1982 التي اجتاحت فيها إسرائيل لبنان ومدينة بيروت لتحتل أول عاصمة عربية، فعملية يوم الحساب العام 1993 فعناقيد الغضب 1996، فالانسحاب وزوال الاحتلال في العام 2000 بعد 22 عاماً وصولاً إلى حرب تموز 2006 بأهوالها وتداعياتها الكبيرة والخطيرة والتي ما زالت مستمرة حتى اليوم.
وثمة أسئلة عدّة يطرحها المراقبون والمواطنون: إذا كان صحيحاً ما تدّعيه إسرائيل لماذا حزب الله يحفر الإنفاق اليوم باتجاه الحدود؟
كم استغرق حفر أنفاق تصل إلى بلدة المطلّة؟
هل هذا خرق للقرارات الدولية التي يلتزم بها لبنان وخصوصاً الـ 1701؟
من يتحمّل مسؤولية أي تطوّر أو تدهور أو حرب قد تنتج عن كل ذلك؟
إلى أين النزوح الجديد؟
هل لبنان مستعد وكيف؟ من سيساعد لبنان أقله مادياً؟
لماذا نغامر بمصيرنا ببلدنا بأولادنا..؟
أين حملة "درع الجنوب اللبنانية" في مقابل حملة "درع الشمال الإسرائيلية"؟
كل هذا التاريخ القاتم والمخيف مع العدو، وكل هذه الأسئلة التي لن يكون لها إجابات واضحة، والنفاق السياسي اللبناني مستمر ونفاق تأليف الحكومة أشد خطراً ورعباً من خطر انفاق اسرائيل.
فمن نفق عقدة هنا إلى بئر عقدة هناك إلى وكر تفصيل تافه لا يهمّ أي مواطن أو أي مراقب ولا يعني إلا أصحاب العقد فقط.
أما آن لهذه العقد أن تُحل؟ وهي عقد لن يكون لها مكان إلا في سجلّ العار والخذلان. أوليس في لبنان رجل دولة، رجل كرامة، رجل كرم، رجل ينبري ويقول: "أنا سأضحّي هنا بجزء ممّا يحقّ لي ليقوم البلد ويتنفّس المواطن أملاً واستقراراً ويتحضّر لمواجهات أنفاق في شتّى الاتجاهات وعلى كل المستويات؟
الناس تجوع والاقتصاد في نفق العناية الفائقة والنزف متواصل وليس من يتبرّع بالدماء لتعويضه ووقفه.
أي نفق تُدخلون البلاد فيه؟
أي نفق تدخلون فيه العباد والأرزاق والأعناق؟
أوقفوا النفاق والإنفاق ، حصّنوا لبنان بالوعي والحكمة وبحكومة تكون مسؤولة وحدها عن مصير شعبها ومستقبله لا تحفر أنفاقاً لطمّه ووأده أكثر مما هو غارق ومطموم في متاهات مشاكله ووحول سياسييه.

  • شارك الخبر