hit counter script

الحدث - غاصب المختار

مهمة باسيل بعد المتغيرات التي فرضتها حادثة الجاهلية

الثلاثاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٨ - 06:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ستترك أحداث بلدة الجاهلية يومَي السبت والأحد الماضيَين ندوباً سياسية عميقة على الوضع العام، فهي نقلت البلد من حالة البحث عن حلول لتشكيل الحكومة، إلى حالة البحث عن ضبط الوضع الأمني ومعالجة ذيول وفاة مرافق الوزير الأسبق وئام وهاب المرحوم محمد أبودياب، التي أهاجت معظم الرأي العام الدرزي في الجبل، ودفعت حتى خصوم وهاب السياسيين إلى البحث عن مخرج للتهدئة، بعد حملة الاتهامات والاتهامات المقابلة حول السبب والمتسبب في ما حصل.
واذا كان لا بد من مراجعة سياسية دقيقة وهادئة من قبل كل الأطراف المعنية بما جرى في الجاهلية، وبخاصة من قبل رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط ومن قبل الوزير الأسبق وهاب، لوضع خطاب سياسي عقلاني وهادىء يؤسس لمرحلة من الحوار تتنشل البلد من قعر الهاوية، ومن أجل تلافي تكرار مثل هذه الحادثة المؤلمة والخطيرة في آن، فإنه من الصعب الخروج من هذا الوضع في الايام القليلة المقبلة على الأقل، حتى يبرد الدم المراق وتبرد النفوس الموجوعة وبعض الرؤوس الحامية.
لكن ما جرى سيؤثّر حُكما على مسار تشكيل الحكومة، طالما أن الفريق المؤيد للوزير وهاب يتهم فريق الرئيس سعد الحريري – وليد جنبلاط وحلفاءهما بمحاولة تصفية كل معارض لهم خاصة إذا كانوا ضمن ساحتهم وفي شارعهم من أجل تشكيل حكومة تناسب مصالحهم، فيما يتهم فريق الحريري – جنبلاط الفريق الآخر بمحاولة وضع اليد على البلد من خلال وضع اليد على الحكومة بطرح شرط توزير أحد النواب السنة المستقلين أو تعطيل تشكيل الحكومة.
على هذا، باتت مهمة رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في إيجاد قواسم مشتركة لحلّ عقد تشكيل الحكومة أصعب من ذي قبل، فهي تحتاج أولاً إلى جو سياسي وأمني هادىء لا متوتّر، وتحتاج إلى قبول الأطراف المعنية بالتنازل حيث أمكن تدوير الزوايا الحادة، ومع ذلك تؤكد مصادر الوزير باسيل لموقعنا أنه مستمر في تحركه بعد عودته من زيارة إلى العراق يقوم بها مع الوزير نقولا التويني. لكن باسيل يحاول اختيار الوقت المناسب وينتظر أن تهدأ النفوس المتوترة ليتمكّن من مناقشة الأفكار والمقترحات التي يحملها بهدوء وعقلانية للوصول إلى النتيجة المرجوة.
ولكن ثمّة من يرى أنه بات على الوزير باسيل متابعة المتغيرات التي يمكن أن تكون قد نشأت بعد حادثة الجاهلية وتأثيراتها وانعكاساتها على طرفَي الأزمة الحكومية، الرئيس الحريري و"حزب الله" والنواب السنة المستقلين، لا سيما بعد موقف "حزب الله" الذي أكد استمرار التضامن مع حلفائه ومنع استفرادهم سياسيا وأمنيا، كما أكد استمراره بدعم مطلب النواب السنة المستقلين في توزير أحدهم، خاصة بعدما ذهبت مصادر هؤلاء إلى حدّ اتهام الحريري وجنبلاط "بتوريط الدولة في استهدافنا".. فكيف سيتقبّل الرئيس المكلّف هذه الوضعية الجديدة، وكيف سيتعامل معها، وهو أمر من شأنه ان ينعكس على مفاوضات تشكيل الحكومة؟.
وخلاصة ما ستصل اليه الأمور بعد حادث الجاهلية أوضحتها لموقعنا مصادر رسمية متابعة عن قرب بالقول: "الموضوع صار بيد القضاء وانتهى عند هذا الحد، وكل طرف يلملم جروحه ويُعيد حساباته لإعادة ترتيب أوضاعه"، وسيتفق الزعماء السياسيون في نهاية المطاف.. وراحت على يللي راح ضحية بريئة

  • شارك الخبر