hit counter script

الحدث - عادل نخلة

ماذا بعد توتير الجبل؟

الثلاثاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٨ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا شكّ أنّ ما يحدث في الجبل يُرخي بظلاله على الساحة اللبنانية ككل، ويُدخل البلاد في المجهول. لا يعرف أحد من اللبنانيين أو حتى السياسيين الى أين ستتجه الأمور، خصوصاً أن الأزمة السياسية تبدو بلا أفق، ولا يستطيع أحد أن يخرج ويصارح اللبنانيين بالحقيقة، ويقول لهم ماذا يجري أو ماذا سيحلّ بمستقبل البلاد.
وأمام التعثّر المستمرّ في تأليف الحكومة نتيجة إصرار "حزب الله" على توزير سنّة "8 آذار"، إنتقل المشهد من الخوف على المسار الاقتصادي والتحذير من إنهيار الوضع، إلى تسخين الشارع واللعب بالنار التي لا ترحم أحدا.
يعلم الجميع أن رئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب هو حليف "حزب الله" والنظام السوري، ويستمدّ قوّته منهما، لكن ما يدعو إلى الريبة والخوف هو العودة إلى استعمال الشارع، في مشاهد تذكّر اللبنانيين بأعوام 2011 وما تبعها من أحداث متنقّلة كادت أن تؤدي بالبلاد إلى الحرب لولا الغطاء العربي والمظلّة الدولية التي حمت البلد من الفتنة.
ويدخل عنصر التوتير في الجبل كنعصر جديد يُربك الساحة اللبنانية، وعلى رغم التأثير المحدود لوهاب في اللعبة السياسية، إلا أن مصادر قريبة من "الحزب التقدّمي الإشتراكي" تتخوّف من نقل "حزب الله" المعركة من الساحة السنية إلى الساحة الدرزيّة وذلك عبر استخدام وهّاب كحصان طروادة.
وتقول المصادر إن الخوف ليس من وهّاب بل ممن يقف خلفه، أي "حزب الله" والنظام السوري، وبالتالي فإنهما يريدان أن يضغطا في أي بقعة من أرض لبنان.
وتؤكد المصادر أن الضغط على رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط قد بدأ منذ إقرار القانون النسبي، وترجم في تأليف الحكومة من ثمّ أدرك جنبلاط خطورة اللعبة، فتخلّى عن الوزير الدرزي الثالث بتسوية باتت معروفة، وبعدما تمّ سحب هذا الفتيل، ربما لجأوا إلى الشارع.
وتُشير المصادر إلى أن أمن الجبل خطّ أحمر، و"الإشتراكي" يفعل كل ما بوسعه من أجل صونه مع "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحرّ" والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لذلك لن يقبل أحد بأن تنفّذ مخططات فتنويّة في الجبل الذي يتميّز بالعيش المشترك.
وأمام هذه المحاذير، يبدو أنّ الأمور تحتاج إلى مزيد من الحكمة والتروّي، خصوصاً أن المستهدف بالدرجة الأولى هي هيبة الدولة ووجودها قبل أي شيء آخر، في حين أكّد جنبلاط تضامنه مع الرئيس المكلّف سعد الحريري وشجبه لكل تطاول يحصل عليه.
وفي السياق، تؤكد مصادر أمنية أن الأجهزة ماضية بالإجراءات الأمنية، ولا يوجد أي منطقة محرّمة أمامها، وبالتالي فإن محاولة أي طرف الظهور بأنه أقوى من الدولة لن يمرّ مرور الكرام.
وشدّدت على أن القوى الأمنية هدفها حماية الجميع وعدم الانجرار وراء الفتنة، وليست طرفا في الصراعات، لأن أي هزة أمنية ستطال الجميع، والأمن الوطني خط أحمر.
 

  • شارك الخبر