hit counter script

خاص - كلوفيس الشويفاتي

العلاقة مع سوريا على حدّ السيف.. العوني إلى قواعده سالماً!؟

الجمعة ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٨ - 05:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تدرّجت العلاقة بين التيار الوطني الحر وسوريا منذ ثلاثين عاماً من قمة العداء إلى التطبيع والزيارات المتبادلة وذلك ابتداء من العام 1989 يوم أعلن العماد عون حرب التحرير في 14 آذار الشهير وخوضه حرباً ضروسا استمرت لنحو عام وصولاً إلى اجتياح 13 تشرين 1990 يوم دخل الجيش السوري قصر بعبدا ووزارة الدفاع الوطني وتمّ نفي العماد إلى فرنسا.

استمر مقاومو التيار في النضال سراً وعلناً ضد الوجود السوري في لبنان حتى خروج جيش الأسد في العام 2005 وعودة العماد عون من منفاه الباريسي.
بعد الاتفاق مع حزب الله في 6 شباط العام 2006 في كنيسة مار مخايل - الشياح، دخلت العلاقات العونية السورية في هدنة، واعتمد العونيون سياسة ناعمة تجاه السوريين بحجة أنهم لا يعادون سوريا وهي في سوريا، وكان العداء لها بسبب احتلالها لبنان..
ارتفع منسوب العلاقة تدريجيا ووصلت إلى افضل مستوياتها يوم زار العماد عون على رأس وفد من التيار دير مار مارون في براد في عيد شفيع الموارنة والتقى الرئيس بشار الأسد مبرراً بأن لا مشكلة عنده مع النظام السوري ما دامت قواته خرجت من لبنان، وأن الزيارة تهدف إلى تعزيز الوجود المسيحي المشرقي.
بقيت هذه العلاقة مستقرّة بين التيار ودمشق وخصوصاً بعد تبنّي قوى 8 آذار ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية حتى انتخابه رئيساً حيث كانت زيارات مسؤولي التيار تحصل بشكل دوري وطبيعي إلى سوريا وأبرزهم الوزير بيار رفول.
لكن الجمهور المسيحي وخصوصاً الوسطيين وغير الملتزمين حزبياً أظهروا أنهم ليسوا ميالين إلى علاقة طبيعية مع سوريا في ظلّ تراكمات تاريخية وحروب واحتلال وبقاء ملفات لم يُكشف عن مصيرها بعد وأبرزها ملفّ المعتقلين في السجون السورية. وكانت محطة الانتخابات النيابية معبراً مُعبّراً حيث أظهرت تقدّم من يرفضون الغلو في العلاقات مع سوريا فيما اضطر التيار إلى إجراء تحالفات في كلّ الاتجاهات وإلى إستعمال قوة رئيس الجمهورية المعنوية ليحافظ على ما كان له. وهذا الأمر جعله يُعيد حساباته ومواقفه وتصريحاته بالنسبة للمسيحيين وهواجسهم، فصدحت من جديد أصوات عونية تؤكد أن الجيش السوري كان محتلاً للبنان بعدما خفتت لفترة. وزاد في الطين بلة بالنسبة للسوريين عدم دعوة الرئيس بشار الأسد إلى القمة الاقتصادية العربية التي يستضيفها لبنان في كانون الثاني المقبل فيما وجّهت رئاسة الجمهورية دعوات إلى كل الرؤساء العرب الذين أكد قسم منهم حضوره شخصياً إلى بيروت.
آخر الخطوات العونية على طريق استعادة نفس الشارع المسيحي كانت الإعلان عن وضع لوحة جلاء في وادي نهر الكلب الأثري تخلّد ذكرى خروج جيش الاحتلال السوري من لبنان في العام 2005 الأمر الذي أثار حفيظة حلفاء سوريا وامتعاضهم.
ولكن بالرغم من كل الأصوات ومن العقد التي وقفت في وجه تأليف الحكومة هناك أولوية وهاجس لدى التيار في المرحلة المقبلة، ألا وهي إيقاف الخرق الذي حققه الشقيق المسيحي المنافس في الانتخابات النيابية. فهل بمقدور التيار العودة إلى الإمساك بالشارع من باب تظهير العداء لسوريا؟ وهل سيستعيد قواعده الشعبية المفقودة ليعود إلى قواعده سالماً؟
 

  • شارك الخبر