hit counter script

خاص - عادل نخلة

الحريري يقاوم تهديدات 8 آذار

الثلاثاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٨ - 04:58

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يرتفع منسوب الضغط العربي والدولي من أجل تأليف حكومة جديدة والمباشرة بالإصلاحات المنشودة تطبيقاً لمؤتمر سيدر1 ومنعاً لانهيار الوضع الاقتصادي.

  لكن كل هذا الضغط والتمنيات الدولية لم تصل إلى حدّ تحريك الطبقة السياسية اللبنانية وتليين بعض المواقف خصوصاً أن "حزب الله" يزداد تصلباً وتشدداً حيث يظهر ذلك في مواقف نوابه وقادته المتمسكين بثمثيل سنة 8 آذار.  في هذه الأثناء تتجه الأنظار إلى موقفي رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وتشير المعلومات لموقعنا إلى أن الحريري ما يزال ثابتاً على موقفه، أي أنه رافض بالمطلق تمثيل سنة "حزب الله" ولا يريد أن يقدّم مزيداً من التنازلات، في حين أن العماد عون ما يزال متمسكاً أيضاً بالثلث المعطل ويرفص التخلي عن أي وزير من حصّته وحصّة "التيار الوطني الحرّ" لكي لا يفقد هذا الامتياز الذي يسمح له بفرط الحكومة ساعة يرى ذلك مناسباً.

من جهة ثانية يواجه العهد مشكلة كبيرة وهي الاستنزاف الحاصل بعد مرور عامين على انتخاب عون رئيساً، في حين كان قد أكد الرئيس أن عهده يبدأ بعد موعد الانتخابات النيابية وأن هذه الحكومة هي حكومة العهد الأولى وليس التي أُلفت بعد انتخابه مباشرةً.
ووسط كل تلك الغيوم الملبّدة، يخرج بعض صقور "8 آذار" مهدّدين بأن هناك بديل عن الحريري إذا لم يؤلف الحكومة وفق الشروط التي يضعها "حزب الله"، وتؤكد مصادر من "8 آذار" لموقعنا أنه لا يمكن أن يؤخذ البلد رهينة وأن لا تحترم نتائج الانتخابات النيابية، فقد تنازل فريقنا كثيراً، وما تسمية الحريري لرئاسة الحكومة إلا التنازل الأكبر.
وتعيد هذه القوى سبب الحديث بهذا المنطق لأن "حزب الله" و"التيار الوطني الحرّ" والحلفاء يملكون الأغلبية النيابية ومن الطبيعي أن يسمّوا رئيس الحكومة، لكنهم يؤمنون بمنطق الشراكة ولا يريدون ان يشكّلوا حكومة تستثني أحداً.
وتدعو المصادر فريق الرئيس الحريري إلى التنازل، معتبرة أن الفريق الذي تنازل عن رئاسة الحكومة لا يُقابل بهذه الطريقة، فكل ما نطلبه هو وزير للسنة الذين فازوا في الانتخابات وليس لأي فريق لا يملك حيثية شعبية نريد فرض توزيره بالقوّة.
وأمام هذه الوقائع، لا يبدو أن هناك أي أفق حلّ في المدى المنظور، وسط تمسّك كل فريق بمطالبه، في حين أن فريق "8 آذار" حتى لو كان يملك الغالبية البرلمانية لا يمكنه إجبار الحريري على الاستقالة من التأليف للمباشرة باستشارات نيابية لتسمية رئيس حكومة مكلّف جديد.
ومن جهة أخرى، فان لبنان خاضع لموازين قوى إقليمية ودولية، لذلك لا يستطيع "حزب الله" مهما بلغ من قوة ويملك مفاتيح داخلية وخارجيّة من أن يكرر تجربة حكومة اللون الواحد مع الرئيس نجيب ميقاتي عام 2011 لأن تلك الحكومة لم تستطع الحكم آنذاك، فكيف بالأحرى في وقتنا هذا.

  • شارك الخبر