hit counter script

الحدث - حـسـن ســعـد

إنسحاب فكتلة فإعتذار فإستشارات فتكليف فلقاء فتوزير... فحكومة

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٨ - 04:00

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 رغم خروج النائب، في حينه، سعد الحريري من انتخابات العام 2009 زعيماً وحيداً للسُنّة في لبنان ومترئساً أكبر كتلة متنوعة طائفيّاً في مجلس النوّاب ورئيساً للغالبية النيابيّة ورئيساً مُكلّفاً تشكيل الحكومة في 27 حزيران من العام نفسه، إلا أنّ رفض "المعارضة" لتشكيلة "الوحدة الوطنيّة" التي قدّمها الحريري يومذاك دفعه إلى الإعتذار عن مهمّته في 10 أيلول.
بعد أيام معدودة، في 16 أيلول، عاد الحريري وقَبِلَ بتكليفه مجدّداً، من دون أن يقيم أيّ اعتبار لتراجع عدد النوّاب الذين قاموا بتسميته في الإستشارات التالية للإعتذار، فكان أن وُلِدَت حكومته الأولى في 9 تشرين الثاني.
والمفارقة كانت أنّ زعامة الحريري النيابيّة والسُنيّة "طائفيّاً ووزاريّاً" لم تَحُلْ يومها دون حصول المعارضة "مجتمعة" على "الثلث المُعطِّل" الذي أسقط حكومته تلك في 12 كانون الأوّل 2011.
استذكار هذا الجزء من مسيرة الرئيس سعد الحريري السياسيّة يؤكّد أنّ إعتذاره "شخصيّاً" أمرٌ ليس بجديد وأنّ تكليفه سَبَق له أنْ أُعيد ونتج منه حكومة، وبالتالي ليس هناك من حَدَث جلل تُخشَى عواقبه إنْ حصل.
اليوم، ما الذي يَحول دون تفاهم الرئيس المُكلّف "2018" مع باقي الأفرقاء "الذين لم يتغيّروا" على تكرار "سيناريو 2009" المُبيّن أعلاه؟
فقد يُشكّل التكرار "المُنَقّح" أحد أهم أسس معالجة الأزمة الحكوميّة، خصوصاً إذا ما أجْمَع المتنازعون على كسر الجمود المُخيِّب والمُراوحة التعطيليّة والمكابرة العقيمة والإنطلاق من خط (0 عُقَد وعِنَاد) في مسار يبدأ من:
- إنسحاب أعضاء "اللقاء التشاوري للنوّاب السُنّة المستقلّين" من الكتل النيابيّة التي ينتمي بعضهم إليها. حيث أنّ هذا الإنسحاب لا ينتقص من حصّة "حزب الله" و"حركة أمل" بثلاثة وزراء لكل منهما، ولا من حصّة "التكتل الوطني المُستقل" بوزير واحد للمردة.
- إنشاء كتلة نيابيّة تضمّ "النوّاب السُنّة الستّة"، تجسيداً لـ "الإستقلاليّة" وإسقاطاً لـ "الإعتلال في الشكل".
- إعتذار الرئيس المُكلّف عن مهمّة تشكيل الحكومة.
- إجراء الاستشارات النيابيّة المُلزمة.
- تكليف الحريري مجدّداً مع ضمان تسميته من العدد نفسه الذي سمّاه مؤخّراً، حفظاً للإعتبار لا ردّاً له.
- لقاء الرئيس المُكلّف مع "النوّاب السُنّة" خلال الاستشارات الحكوميّة ككتلة نيابيّة قائمة و"مُطابقة" لمعيار نتائج الانتخابات.
- توزير أحد أعضاء كتلة "النوّاب السُنّة"، أو من يمثّلهم "طالما أنّ الإعتراف بحيثيّتهم شعبيّاً ونيابيّاً والإقرار بحقهم في التمثّل حكوميّاً قد تكرّسا".
لينتهي المسار بولادة حكومة تحفظ للجميع ماء الوجه بلا إنكسار ولا إنتصار؟
من شَابَه أبَاه فما ظلم، فكيف إذا كان "بعض" الحل في أنْ يُشَابه الحريري نفسه؟

  • شارك الخبر