hit counter script

متفرقات

لوحة جديدة لدافنشي بـ18 مليون دولار والخبراء يشككون في هوية الرسام

الثلاثاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٨ - 12:00

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

خيم الذهول على عالم الفن في وقت سابق من هذا العام بسبب التأجيل المفاجئ والغامض لإزاحة الستار عن لوحة سالفاتور مندي للرسام الإيطالي الشهير ليوناردو دافنشي من قبل متحف اللوفر في أبو ظبي
لوحة سالفاتور مندي للرسام الإيطالي الشهير ليوناردو دافنشي
بحسب صحيفة صحيفة The Guardian البريطانية، أصبحت اللوحة التي حطمت الرقم القياسي، حيث تم بيعها مقابل 450 مليون دولار، محط جدل من قبل الخبراء، بعيداً عن كونها التحفة الفنية المنسية لليوناردو دافنشي، بسبب إمكانية ألا يكون هذا العمل من توقيع دافنشي. وكان بائع فرنسي الجنسية عرض عملاً آخر للرسام الإيطالي للبيع بمزاد علني، وهي لوحة صغيرة للقديس سيباستيان من المقدر أن تبلغ قيمتها أكثر من 20 مليون يورو.

ويتساءل أحد كبار مؤرخي الفن في أوكسفورد، والذي كان من بين أولئك الذين شككوا في موثوقية لوحة سالفاتور مندي، ما إن كانت هذه اللوحة أيضاً يجب أن تُنسب بالكامل إلى الرسام الإيطالي ليوناردو دافنشي. وحدد الدكتور ماثيو لاندروس، أحد الباحثين في أعمال ليوناردو، والذي يعتقد أن جزءاً كبيراً من لوحة سالفاتور مندي تم رسمها من قبل مقلد يدعى برناردينو لويني، وجود «يد غير موثوقة» في لوحة القديس الشهيد الذي تم ربطه في شجرة.

ونقلت صحيفة The Observer عن لاندروس قوله، «على الرغم من أن مكونات هذه اللوحة ترتبط بمجموعة صغيرة مماثلة من مكونات لوحة القديس سيباستيان الخاصة بليوناردو، إلا أن الخطوط الأكثر قتامة في الصورة يبدو أنها من صنع رسام آخر. إن العلامات في اللوحة تبدو أقل ثقة، ولا تحيل عضلات البطن العليا غير المتجانسة إلى موهبة ليوناردو في الرسم.

كما أنها ليست بالضرورة بجودة عمل مساعديه. ويرجع ذلك جزئياً إلى أن هذه العلامات قد تم رسمها بعصبية على خطوط أفتح بكثير مقارنة بالرسمة الأصلية». وأضاف لاندروس: «إن الأمر الذي لا يمكن لسوق الفن التعامل معه بشكل مناسب هو الطريقة التي ساهم بها مساعدو ليوناردو وغيرهم في رسوماته». وقد أكدت دار Tajan للمزادات في باريس الأسبوع الماضي أنها ستقوم ببيع لوحة القديس سان سيباستيان خلال يونيو/حزيران المقبل. وظهرت هذه اللوحة، التي يبلغ مقاسها 7.5 × 5 بوصات، لأول مرة في العام 2016، بعد أن كانت ضمن مجموعة خاصة من اللوحات الفرنسية.
لوحة القديس سان سيباستيان.. «ثروة وطنية»
وتم الإعلان عن هذه اللوحة في البداية كثروة وطنية، وأعطى هذا الأمر الوقت الكافي للمتاحف الفرنسية للحصول عليها، لكنها لم تفعل ذلك. ويعتقد لاندروس أن الحكومة الفرنسية اتخذت مثل هذا القرار إما بسبب عدم قدرتها على تحمل تكلفة هذه اللوحة أو أن هذا العمل قد لا يعود بالكامل لليوناردو.

من جانبه أشار مدير قسم اللوحات الفنية القديمة في دار Tajan للمزادات، ثاديه برات، إلى أنه وزميله الخبير باتريك دي بيسر «غمرتهما المشاعر» عندما أدركا أنهما «أمام عملٍ لليوناردو». وقد قاما بإجراء اتصالات مع خبيرة أخرى، تدعى الدكتورة كارمن بامباخ، وتعمل في متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك، التي وصفت عملية إسناد هذه اللوحة لليوناردو بأنها أمر «غير قابل للجدال». وقد قامت بامباخ بنشر رسومات سان سيباستيان، الموجودة اليوم في كل من هامبورغ وبايون، ضمن كتالوج معرضها الذي أقيم في العام 2003. ويُعتقد أن الرسومات ترتبط بلوحة ليوناردو غير المنفذة أو المفقودة لسان سيباستيان.

وأشاد لاندروس ببامباخ مشيراً إلى أنها لم تقم بعد بنشر دراسة حول هذه اللوحة. ورداً على سؤال حول ما إذا كان يرى يداً أخرى في رسومات سان سيباستيان الأخرى الخاصة بليوناردو، قال: «لا، في هذه اللوحة فقط».fiona borgia 

تم إلصاق هذه الرسمة على ورقة أخرى تحتوي على ملاحظات ورسوم بيانية للضوء والظلال، تابعة لدراسة قام بها ليوناردو حول البصريات. ويعتقد لاندروس أن هذه العملية قد تمت من قبل ليوناردو، وأفاد أن «ربط الرسومات بهذه الطريقة يشير إلى تطور سابق لعصره».

ويحيط الغموض الآن بمكان لوحة سالفاتور مندي، التي تصور المسيح وهو يقوم بعلامة الصلاة بيده اليمنى. وتم بيع هذه اللوحة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من قبل دار المزادات كريستيز الواقعة في مدينة نيويورك. وقد اشترتها «دائرة الثقافة والسياحة» في أبو ظبي، وتم إلغاء حفل إزاحة الستار عنها في سبتمبر/أيلول في متحف اللوفر بأبوظبي دون تقديم أي تفسيرات.
من هو صاحب اللوحة الحقيقي؟
وعلى الرغم من أن بعض الخبراء أسندوا هذه اللوحة إلى ليوناردو في العام 2011، إلا أن بامباخ كانت من المشككين البارزين الذين يعتقدون أن «جزءاً كبيراً من اللوحة الأصلية» ربما رُسم من قبل جيوفاني أنتونيو بولترافيو، وهو رسام مساعد آخر لليوناردو. من جانبه، أجرى مدير شركة آرت ووتش إنترناشيونال مايكل دالي، بحثاً حول هذه اللوحة، مشككاً في إسنادها لليوناردو. ويعرب دالي أيضاً عن شكوك حول رسمة القديس سيباستيان هذه: «أعتقد أنها تقليد. توجد لوحة جميلة جداً للقديس سيباستيان الخاصة بليوناردو في مدينة هامبورغ. أما اللوحة التي يحوم حولها الجدل فهي مجرد فوضى». وأوضح أنه في حين أن اللوحة الموجودة في هامبورغ تصور القديس سيباستيان وهو مربوط خلف الشجرة، تظهر اللوحة المشكوك في أمرها سيباستيان رافعاً ذراعه، الأمر الذي كان يجب أن يغير هندسة الصورة، لكن عضلات الصدر في النسختين لهما نفس الوضعية.

كما أشار دالي إلى المحاولات المتكررة لرسم ساقي القديس في هذه اللوحة، قائلاً «هناك محاولات كثيرة لرسم ساقيّ القديس». ورفض الخبير باتريك دي بيسر فكرة وجود يد إضافية في اللوحة قائلاً: «هناك يد واحدة فقط، ولكنّ هناك نوعين مختلفين من الحبر، مثل اللوحة الموجودة في المتحف البريطاني، ولوحة العذراء والطفل مع القديسة آن، واللوحة الأخرى الموجودة في متحف اللوفر، من المؤكد أن هذه اللوحة الرائعة تعود لليوناردو».

  • شارك الخبر