hit counter script

خاص - "ليبانون فايلز"

مجارير الرملة البيضاء إلى عاليه!

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٨ - 05:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

إن ما حصل في الرملة البيضاء من انتهاك للبنى التحتية وللأملاك العامة وأدى إلى غرق أهم أحياء بيروت بالمياه الآسنة، هو عمل يتكرر في أكثر من مكان، فهنا يُسّد مجرى نهر لتتحوّل المياه مع أول شتوة إلى البيوت والشوارع، وهناك نهر تُرمى فيه النفايات على أنواعها وتُحّول اليه المجارير وتُروى منها المزروعات ليأكلها اللبنانيون ملوثة مسرطنة موبؤة من دون حسيب أو رقيب.. هذا كله أصبح خبراً عادياً في لبنان.
مشهد الرملة البيضاء قد يتكرر في مدينة عاليه، فرئيس بلديتها وجدي مراد اضطر إلى شهر مسدسه وإطلاق النار بعدما حاول أحد العمال مهاجمته بالرفش أثناء محاولة البلدية إيقاف متعهد محمي يرمي الباطون في قنوات المياه.
فما الذي يحصل في عاليه وهل يُمكن تدارك الموضوع تفاديا لكارثة شبيهة بما شهدناه في الرملة البيضاء؟
يقول رئيس البلدية وجدي مراد في حديث لـ"ليبانون فايلز" إنّ البعض لا يكترث لتحذيرات السلطات المعنية فيما يخصّ تنظيف الأقنية ومجاري المياه منعاً لحصول الفيضانات، ففي عاليه، تسبّبت حفّارة مياه بسدّ عدد كبير من الأقنية في المنطقة بعدما عمد صاحبها إلى رمي الردميات في مجاري المياه "والحفّارة لا تمتلك رخصة ولا إذناً بالعمل، فهي غير قانونية، متسائلاً عن إمكانية وجود حماية لصاحب الحفّارة من أحد النافذين في المنطقة.
ولفت مراد إلى أنّ البلدية عوّضت على عدد من المتضررين في المنطقة بعد أن فاضت المياه في منازلهم وذلك من المال العام التابع للبلدية، رغم أنّ مسبّب المشكلة هو صاحب مصلحة خاصة.
واكّد مراد أنّ صاحب الحفّارة مستعدّ لدفع التكاليف المترتبة لإصلاح الأقنية، الاّ أن القصة ليس بدفع الأموال بل بالأصول وباحترام القوانين وعدم مخالفتها.
وكان وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق قد شدّد في آب الماضي على وجوب المباشرة بتنظيف الأقنية ومجاري المياه في كتاب أرسله إلى المحافظين والبلديات والاتحادات البلدية والقائمقامين، مع إيلاء الأمر الأهمية القصوى، نظرا لأنّه في كل مرّة تهطل الأمطار يجب أن تستنفر كافة الأجهزة والوحدات المختصة لاتخاذ التدابير المناسبة لمنع حصول الفيضانات وتلافي حصول أضرار ومخاطر على الأملاك العامة وعلى أملاك المواطنين ومصالحهم.
وقد زوّد رئيس بلدية عاليه موقع "ليبانون فايلز" بالصور والوثائق التي تُثبت المخالفات الجسيمة المرتكبة من قبل المتعهد المحمي، ضارباً بعرض الحائط كل ما قد ينتج من أضرار على البلدة وسكانها.


 

  • شارك الخبر