hit counter script

الحدث - مروى غاوي

فرنجية "صفح" عن جعجع فهل يبادر تجاه باسيل؟

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٨ - 04:50

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أسدلت الستارة على مصالحة تاريخية بين سليمان فرنجية وسمير جعجع، مشهد لم يكن يتصوره أحد على امتداد الجمهورية بعد خصومة امتدت اربعين عاما فيما الباب لا يزال موصدا في وجه مصالحة المفترض أنها أسهل ولها ظروف مختلفة بين التيار الوطني الحر والمردة.

بين معراب وبنشعي خلاف سياسي كبير يعود إلى زمن الحرب اللبنانية وصراع الزعامات المارونية التي أرادت تصفية بعضها، أما بين التيار والمردة فخلاف في التكتيك السياسي والتسابق على موقع نشأ حديثا في الانتخابات الرئاسية وزاد مع مرور الوقت في الاستحقاقات، ومع ذلك فالقطيعة حاصلة ولم تصدر في مرحلة السنتين من عمر العهد أي بوادر أو إشارات تمهد لتقارب بين الطرفين، فهل تسرّع مصالحة بكركي بين زعيمي بشري ومعراب وتيرة المصالحة بين فرنجية وباسيل؟
كان لافتا مباركة قيادات التيار الوطني الحر وتعاطيها الإيجابي مع مصالحة بكركي الأمر الذي لم ينسحب على القاعدة العونية التي لم تهضم الخطوة فكالت انتقادات كثيرة في هذا الصدد لم توفر معراب ولا بنشعي مركّزة على دوافع مشتركة للطرفين حتّمت المصالحة، فالإثنان تجمعهما سوء العلاقة مع التيار الوطني الحر و"مصيبة" التعاطي مع رئيس التيار وزير الخارجية جبران باسيل.
وجهتا نظر لدى الفريق العوني متناقضتان في مقاربة موضوع المصالحة، الأولى تعتبر أن لا ارتدادات سلبية لها على التيار فتقارب المردة والقوات لا يقدّم ولايؤخر وكلاهما ينتمي الى محور سياسي لا يمكن أن يلتقيا ، فرنجية لا يمكن ان ينقلب على دمشق وسمير جعجع لا يمكن أن يخرج من تفاهماته مع من تبقّى من 14 آذار وبالتالي فإن تفاهمهما السياسي محكوم بنتيجة "صفر".
وجهة نظر أخرى لدى العونيين تعتبر أن الامور صارت معقّدة أكثر بين التيار والمردة نتيجة جولات الاشتباك المتراكمة والصراع الذي يُفتح في الاستحقاقات، وبالتالي فإن وصل ما انقطع بين بنشعي وميرنا الشالوحي غير مطروح لأن فرنجية يرى أن منافسه على كرسي الرئاسة هو جبران باسيل وليس سمير جعجع.
وعليه تؤكد أوساط قريبة من التيار أن التقارب ليس مطروحا حاليا لجملة أسباب، فالإشارات السلبية تطغى في تعاطي المردة مع التيار والإيجابية الوحيدة المعلنة هي تأكيد سليمان فرنجية أنه جاهز في أي وقت لتلبية استدعاء الرئاسة الاولى، وأن رئيس التيار الوطني الحر بات لاعباً كبيرًا على الساحة السياسية ودوره محوري في الأزمات، وعلى المردة التسليم بهذا الواقع قبل اتخاذ أي خطوة.
أصداء ما يقال في الكواليس العونية تصل جميعها إلى بنشعي فيكتفي رئيس المردة بالتعبير عن عدم تأثره، فهو كما يقول المقربون من زغرتا لن يبادر إلى أي خطوة، فمصالحة القوات التي استلزمت جولات طويلة من النقاش والجلسات والاتصالات والتنازلات الإنسانية شيئ، ولمّ الشمل مع التيار أمر آخر، فالأخير بنظر المردة ارتكب إساءات وشنّ حروباً غوغائية عليه ويمارس الإقصاء بحقه آخرها محاولة "تشليحها" وزارة الأشغال و"لو قُدَر له لأخذها بالقوة".
مصالحة فرنجية مع سمير جعجع في 10 تشرين الثاني تُعتبر من أهم المصالحات المسيحية لكنها تختلف عن المصالحة بين التيار والمردة فما بين الأخيرين معركة الانتخابات الرئاسية وإذا صحّت التحليلات فإن جعجع سيتنحى عن خوض استحقاق رئاسي لا يملك الحظوظ التي يملكها سليمان فرنجية، فالأخير اقترب من الوصول إلى بعبدا وهو على الأرجح لن يخطو أي خطوة حاليا تجاه التيار، ولكنه قد تكون طريقه سالكة فقط إلى بعبدا بطلب رئاسي.

  • شارك الخبر