hit counter script

الحدث - غاصب المختار

مسعى باسيل بين العُقد الحكومية والمقترحات المرفوضة

السبت ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٨ - 05:21

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

برغم اجواء التشدد والتشنج المسيطرة على تشكيل الحكومة. لا زالت اوساط قيادية في التيار الوطني الحر مقربة من الوزير جبران باسيل، تبدي تفاؤلا بتشكيل الحكومة، "انطلاقا من ثوابت واضحة لديه تقوم على قواعد ومبادىء عامة، اهمها عدالة التمثيل وتكريس وحدة الحكومة في معالجة كل الملفات المطروحة بلا كيدية سياسية وتعطيل او عرقلة، لأن وضع البلد لا يحتمل تأخير اي مشروع للنهوض بوضعه الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي والخدماتي".

لكن المصادر تؤكد ان الوزير باسيل لا يحمل مقترحات محددة بل يستمع الى المعنيين ويكوّن افكارا قد تدفع الى ايجاد الحل، وهو يركز على فكرة ان يخرج الحل بصيغة " لا غالب ولا مغلوب" خاصة لجهة عدم كسر الرئيس المكلف باعتباره شريك العهد في السلطة التنفيذية بل ربما هو الشريك الاول او الافعل.

لكن باسيل لا زال يصطدم بسقوف عالية تمنعه حتى الان من اجتراح المخرج المناسب لحل العقدة الاخيرة امام تشكيل الحكومة وهي عقدة تمثيل النواب السنة المستقلين، وتفيد بعض المعلومات انه رفض اقتراحا من الرئيس نبيه بري بأن يكون الوزير السني المفترض انه من حصة رئيس الجمهورية من النواب السنة المستقلين، كما رفض المس بحصة رئيس الجمهورية الوزارية وجعلها خارج التفاوض، وبما يضمن بقاء حصة "التيار الوطني الحر" مع رئيس الجمهورية عشرة وزراء على الاقل.

ومع ذلك، لم يفقد الوزير باسيل الامل والاندفاع والحماس لمواصلة مهمته الانقاذية للعهد ولرئيس الحكومة المكلف، وهو يسعى لفكفكة اخر العقد بلقاء مباشر مع النواب السنة المستقلين، برغم الحملات عليه من بعضهم بتهمة تدخله في صلاحيات الرئيس المكلف تشكيل الحكومة.

لكن على ماذا يبني المتفائلون تفاؤلهم، وليس في الافق ما يلوح باحتمال التوصل الى مخرج؟ إلاّ في حال وافق رئيس الجمهورية على المخرج الاسهل برأي البعض وهو منح المقعد الوازري السني المخصص له الى احد النواب السنّة المستقلين الستة، وهو امر لا يبدو واردا حتى الان، نتيجة حسابات التركيبة الحكومية وتوزيع الحصص فيها على القوى السياسية وفق صيغة ثلاث عشرات، ذلك ان اي وزير يُضاف الى حصة هذا الفريق او ذاك يخلّ بميزان التوازن الحكومي والسياسي، وهذا امر يرفضه بشدة الرئيسان سعد الحريري وميشال عون ومن الصعب ان يسيرا به، ومن هنا ايضا تُضاف صعوبة اضافية على صعوبات تشكيل الحكومة.

واذا كان الرئيس الحريري مرتاحا من ضغط التفاوض الان لأنه يعتبر ان "عقدة السنّة المستقلين" لا تعنيه، فإن الرئيس عون لا يبدو مرتاحا لتأخير تشكيل الحكومة اكثر من ذلك، ومن هنا لا يمكن الرهان إلاّ على حل الا من كيس الرئيس عون او التيار الحر او الرئيس نبيه بري، اذا كان لا بد من حل قريب، وإلاّ تصدق تسريبات السياسيين بأن عقد التأليف كلها خارجية من الاساس وليست داخلية.

  • شارك الخبر