hit counter script

الحدث - عادل نخلة

4 صيغ حل مرفوضة... الحريري دفع ثمن المراوغة؟

الخميس ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٨ - 04:29

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ليس هناك من جديد على صعيد تأليف الحكومة خصوصاً وأنّ العقدة السُّنية أو عقدة "حزب الله" لا تزال على حالها من دون أي بوادر حلحلة.

تجري الإتصالات بعيداً من الإعلام من أجل بلورة حلول، في حين أنّ الظروف الإقليمية والدولية لا تساعد على حض اللبنانيّين على استعجال الولادة الحكوميّة، مع أنّ كل الدول الفاعلة، باستثناء إيران، تطالب بحكومة سريعاً من أجل تطبيق مقرّرات مؤتمر "سيدر" أوّلاً، ومن أجل منع الإنهيار الإقتصادي ثانياً.
وباتت الصيغ المطروحة للحل محصورة بأربعة إقتراحات. وينصّ الإقتراح الأول على تخلي "حزب الله" عن مطلبه بتمثيل السُّنة المستقلين الذين يدورون في فلكه، وهنا تولد الحكومة خلال ساعات بعد تسليمه الرئيس المكلف سعد الحريري أسماء وزرائه.
أما الحلّ الثاني فهو قبول الحريري بتوزير سُنّي من حصّته، وهذا الأمر يجاهر الحريري برفضه، ولن يقبل به تحت أي ظرف من الظروف لأنّه يُعتَبَر انتصاراً لـ"حزب الله" ويمثّل مزيداً من التراجع لمحور "14 آذار" السابق وتقدّماً للحزب، وذلك بعدما سيطر الحزب وحلفاؤه على الأغلبيّة البرلمانيّة.
الإقتراح الثالث ويتمثّل بتنازل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن السنيّ الذي بادله مع الرئيس الحريري وبذلك يكون عون قد فتح آفاق الحلّ، لكن عون يرفض حتى الساعة هذا السيناريو لأنّه يُفقده الثلث المعطّل الذي حظي به بعد تنازل رئيس "الحزب التقدّمي الإشتراكي" وليد جنبلاط عن الدرزي الثالث، كما أنّ أيّ وزير سُنّي من النوّاب المستقلين سيكون من حصّة "حزب الله" وليس من حصّة العهد.
أما الإحتمال الرابع، فيتمثّل بتخلي الحريري عن مقعد وزاري ويتم تسمية سُنّي يوافق عليه هو والنوّاب المستقلون، لكنْ أيضاً يرفض الحريري هذا الإقتراح بالمطلق، ولن يكون حلاً لأنّ "حزب الله" و"النوّاب السُّنة المستقلين" يرفضونه أيضاً.
وأمام كل هذه الوقائع، وافتعال الحزب ما بات يُعرَف بـ"العقدة السُّنية"، ترى مصادر سياسيّة لموقعنا أنّ الحريري قد وقع في الخطأ عندما تريّث في الإعلان عن التشكيلة الحكوميّة لحظة تسميته، فهو قد راوغ نتيجة رغبة سعوديّة وخليجيّة، خصوصاً وأنّ "حزب الله" كان مستعجلاً التأليف، وعندما انقلبت المعايير السياسيّة بعد أزمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعوديّة في تركيا، باتت الرياض في وضع حرج، فيما تستعمل إيران لبنان كورقة ضغط من أجل مساومة الأميركيين عليها.
ويُبدي عدد من قيادات في أحزاب وتيّارات "14 آذار" استغرابهم لما يحصل، فهم كانوا يعتقدون أنّ "حزب الله" مستعجل للتأليف، لكنّ افتعاله "العقدة السُّنية" يدل على عكس ذلك، ما يطرح أسئلة عدّة لدى هؤلاء عن هدف الحزب وغايته من وراء هذا التعطيل.
وأمام هذه الوقائع، لا يستطيع "المستقبل" الظهور بمظهر المنكسر أمام "حزب الله"، في حين أنّ "القوّات اللبنانية" قد أزاحت عنها صبغة المعطّل وظهرت الأمور على حقيقتها، علماً أنّ هامش المناورة لدى الأطراف المعنيّة بالتأليف يضيق، والحل بعيد المنال.

  • شارك الخبر