hit counter script

الحدث - عادل نخلة

هل من مبادرة مصريّة على الساحة السنّية؟

الثلاثاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٨ - 06:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تتجمّع كل عوامل العرقلة المحلّية والإقليميّة والدوليّة لإبقاء ملف تأليف الحكومة في الثلاّجة ومن دون أيّ تطوّر يُذكر.

ينتظر الجميع ما سيقوله رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري في مؤتمره الصحافي الذي يعقده اليوم، وهو العائد من باريس وقد اطّلع على كل أجواء المنطقة والسياسات العالميّة. وتأتي كلمة الحريري بعدما قال الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله كلمته الحازمة والصادمة إلى حدّ ما يوم السبت، وقد اكّد أنّ لا حكومة من دون تمثيل "سُنّة 8 آذار"، ودعا الرئيس المكلّف إلى محاورتهم.

وفي السياق، فإنّ المشهد بات يتمثّل بكباش ثلاثي الأبعاد وهو بين "حزب الله" ورئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري. وقد خرج كل من رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ورئيس "الحزب التقدّمي الإشتراكي" وليد جنبلاط من مشهد العرقلة وجلسا على الحياد يتفرّجان.

وأمام هذا التأزّم، ووصف العقدة تارة بأنّها سُنّية- سُنّية، وطوراً بأنّها سُنّية- شيعيّة، لا يبقى إلا انتظار أيّ معطى خارجي من أجل الحلحلة والتقدّم في إعلان ولادة حكومة العهد الثانية، وإلا فإنّ البلاد أمام مصير مجهول في ظل تراكم الأزمات الاجتماعية والاقتصاديّة وحتى البيئيّة.

وبالنظر إلى الخريطة الخارجيّة، يلاحظ المراقبون الحراك الذي يقوم به السفير المصري نزيه النجاري وترداده بشكل دائم، مثل بقيّة السفراء، أنّ بلاده تريد حكومة سريعاً من أجل ضمان أمن لبنان واستقراره. من هنا يطرح بعضهم إمكانيّة قيام مصر بمبادرة ما من أجل حلحلة العقد وتقريب وجهات النظر بين الأطراف السُنّية.

ويعود الرهان على مصر نظراً إلى الدور المحوري الذي تلعبه في المنطقة، إضافة إلى دورها التوفيقي بين الأطراف اللبنانيّين، وعدم دخولها في اصطفافات حادّة على شاكلة السعوديّة وإيران. أما السبب الرئيسي فهو نفوذها داخل الطائفة السُنّية نظراً لوجود مرجعيّة الأزهر، إضافة إلى الدور التاريخي الذي لعبته مع سُنّة لبنان الذين كانوا يعتبرون الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر مرجعيّتهم وحتى أنّه محطّ أحلامهم وتطلّعاتهم.

وتؤكّد مصادر قريبة من المصريّين لموقعنا أنّ السفير المصري يبذل كل الجهود من أجل تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء المختلفين، ولا يقتصر دوره على طائفة معيّنة بل إنه يتحدّث مع كل اللبنانيّين على مختلف اتّجاهاتهم.

وتشدّد المصادر على أنّ موقف مصر الاستراتيجي واضح وحازم، وهي مع الإجماع العربي وحليفة الدول الخليجيّة، لكنّ أسلوب تعاملها مختلف عن الدول الخليجيّة، إضافة الى اللغة المستخدمة. لذلك، فهي ترفض أنْ يكون لبنان رهن المحور الإيراني- السوري، بل إنّه يجب الحفاظ على التوازن فيه.

وتؤكّد المصادر أنّ لا وجود لمبادرة مصريّة كاملة متكاملة، لكنّ القاهرة تعمل على تقريب وجهات النظر خصوصاً بين أبناء الطائفة السُنّية، وهي تدعم جهود الرئيس الحريري الذي يُعتبر حليف بلادها، لكنّها لا تمانع في لعب أيّ دور يسهّل مهمّته ويُنقذ لبنان.

وتجزم المصادر بأنّ القاهرة تريد حكومة بأسرع وقت ممكن، ولكن ليس بشروط إيرانية بل وفقاً لأجندات لبنانيّة، لذلك، فهي لا تريد مزيداً من التراجع على مستوى المحور العربي وانكساراً أكثر للرئيس الحريري، بل إنّ هدفها تلاقي جميع اللبنانيّين وحفظ التوازن العام في البلاد ليتجنّب لبنان الأزمات.
 

  • شارك الخبر