hit counter script

خاص - كلوفيس الشويفاتي

لقاء الـ"س.س" 2 : سليمان سمير مظلوم وبكركي الحاضنة

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٨ - 06:00

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تمكّن البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في العام 2011 من جمع الزعماء الموارنة الأربعة في بكركي للمرّة الأولى في تاريخهم السياسي على مدى أربعين عاماً، ونجح في كسر الجليد وهدم الجدران النفسيّة والسياسيّة التي كانت قائمة بينهم، رغم أنهم لم يتوّصلوا إلى أيّ اتفاق على خطوات مشتركة أو إلى خارطة طريق تنظّم الخلاف في ما بينهم. وعندما اتّفقوا على "قانون الانتخاب الأرثوذكسي" سُرعان ما أجهضته التحالفات والخيارات المتضاربة لأنّ الانقسام كان حاداَ جداً بين قوى "8 و 14 آذار" وكان الوزير سليمان فرنجيّة قريباً من العماد ميشال عون وفي حلف وخط سياسي واحد معه فيما كانت "الكتائب اللبنانيّة" و"القوّات اللبنانيّة" في تحالف آخر.

ولقاء الـ"س.س" المنتظر بين القطبين المارونيّين الشماليّين والذي قيل في بداية الكلام عنه إنّه سيتم في أحد أديرة الشمال المشتركة بين منطقتي بشرّي وزغرتا، تأكد لاحقاً أنّه سيتم في الصرح البطريركي وبرعاية سيّد بكركي، فلماذا في بكركي اليوم وليس في أي مكان آخر؟
- نجح البطريرك الراعي في أن يكون على مسافة واحدة من الفريقين وهو يحوز ثقة الطرفين بعدما نجح في البقاء على مسافة واحدة من الجميع في عز انقسامهم وحافظ على صلته بهم من خلال أساقفة كانوا على تواصل مع الأطراف كافة.
- الوزير فرنجية وعلى عكس الدكتور سمير جعجع كان على علاقة متوتّرة إلى حدّ القطيعة مع البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، لكنّه نسج علاقة جيّدة مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بمسعى من المطران سمير مظلوم، الذي هو محط ثقة عند رئيس "تيّار المردة" إذ توطّدت علاقته به عندما كان مظلوم راعياً لأبرشية زغرتا المارونيّة قبل أنْ يصبح من فريق عمل البطريرك حيث لعب دوراً مهماً في عودة فرنجيّة إلى كنف بكركي.
- ليس في الاجتماع في بكركي أيّ تنازل من طرف تجاه الآخر لأنّ هذا الصرح وحده يساوي بين كل من يجتمع في حرمه، ولو كان هناك من خيارات أخرى لدخلت حسابات عدّة من كلا الفريقين كالوضع الأمني والسيطرة الميدانية أو الانتماء السياسي للمكان المحدّد، وهذا ما لا يجرؤ أحد على طرحه بالنسبة لبكركي.
- تعتبر البطريركية المارونية ضمانة أخلاقية وإيمانية وكرسي اعتراف وغفران وصفح، هي خير موقع لمصالحات مماثلة بعد عداء وحقد ودماء حيث تكون الحاجة إلى القيم الكنسيّة أكثر من ضروريّة لعدم نقض أيّ تعهّد يحصل في حرمها حتى لو لم يتقدّم الطرفان خطوات إضافية في ما بعد.
- اللقاء في بكركي موضع ترحيب من كل الموارنة والمسيحيّين على اختلاف مذاهبهم. وقد اعتَبَرَت أوساط سياسيّة وكنسيّة أنّ "تفاهم معراب" لو حصل في الصرح البطريركي وبرعاية الكنيسة لما سقط بسرعة قياسيّة ولكان تمتّع بضمانة وحاضنة تجسّدها الكنيسة فقط، ولا يمكن لأحد أن يلعب دورها مع كامل التقدير للذين لعبوا أدواراً في "تفاهم معراب".
ويتمنى المسيحيون واللبنانيون أن يستند لقاء فرنجية وجعجع المتوقع على صخرة الكنيسة، وأنْ يُبنى على قيمها ومبادئها الإيمانية والإنسانية وأنْ يكون الالتزام به كسرّ من أسرارها.
 

  • شارك الخبر