hit counter script

الحدث - حســن ســعد

هل كان في التسوية الرئاسيّة بندٌ غير مُعلَن؟

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٨ - 05:58

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في العام 2017، عندما وافق رئيس الحكومة "بالأصالة في حينه" سعد الحريري على إدخال "النسبيّة" إلى قانون الانتخاب النيابي والمساهمة في إقراره وإنفاذه، كان يعلم أنّ تمثيله الشعبي في حال تراجع، وكان يعلم أنّ تمثيله النيابي سيتقلّص بنسبة كبيرة، وكان يعلم أن هناك من سيشاركه تمثيل الطائفة السُنيّة في مجلس النوّاب مع اعتقاده بأنّ ذلك لن يتخطّى عتبة التمثيل الإفرادي والمحدّد مناطقيّاً.

منطقيّاً، ما كان ليتنازل ويغامر رئيس "تيّار المستقبل" بقبول اعتماد "النسبيّة النيابيّة" ونتائجها "التشاركيّة"، غير الحصريّة له كزعيم ولتياره السياسي "المستقبل"، لو لم يكن الرئيس الحريري مرتكزاً ومطمئناً إلى أنّ شيئاً ما في "التسوية الرئاسيّة"، التي أفضت إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهوريّة اللبنانيّة في أواخر العام 2016، سيعوّض عليه حكوميّاً ما سيفقده نيابيّاً في حال تمّ القضاء على نظام الانتخاب "الأكثري" الذي كان ما يزال نافذاً في ذاك الحين.
لكن، ما حصل بعد الانتخابات النيابيّة - على ما يبدو - أنّ الحريري لم يكن ليتوقّع أنْ "يُضرَبَ من بيته المذهبي" من خلال اجتماع النوّاب السُنّة الستّة المُنتَخَبون من بيئتهم المذهبيّة والسياسيّة في "لقاء تشاوري" حظي بدعم أفرقاء عدّة على رأسهم "حزب الله"، وأنْ يكون مستوى ومعيار دعمهم: "لا حكومة من دون توزير أحدهم".
الغريب في موقف المُفوَّض الرئاسي بمعالجة "العقدة السُنيّة" الوزير جبران باسيل أنه جمع بين "لا احتكار لأي طائفة من فريق واحد" وبين "المعيار الواحد الذي يتطلّع على الكتل الفعلية وطريقة تمثيلها"، وكأنّ مُجرّد "مقايضة" وزير مسيحي من حصّة رئيس الجمهوريّة بوزير سنّي من حصّة الرئيس المُكلّف وسيلة كافية للحؤول دون احتكار فريق واحد لتمثيل طائفة ما ولتبرير الاستغناء عن مقياس الأحجام العددية لتمثيل الكتل بما تستحق من مقاعد ولتمرير صحة طريقة التمثيل كيفما اتفق.

بإستثناء شفاعتها له عند الرئيس عون ورئيس "التيار الوطني الحر"،
- لماذا لم تشفع "التسويّة الرئاسيّة" للرئيس الحريري عند باقي الأفرقاء بحقّه في التعويض عمّا يعتبره "تنازلات" قدّمها مُسبقاً ونتائج نيابيّة عَلِمَ واعترف بها سلفاً؟
- هل في الإصرار على رفض توزير أحد أعضاء "اللقاء التشاوري للنوّاب السُنّة المُستقلّين" في الحكومة العَوَض البديل والمناسب؟
- هل كان في "التسويّة الرئاسيّة" بند "غير مُعلن" يضمن للحريري الحصول على حصّة وزارية كاملة، بشكل أو بآخر، عدا عن ترؤسه كل حكومات العهد، وتَعذَّر الإلتزام به اليوم؟

أم أنّ هناك من سيقول قريباً: لو كنت أعلم!؟

  • شارك الخبر