hit counter script

خاص - ليبانون فايلز.

لماذا لا يُقدِم برّي بعدما حشره "حزب الله"؟

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٨ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

منذ خمسة أشهر في مسيرة عمليّة التأليف الحكومي، ولم يخفت صوت رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالدعوة إلى تشكيل الحكومة، تارة يلوّح بورقة الجلسات النيابيّة، وطوراً يُحذّر من تردّي الأوضاع الاقتصادية. وكان دائماً يقول: "فليحلّوا العقدة المسيحيّة، والباقي تفاصيل أسهل. واذا طُلب مني سأتدخّل". 

لكن "الأستاذ" وصل إلى مرحلة أُصيبت فيها كل آماله بسهام حليفه "حزب الله"، تماماً كما حصل مع رئيس الجمهوريّة ميشال عون.
فوجئ الإثنان "بتكتيك" الحزب، من دون التنسيق معهما، ولا علمهما، برغبة الأخير بتعطيل ولادة الحكومة.
إعتقد الرئيس عون أنّ تراجع "القوات اللبنانية" عن المطالب العالية، سيعني وجود حكومة أصيلة خلال ساعات. بينما كان الرئيس برّي يعلن أمام الصحافيين ان الحكومة ستُعلَن خلال ساعات. ولأجل ذلك، كان أتمّ رئيس المجلس كل استعداداته قبل عودته من جنيف، وبرهن بالفعل أنّه يترقّب الحكومة، فأنجز ما عليه من خطوات. فجدّد الرغبة بإعادة تسمية وزير المالية علي حسن خليل للحقيبة ذاتها، بسبب وجود توازنات داخل "الحركة" والطائفة الشيعيّة تدعم إبقاء خليل. وتمّ حسم تسمية حسن اللقيس وزيراً للزراعة، بعدما ردّد الأخير علناً أمام مقرّبين منه، بأنّ نجل الرئيس برّي سمّاه، وأنه بات يناديه "معالي الوزير". أمّا الحقيبة الثالثة من حصة "أمل" فتركها الرئيس برّي لمفاجئة اللحظات الأخيرة، كعادته التي لم يغيّرها منذ عقدين، ليتبيّن أنّه كان سيسمّي مليحة الصدر.
تدل كل تلك المؤشرات على أنّ رئيس مجلس النوّاب كان ينتظر وضع "الفول الوزاري بالمكيول الحكومي"، لكن كلمة السر وصلت من حارة حريك على عجل، مباشرة إلى "النوّاب السُّنة المستقلين"، من دون المرور لا ببعبدا، ولا بعين التينة.
لكنّ الرئيس عون لم يسمح للحزب، بأنْ يمرّر "التكتيك" من دون اعتراض أبداه خلال الحلقة التلفزيونيّة بمرور سنتين على انتخابه، بينما اختار الرئيس برّي الصمت، واكتفى بحمل العصا من وسطها، في دعوة الطرفين: الرئيس المكلّف والنوّاب السُّنة المعنيّين بضرورة التفاهم.
قد يكون "الأستاذ" شَعَرَ بأنّ ثمّة "تعليمة" خارجيّة استجدّت، لكنّه لم يقل أيّ كلمة توضح موافقته على طبيعة "التكتيك" الذي اتّبعه الحزب أبداً.
ولأنّ حجم الأزمات يتّسع، بعدما اتّضحت مصادر العرقلة.
ولأنّ الرئيس برّي هو الوحيد القادر على الحل والربط، و خصوصاً بالضغط على "حزب الله"، أو إيجاد طريقة ما لإنزالهم عن الشجرة.
ولأنّ الثقة اللبنانيّة قائمة بعين التينة، وصار اللبنانيّون بكل طوائفهم يحمّلون الحزب مسؤولية تجميد الحكومة في ثلاجة حساباتهم ومصالحهم.
ولأنّ الرئيس بري هو رجل المهمّات الصعبة، والخطوات الحكيمة، التي أثبتها تاريخياً بالحوار واختراع المعجزات السياسيّة.
ولأنّه يعرف تداعيات التأخير الحكومي على لبنان، مالياً ومعيشياً واقتصادياً.
آن الأوان ليتدخّل رئيس المجلس، وأنْ يُقدِمْ على ابتداع صيغة سياسيّة تفرض الحل السريع؛ لأنّ عدم تدخله قد يطيل عمر الأزمة، فيدفع جميع اللبنانيّين أثماناً باهظة، ليس بمقدورهم تحمّلها.
 

  • شارك الخبر