hit counter script

الحدث - عادل نخلة

جحيم المية ومية... والمعالجات الأمنية

الثلاثاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٨ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يعيش مخيّم المية ومية في شرق صيدا أياماً صعبة بعد انفجار الوضع بين حركتي "فتح" و"أنصار الله" في وقت يسأل الجميع عن توقيت اندلاع المعركة حالياً.

فيما سرق مخيم عين الحلوة الأضواء في المرحلة السابقة، وكان محور الحدث، قفز الوضع الأمني في المية ومية الى الواجهة وكأن هناك رسائل من وراء تلك المعارك.
ويشبّه بعض المتعاطين في هذا الملّف وضع المية ومية في الأيام العشرة الأخيرة بوضع الاشتباكات بين الفلسطينيّين وقوّات "الجبهة اللبنانيّة" وعلى رأسها حزب "الكتائب اللبنانيّة" في بداية الحرب الأهلية. ففي تلك المرحلة إتّفق الفلسطينيّون و"الكتائب" 73 مرّة على وقف إطلاق النار، لكنّ كل تلك الاتفاقات كانت تسقط بعد مدّة قصيرة، في حين أنّ الأمر نفسه يحصل في مخيّم المية ومية مع فارق جوهريّ أنّ الطرفين المتقاتلين هما فلسطينيّان.
ووسط كل ما يحصل، تؤكد مصادر أمنيّة لموقع "ليبانون فايلز" أنّ انفجار الاشتباكات فاجأ الجهات اللبنانيّة، حيث لم يكن يتوقّع أحد أنْ يحصل ذلك. وتضيف: على الرغم من التدابير الأمنيّة التي يتّخذها الجيش، وهو في حال استنفار دائم، إلا أنّ المعارك كانت عنيفة جدّاً، وكأنّ المراد منها إما تمرير رسائل إقليمية بأدوات فلسطينيّة أو توريط الجيش في حرب مخيّمات جديدة.
وتوضح المصادر أن الجيش اللبناني يضع خطوطاً حمر ممنوع تجاوزها، فهو لن يسمح بتمدّد نيران الإشتباكات خارج المخيّم، كما انّه لن يدخل في حرب استنزاف، بل إنه يتدخّل لمنع تفاقم الأمور ومعالجة كل التردّيات التي تحصل، مشيرة إلى أنّ حماية أهالي المية ومية وقرى جوار المخيّم أولويته، وهو موجود أصلاً في تلك المناطق.
وتشير المصادر الأمنيّة إلى أنّ خطة تحرّك الجيش واضحة، ولا مسايرة في هذا الموضوع، وتعليمات القيادة حازمة، فهي حريصة على الشعب اللبناني والشعب الفلسطيني في آن واحد، والمسلحون يأخذون الفلسطينيّين كرهينة، لذلك على اللاجئين التعاون مع السلطة الشرعيّة من أجل تأمين حمايتهم أولاً وعدم جرّهم الى ويلات خصوصاً أن تجربة مخيّم نهر البارد ماثلة أمامهم.
وتجزم المصادر الأمنيّة بأنّه لن يُسمح بتحويل المية ومية إلى نهر بارد جديد، أو أن يكون بؤرة لإيواء الإرهابيّين بعد اشتداد الضغط عليهم في عين الحلوة، فلا مجال لكل إرهابي أو مخلّ بالأمن إلا تسليم نفسه للدولة اللبنانيّة.
ومن جهة أخرى، تؤكّد مصادر سياسيّة متابعة لموقعنا أنّ مسارعة "حركة أمل" و"حزب الله" إلى التدخّل وجمع المتقاتلين هو لعدم إنحدار الأمور نحو الأسوأ، حيث يكفي ما عاناه أهل الجنوب من مخيّم عين الحلوة. لذلك، فإنّ توتير الوضع في المية ومية قدّ يؤدّي إلى التمدّد نحو عين الحلوة على اعتبار أنّ المخيّمين متلاصقين جغرافياً، وبالتالي فإنّ هذا الأمر قد يتسبّب بمزيد من المآسي على الشعبين اللبناني والفلسطيني.
حتى الساعة لا يملك المسؤولون في الدولة أجوبة واضحة عن الغاية من فتح هذه الجبهة حالياً، فبعضهم يقول إنّها تصفية حسابات فلسطينيّة داخليّة، وبعضهم يربطها بأزمات إقليميّة وصراعات أجهزة ودول، لكنّ الأكيد أنّ سكّان الميّة وميّة وصيدا والجوار غير معنيّين بكل تلك الحسابات ويريدون الأمن والسلام فقط.
 

  • شارك الخبر