على أوتوستراد جل الديب يتمايلون على وقع حركة الشاحنة يميناً ويساراً، هم عمّال يجلسون في شاحنة مفتوحة، لأنّ المتعهّد الكريم لا يريد نقلهم لا بباص خاص ولا بسيّارات، إنّما كـ"الأغنام" (عذراً على التعبير)، لأنّ لا قيمة عنده للإنسان، فبالنسبة له لا فرق بين عامل يومي أو فاعل كما يسمّيه ربما.
ماذا لو سقط أحدهم وسط الطريق، ألن تدهسه سيّارة خلفه ويتسبّب لسائقها بكارثة سببها الوحيد إهمال المتعهّد وقلّة احترازه؟... وأكثر من ذلك فهو كتب على شاحنته عبارة "يخزي العين"... "إيه والله يخزي العين عليك".