hit counter script
شريط الأحداث

خاص - كريم حسامي

هل يستعد الشرق الأوسط لتغييرات استراتيجيّة في تركيبته؟

السبت ١٥ تشرين الأول ٢٠١٨ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

قبل الانتخابات النصفيّة الأميركيّة الشهر المقبل وبدء العقوبات الأقسى على إيران و"حزب الله" من جهة، وبعد أسابيع من وقوفه إلى جانب الأسرة الملكيّة السعوديّة في قضيّة الصحافي السعودي جمال خاشقجي من جهة أخرى، وإرسال وزير خارجيته مايك بومبيو للقاء الملك سلمان بن عبد العزيز ودعمه، خضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لغضب الرأي العام وسَحب وزير الخزانة الأميركيّة ستيفن منوتشين من "مؤتمر دافوس" الذي يُعقد في الرياض الأسبوع المقبل، ما يؤشّر إلى وضع مسافة بين الأميركيّين وولي العهد محمد بن سلمان.

وقال منوتشين الخميس إنّه لن يشارك في المؤتمر الاقتصادي. وأضاف: "إلتقيت بترامب وبومبيو وقرّرنا ألّا أشارك في قمة "مبادرة مستقبل الاستثمار".
وسبق أن ألغى العديد من الوزراء ورؤساء الشركات مشاركتهم في هذا المؤتمر بسبب مسألة خاشقجي.
إلى ذلك، إعترف ترامب للمرة الأولى الخميس الماضي أنّه يبدو من المؤكد أنّ خاشقجي قد مات، وأنّه أمر محزن جداً".
وردّاً على سؤال حول ردة فعل الولايات المتحدة على السعودية إذا ثبُتت مسؤوليّتها عن موت الصحافي، شدّد على أنّ "الرد سيكون قاسياً جداً"، مضيفاً أنّها "مسألة سيّئة جداً ولكن سنرى ما سيحدث".
ونقلت وكالة "رويترز" عن ترامب أنّه عبّر في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" عن ثقته في تقارير الاستخبارات التي تشير إلى دور سعودي على مستوى رفيع في اغتيال خاشقجي".
وتعليقاً على التطوّرات المتصاعدة، أشارت مصادر أميركية مطّلعة إلى أنّ "هذه كانت الدلالات الأولى على انحياز الرئيس الأميركي مع خلاصة المسؤولين الأتراك لجهة أنّ محمد بن سلمان وفريقه الأمني مسؤولون عن مقتل خاشقجي، الأمر الذي ترك النظام السعودي شبه معزول على الساحة العالمية".
وفي السياق، أكّد وزير الخارجية التركية أمس مولود جاويش أوغلو أنّ "تركيا ستُعلِن نتائج التحقيق في قضية خاشقجي بشفافيّة للعالم"، ما يزيد الضغط على السعودية.
إلا أنّ مسؤولين في واشنطن وخبراء يؤكدون أنّ "ردّة الفعل ترامب ليست إلّا بداية حرب شرسة بين واشنطن والرياض يمكن أن تفرمل العلاقات لأشهر أو حتى سنوات".
بالنسبة إلى السعوديين، وفق المسؤولين، فإنّ سلاحهم الوحيد في هذا النزاع الجيوسياسي سيكون عقوداً بمليارات الدولارات، وبدرجة أقل النفط؛ أما بالنسبة للأميركيّين، فستكون الأسلحة والتكنولوجيا.
لكن السعوديّين وترامب يُفضلون تفادي هذا السيناريو، ويمكن رؤية بعض المحاولات للخروج من هذا المأزق، وفق المصادر الأميركية، حيث تلمّح الرياض منذ أيام إلى أنّ ولي العهد سيلوم عنصراً غير منضبط نفّذ العمليّة من دون أوامر.
وكانت "نيويورك تايمز" نشرت تقريراً الخميس أفاد بأنّ "العائلة الملكية تُفكّر في استخدام الجنرال أحمد عسيري نائب رئيس الاستخبارات العامة وأحد كبار مستشاري محمد بن سلمان، ككبش فداء". ويريد ترامب تصديق هذه الرواية لكن العدد الأكبر من أعضاء الكونغرس أصبحوا متأكّدين من تورّط ولي العهد في مقتل الصحافي السعودي، بالإضافة إلى إعتراضهم على حربه في اليمن.
من جهتها، قالت السناتور في الحزب الجمهوري ليندسي غراهام من ولاية كارولينا الجنوبية، التي صوّتت عام 2017 لتوريد أسلحة للسعوديّة لاستخدامها في اليمن، إنّ "محمد بن سلمان يجب أن يذهب".
وتفيد المصادر بأنّ "تصرّفات ترامب سمحت لولي العهد باستعمال ورقة العقود كضغط لتفادي أيّ إجراء أميركي ضد السعوديّة عبر تأجيل دفعها"، والدليل هو وصول مبلغ 100 مليون دولار متوقع تحويله منذ فترة طويلة إلى الحسابات الأميركية للمساعدة في تحقيق الاستقرار في سوريا، وذلك عند وصول بومبيو إلى الرياض الثلثاء الماضي للبحث في قضيّة خاشقجي.
لكنّها تضيف أنّ "بن سلمان لا يمكنه الاستمرار على هذا النحو لأنّ الضغط يزداد عليه من داخل السعودية وخارجها وسيكون منعزلاً ما لم يخضع لمطالب الأميركيّين وغيرهم، بينها وقف الحرب في اليمن".
وتأتي هذه التطوّرات وسط ازدياد الضغط أيضاً على الأميركيّين في سوريا حيث أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أنّ "مهمّة روسيا ليست أنْ تُقرّر ما إذا كانت إيران ستغادر سوريا"، ما يُشكل صفعة لأميركا وإسرائيل اللتين تطالبان روسيا بالعمل على إخراج إيران من سوريا مثلما أبعدتها عن حدود الجولان المحتل، فكيف سيكون ردّ فعل الأميركيّين؟
 

  • شارك الخبر