hit counter script

الحدث - حـسـن ســعـد

شريك وازن في تفاصيل التأليف ووزير دائم في الحكومات

الخميس ١٥ تشرين الأول ٢٠١٨ - 06:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في تصريحات ووعود السياسيّين "المتفائلين"، الحكومة ستُولَد آخر هذا الأسبوع أو خلال الأسبوع المقبل، ولكنها لم تُولَد بعد، بل ما تزال في دائرة الخطر. لكن، إذا ما وُلِدَت - مع بعض التبادل في الحقائب بين الأفرقاء وبعض التبديل في الأسماء كمؤشر إلى عدم وجود استعداد للتغيير في الأداء - فستكون حكومة "تيتي تيتي متل ما كنتي رجعتي".

شهدت مفاوضات التشكيل معارك عديدة رُميَت خلالها الاعتبارات الوطنيّة خلف الظهور، واستُلَّت سيوف الأنانيّات وخناجر الأحقاد وزُرعت ألغام المعايير "الظرفيّة" من أجل أحجام وأوزان وحقائب - لم يسبق لمالكيها أن قدّموا خدمة "جليلة" للوطن والدولة والمؤسسات والشعب - والذريعة دائماً وأبداً كانت حرص الأفرقاء، الذي لم يتخطَ حدود الشعارات، على "الوحدة الوطنيّة" و"الوفاق الوطني" و"احترام التمثيل بالعدد والنوعيّة"، أما النتيجة فستكون أقرب إلى "تعويم" حكومة تصريف الأعمال مع بعض الرتوش من تشكيل حكومة "جديدة"، وفي النهاية سيُهزم اللبنانيّون، كما اعتادوا تاريخيّاً، في مصالحهم ووقتهم وآمالهم.
تغييب "مصالح الناس الاقتصاديّة والاجتماعيّة" عن اهتمامات وأولويات الطبقة الحاكمة والمتحكِّمة بالبلاد كان أحد أشكال الهزيمة المعتادة، خصوصاً بعدما أصبحت شعاراً تتلطّى به القوى المُنتَحَبة والمتنازعة على (أحجام نيابيّة هي في الأساس "غير مطابقة" لإرادة الناس الحقيقيّة). إرادة تعرّضت للتلاعب المدروس والمُتقن من خلال فرض تقسيمات غير متوازنة شعبياً في القانون الانتخابي الهَجين وحصر الصوت التفضيلي في القضاء والتحايل في طريقة احتساب الفائزين.
لتبرير العجز في التأليف والتجديد والتغيير والإصلاح، كانت وما تزال الذريعة "الحق على الشيطان"، الأمر الذي جعل من "الشيطان" - وبرضى الجميع - شريكاً وازناً في تفاصيل تأليف الحكومة.
بعد التأليف وخلال مهلة الشهر لإعداد البيان الوزاري، يبدو أنّ "الشيطان" بات يعتبر بمثابة الوزير الدائم، حامل الرقم (31)، ولو من دون مرسوم، وسيكون صاحب "صلاحيّة العبث" في بيئة الكتل الوزاريّة، الحاضنة والخصبة والمتخمة بالخلافات، خلال نزاعها على كل فقرة وعبارة وكلمة وحرف ونقطة وفاصلة في البيان العتيد.
بعد نيل الثقة، ما الذي يُؤمَل من حكومة ستضم "ديوكاً" أقوياء على بعضهم البعض، ضعفاء أمام مصالحهم الضيقة، فاشلون في خدمة الشعب بما يليق، وعاجزون عن طرد الشيطان من بينهم؟
كل فريق سيدخل الحكومة وهو مُتأبط تاريخ خصومه "الأسود"، حسب رأيه، يعني أنّ شيئاً لم ينتهِ وأنّ شيئاً جديداً لن يبدأ.
عذراً، "لا إكراه في التفاؤل".

  • شارك الخبر