hit counter script

الحدث - مروى غاوي

حكومة الحريري الثالثة "وجوه جديدة ومجدّد لها"... هذه هي

الأربعاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٨ - 06:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

مع الكلام التفاؤلي الصادر عن القوى السياسيّة كافة ربطاً بتنازلات داخليّة وظروف خارجيّة دفعت إلى تسريع ولادة الحكومة، يكون التشكيل قد دخل المرحلة النهائيّة حيث انصرفت الأحزاب والتكتلات السياسيّة في الساعات الأخيرة إلى غربلة ما لديها من أسماء وزراء ومن يلائم المرحلة السياسيّة المقبلة ومن يتلاءم مع الحقيبة التي آلت إلى الحزب فيما تردّد أنّ وزراء حكومة تصريف الأعمال المغادرون أنهوا ضبضبة ملفّاتهم وتوضيب أغراضهم تحسّباً لساعة "الصفر". وقد بدا واضحاً أنّ فريقاً من الوزراء الممدّد لهم من حكومة إلى أخرى ليس معنياً بتغيير الحكومة على غرار الوزير علي حسن الخليل الذي سيبقى في وزارة الماليّة أو الوزير جبران باسيل الذي لم تتّضح بعد إمكانيّة مغادرته لوزارة الخارجيّة فيما يقال إنّه سينتقل إلى وزارة شؤون الرئاسة على ما ورد في التشكيلة التي سُرِّبَت إلى الإعلام.

يمكن تصنيف المغادرين من الوزراء ضمن فئتين، فئة كان عمرها قصيراً من عمر حكومة العهد ووزراء أمضوا فترة من حكومة الرئيس تمّام سلام فيما الباقون صاروا يستحقّون لوحة تخليداً لهم في وزاراتهم. وإذا كان ثمة من يعتقد أنّ حكومة العهد الثانية ستكون نسخة طبق الأصل عن الأولى، فإنّ الثابت أنّ الأحزاب قرّرت التغيير في بعض الأسماء بناء على خلفيّات حزبيّة وحسابات ضيّقة تتعلّق بوجودها أو عدم رضاها عن أداء بعض الوزراء.
في "تيّار المستقبل" رسم الرئيس سعد الحريري باكراً خريطة وزراءه عندما قرّر فصل النيابة عن الوزارة في إطار خطة واضحة المعالم والأهداف بالنسبة إلى "المستقبل" حيث تم الاستغناء عن عدد من الوزراء الثوابت فأطاح بوزراء أقوياء كالوزير نهاد المشنوق الذي أُبعِدَ بطريقة لائقة عن دائرة القرار المستقبلي بعدما كبر دوره كثيراً في "تيّار المستقبل" وعلى الساحة السياسيّة حيث أصبح للرجل امتدادات خارجية واسعة المدى. وعليه فإنّ "تيّار المستقبل" وجد أنّه بحاجة إلى الاستغناء عن بعض صقوره الأقوياء مثل حالة المشنوق تمهيداً لتغيير كبير يشمل مواقع أساسيّة في المستقبل لمواكبة المرحلة الجديدة. وبموازاة المشنوق صار الاستغناء عن وزير شؤون النازحين "المشاغب" معين المرعبي ضرورة ملحّة بعدما أكثَرَ المرعبي من الاشتباك مع وزير الخارجيّة جبران باسيل ووزراء "التيّار الوطني الحر" في الحكومة وصار عبئاً ثقيلاً على سعد الحريري الذي اختار الاعتدال والاستقرار ومغلّباً التنازلات السياسيّة من اجل المصلحة العامة، فيما ورد اسم وزير الاتصالات جمال الجرّاح في التشكيلتين المسرّبتين لحقيبة الاتّصالات وأُسنِدَت الداخلية في النسخة المسرّبة للنائب السابق مصطفى علوش ليَرِدَ اسم الجرّاح في حقيبة الداخلية في تشكيلة أخرى ما يدحض كل ما قيل عن سوء تفاهم واستياء لدى الرئيس سعد الحريري من التسريب الصوتي للجرّاح مهدّداً بالاستغناء عنه.
وعلى خطى "تيّار المستقبل" لإنجاز التغيير الذي اتّبعه في الانتخابات النيابيّة عبر إزاحة رموز واستبدال شخصيّات سُنّية لها وزنها بأخرى، فإنّ "التيار الوطني الحر" يُجهّز لنفضة تغييريّة تطيح بالتقليديّين من الوزراء خصوصاً وأنّ "التيّار" عانى من الركود في بعض الوزارات وكان رئيسه جبران باسيل في أكثر من مناسبة على مسافة قصيرة من إجراء تعديل وزاري يطال ثلاث أو أربع حقائب قبل أنْ يُفَرمِل اندفاعته بسبب حراجة المواقف وبعض الضغوطات التي مَنَعَت القيام بهذه الخطوة في حينه. وعليه فإنّ "التيار العوني" الذي خاض مفاوضات حكومية صعبة وينظر إلى الحكومة المقبلة على أنّها الحكومة الفعليّة سيفرض أسماء وازنة ولا يكرّر تجربة الحكومة الماضية، وبالتالي فإنّ التغيير حتمي ومن المؤكد عدم عودة الوزراء يعقوب الصرّاف ورائد خوري وطارق الخطيب والوزير سيزار أبي خليل، فيما سيتم توزير أسماء تردّدت في الكواليس والصالونات السياسيّة أخيراً وحيث إنّ "التيّار" سيُدخِل العنصر النسائي إلى الحكومة على الأرجح في وزارة الطاقة.
"القوّات اللبنانيّة" تحفّظت على أسماء وزرائها وأصدرت الدائرة الإعلاميّة نفياً لكل تركيبة تعلّقت بأسماء مرشّحيها للحكومة،خصوصاً وأنّ العقدة القوّاتية ظلّت حاضرة في كواليس المفاوضات الحكوميّة حتى اللحظة الأخيرة. وسيشمل تغيير "القوّات" مقعد النائب بيار بو عاصي في وزارة الشؤون فيما يرجّح أنْ تعمد "القوّات" إلى إجراء تبديل في أسماء الوزراء مع طرح توزير الإعلاميّة مي شدياق.
"الثنائي الشيعي" بدوره لن يُفصِح عن وزرائه إلا في الساعات الأخيرة. ويُحكى أنّ رئيس المجلس النيابي نبيه برّي اتصل بالوزيرة عناية عز الدين قبل ساعات قليلة من ولادة الحكومة السابقة وثمّة وزراء سيشكّلون مفاجأة لدى رئيس "حركة أمل"، فيما المؤكد أنّ وزير المال علي حسن خليل لا يحتاج إلا لإخراج بزّته الوزاريّة مع اقتراب الموعد. أمّا "حزب الله" فوضع محمد فنيش في ثلاجة الانتظار الحكوميّة قبل الانتخابات، وثمّة وزراء يتم التحفّظ على أسمائهم إلى حين الدخول في مرحلة الجد الحكوميّة، وللحزب اسم محسوم تقريباً لوزارة الصحّة المرجّح أنْ يكون لشخصيّة بقاعيّة.
"الحزب التقدّمي الاشتراكي" سيعيد وزرائه أكرم شهيب ووائل أبو فاعور، فيما طُرِحَ أيضاً اسم النائب هادي أبو الحسن، أما الدرزي الثالث فالمرجّح أن يكون وزير "القُرعَة" بين قصر بعبدا و"الاشتراكي" والنائب طلال أرسلان.
أما "تيّار المردة"، فإنّ الوزير يوسف فنيانوس هو وزير الأشغال العامة إلا إذا "تفركشت" التشكيلة وطارت الأشغال من حصّة "المردة"، وهذا سيبقى رهن الساعات الأخيرة وضغوطات "التيّار الوطني الحر" على "حزب الله"، خصوصاً أنّ الأخير مدين لـ"التيّار" ولرئيس الجمهوريّة ميشال عون بسبب مواقفهما في المحافل الدوليّة الداعمة للحزب.
 

  • شارك الخبر