hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

الحكومة "استوَت"... ولم يبق سوى إعلان الطبخة النهائية

الثلاثاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٨ - 06:42

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تزاحمت الإتصالات مساء أمس في شأن تأليف الحكومة، وكان محورها «بيت الوسط» الذي شهد لقاءات عدّة كان أبرزها لقاء الرئيس المكلّف سعد الحريري رئيس «التيّار الوطني الحرّ» الوزير جبران باسيل. ورشح من مناخات هذه اللقاءات انّ الحريري، الذي يُتوقع ان يزور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم، يدفع بقوة في اتجاه استيلاد حكومته في أي وقت خلال الأسبوع الجاري.
على وقع حراك لافت وارتفاع منسوب التفاؤل مجدداً بولادة حكومية وشيكة، تتجّه كل الانظار الى قصر بعبدا، ترقّباً لزيارة الحريري والمتوقّعة اليوم، ونتائج اجتماعه مع رئيس الجمهورية. وعشية هذه الزيارة تشاور الحريري في «بيت الوسط» مع رؤساء الحكومات السابقين: فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي وتمام سلام في الأوضاع العامة وآخر المستجدات، ولاسيما ما يتعلق منها بملف التشكيل.

وعلمت «الجمهورية» انّ رؤساء الحكومات السابقين اكّدوا حرصهم على صلاحيات رئاسة الحكومة في وقت يحاول البعض التطاول عليها.

وشددوا على ضرورة احترام الدستور والروح الميثاقية، وأكّدوا للحريري دعمهم في تأليف حكومة متوازنة تضم شخصيات توحي بالثقة ويعتبرها الرأي العام في مستوى المرحلة، وتمنّوا ان تحترم أي حكومة تؤلّف تحييد لبنان و«النأي بالنفس» وعدم توريط البلاد في هذه المرحلة الدقيقة جداً، بالحروب والنزاعات في المنطقة.

ولفتت مصادر «بيت الوسط» الى انّ لقاء الحريري ورؤساء الحكومات السابقين هو الثالث منذ تكليفه تشكيل الحكومة، وأنّه كان لا بدّ منه للوقوف على خاطرهم والتشاور في مستجدات الإتصالات الجارية وما آلت اليه مساعيه.

ولاحقاً، اكتفت المصادر بالقول لـ«الجمهورية»: «إنّ هذه المشاورات دلّت الى اتجاهات ايجابية بدأت تسلكها المساعي الجارية بغية تحقيق خرق بارز في اتجاه تأليف الحكومة».

جنبلاط في بعبدا

وأوضح رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط لـ«الجمهورية» انّه سيلتقي الرئيس عون اليوم، موضحاً أنّ عون دعاه الى الاجتماع به بعد ظهر اليوم، ومشيراً الى أنّ البحث سيتناول مواضيع عدة، من بينها الملف الحكومي.

الطبخة استوَت

وكشفت مصادر مطلعة على حركة التأليف لـ«الجمهورية» انّ «عملية التأليف دخلت مساراً جديداً ومختلفاً تماماً، إستناداً الى إيجابية وحيدة مفادها انّ كل السقوف ظهرت، وكل الكلام قيل، والجميع جلس على الطاولة والكلام الجدّي قد بدأ». ورأت «انّ الحكومة نضجت و«استوَت» ولم يبق سوى إعلان الطبخة النهائية، ولو احتاجت بضعة ايام».

بدورها، قالت مصادر سياسية تراقب مسار التشكيل لـ«الجمهورية»: «يبدو انّ الرئيس المكلّف عندما تحدث عن مهلة العشرة ايام التي تُؤلف خلالها الحكومة، كان يستند الى معطيات عدة من أبرزها: أمله في ان يتجاوب الرئيس عون، الضغط الدولي لتأليف الحكومة، تزايد الحديث عن مصير مؤتمر «سيدر»، إزدياد المخاوف من الوضع المالي والاقتصادي، التشديد على ضرورة تأليف حكومة تكون قادرة على مواجهة العقوبات الدولية على «حزب الله»، وليس آخرها ما أعلنه وزير العدل الأميركي جيف سيشنز أمس من انّه صنّف 5 جماعات، منها «حزب الله» و«إم.إس-13»، على أنّها جماعات للجريمة العابرة للحدود، وانّ تلك الجماعات ستواجه تحقيقات وإجراءات قضائية أكثر صرامة.

وقد زاد فتح معبر نصيب بين الاردن وسوريا درجة الاقتناع عند البعض بقرب الانفراج الحكومي، بعدما أوحى هذا التطور بوجود حلحلة ما في المنطقة، إضافة الى عامل آخر يتمثّل في انشغال ايران بالملف النووي والعقوبات، وانشغال السعودية بقضية اختفاء الصحافي جمال خاشقجي، إذ انّ هذين العاملين ربما فتحا ثغرة تستفيد منها القوى الداخلية لتأليف الحكومة.

ولكن هذا الأمل يحتاج الى ترجمة لأنّ الحملات التي شهدها الاسبوع الماضي حتى الأمس وتجاوزت السقوف العالية، خصوصاً بين «التيّار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، لم تلد من عدم، بل لها خلفياتها السياسية وأسبابها الحكومية.

وبالتالي، يستبعد البعض ان يتمكن المعنيّون من الوصول الى حكومة متوازنة بعدما بات يتوضح أكثر فأكثر أنّ هناك محاولة لتحجيم كل من «القوات» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» من جهة، وفي المقابل إقصاء كتلة نواب السنّة من خارج تيّار «المستقبل» من جهة أخرى».

محاولة لحل عقدتين

وسُجّلت أمس محاولة لحلحلة العقدتين الدرزية والقواتية، حيث التقى الحريري الوزير طلال ارسلان الذي أعلن انه تنازل كثيراً من اجل تأليف الحكومة، مُعرباً عن استعداده للقاء جنبلاط برعاية الحريري أو عون.

ثم التقى الحريري الوزير ملحم الرياشي الذي أكد أنّ «الأمور تتّجه في اتجاهات إيجابية، وخلال أيام أو أكثر بقليل، إن شاء لله يمكن أن نشهد ولادة الحكومة»، لافتاً إلى أنّ «الحريري متفائل ويعمل على قدم وساق لتحقيق هذه الغاية»، موضحاً أنّ «هناك عراقيل ومطبّات عدة، ولكن يمكنه الوصول إلى نتيجة».

وقال: «لا شيء إسمه حصّة حزب «القوات اللبنانية» بل هناك حجم «القوات اللبنانية» التمثيلي الطبيعي في الحكومة، والتسهيلات التي قدّمتها «القوات» ووصلت إلى حدود التضحيات».

ورأى أنّ «ما حصل في ذكرى 13 تشرين معيب للمصالحة وللمسيحيين واللبنانيين، والبيان الصادر عن «التيار الوطني الحر» جيّد ويخدم المصالحة».

«بيت الوسط»

وقالت مصادر «بيت الوسط» لـ«الجمهورية» انّ لقاءات الأمس الإستثنائية هي بهدف توسّع إطار المشاورات التي يجريها الرئيس المكلف، من اجل تسريع التحضيرات الجارية للتفاهم على تشكيل الحكومة.

واوضحت انّ اللقاء مع ارسلان «هو الأول من نوعه منذ الإستشارت النيابية التي أجراها الرئيس المكلف بعد تكليفه نهاية أيار الماضي».

وأضافت: «كان لا بد من لقائه، فهو من المعنيين بالمساعي الجارية لتذليل العقبات أمام تشكيل الحكومة الجديدة، وبهدف توفير المخرج لما يسمّى العقدة الدرزية، وهو أحد طرفيها».

وذكرت المصادر انّ الحريري «هو من طلب اللقاء بإرسلان للوقوف على رأيه في المشاريع المطروحة لحل العقدة الدرزية».

تزامناً، لفتت المصادر الى انّ اللقاء مع الرياشي «شكّل استمراراً لمسار الإتصالات بين الحريري وقيادة «القوات»، والذي لم ينقطع طوال الفترة الماضية، وتركز على مقترحات جديدة يمكن ان تسهّل التوصل الى تفاهم على حقائب «القوات اللبنانية».

بعبدا

وكانت لقاءات «بيت الوسط» موضع متابعة من بعبدا التي واكبت مساعي الرئيس المكلّف. فيما أصرّ رئيس الجمهورية على مضمون البيان الذي صدر عن رئيس «التيار الوطني الحر»، تزامناً مع مشاورات الحريري من أجل تسهيل الأجواء امام مسار التأليف في وقت قريب.

العقدة والحل

تزامناً، كشفت مصادر عليمة لـ«الجمهورية» انّ لقاء الحريري ـ ارسلان شكل تفاهماً على آلية لحل العقدة الدرزية، مفاده أن يسمّي ارسلان 5 اسماء يرشحها للمقعد الدرزي الثالث و5 أسماء أخرى يسمّيها جنبلاط، لربما تقاطعت الأسماء عند الإسم الثالث الذي سيشكل قاسماً مشتركاً، وسيُصار عندها الى التفاهم على تسميته بين رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة».

واكدت المصادر «انّ الظروف باتت مهيّأة اليوم اكثر من اي وقت مضى ليتفاهم الحريري وباسيل لكي تسير الأمور نحو الخطوات الإيجابية، والتي ستترجم اليوم وغداً بحل العقدتين المسيحية الدرزية حتى بلوغ مرحلة الأسماء المقترحة لدخول الجنة الحكومية، بحيث يكون الرئيس نبيه بري قادراً على العودة الى بيروت لترجمة التفاهم في حضور المسؤولين الثلاثة على التشكيلة الجديدة في الساعات التي تَلي هذه العودة.

وتجدر الإشارة الى انّ بري، وابتداء من الغد، سيكون قادراً على ترك المؤتمر في سويسرا، ومستعداً للعودة الى بيروت كما أبلغ بعض الذين تحدثوا اليه عصر أمس.

  • شارك الخبر