hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

رسالة اميركية الى عون وباسـيل: التزموا النأي بالنفس!

الإثنين ١٥ تشرين الأول ٢٠١٨ - 15:22

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم تكن المحادثات التي اجراها الرئيس اللبناني العماد ميشال عون والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، مخصّصة فقط للحث على تشكيل حكومة للافادة من زخم المؤتمرات الدولية التي عقدت لدعم بيروت أكان اقتصاديا او عسكريا، فحسب، بل كرّس "سيد الاليزيه" جزءا كبيرا منها، لمطالبة لبنان بالبقاء تحت سقف سياسة "النأي بالنفس" التي أعلن الرئيس سعد الحريري، خلال اجتماع مجموعة الدعم الدولية في باريس في تشرين الثاني الماضي، بعد عودته عن استقالته، تقيّد حكومته، بكل مكوناتها، بها.

وبحسب ما تقول اوساط سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، حث ماكرون كلا من الرئيس عون ووزير الخارجية جبران باسيل الذي شارك في الاجتماع الذي انعقد في يريفان، على ضرورة ان تعلن الحكومة المرتقبة، بوضوح، تبنيها النأي، مشددا على ان الأهم من الموقف، هو التقيد "الفعلي" بهذه السياسة، فتضع بعضُ الاطراف اللبنانية حدّا لتدخلاتها العسكرية والسياسية في الحرب السورية وفي النزاعات التي تشهدها اليمن والعراق وفي شؤون الكويت والبحرين (...) وتُوقف حملاتها على الدول العربية والخليجية. فهذه الاجراءات أساسية لصون استقرار لبنان وإبعاد نيران الجوار عنه، كما انها ضرورية لعدم تضييع مساعدات "سيدر" التي ارتبطت، مباشرة او غير مباشرة، بتقيد لبنان بالحياد وبوقوفه على مسافة واحدة من المحاور المتصارعة في المنطقة.

من هنا، انتقل النقاش الى شأن غير بعيد حيث بدا ماكرون يسدي ما يشبه "النصيحة" الى كل من عون وباسيل بأن "ليس من مصلحة لبنان الذهاب بعيدا في تحدي الولايات المتحدة والمجتمع الدولي"، غامزا من قناة الجولة الدبلوماسية التي نظمتها وزارة الخارجية للسفراءَ المعتمدين في بيروت في محيط مطار رفيق الحريري الدولي، لدحض مزاعم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تحدث في الامم المتحدة عن وجود مصانع صواريخ فيها.

وقد لفت ماكرون انتباه المجتمعين الى ان "حزب الله" بنفسه، يقرّ ويعترف بوجود صواريخ "بعيدة المدى" في حوزته، وبالتالي فإن نفي وجود هذه الاسلحة غير واقعي، وفق ما لمّح اليه الرئيس الفرنسي الذي اعتبر ان من غير المفيد ان يواصل لبنان السير في هذا المسار، خشية تداعياته على موقع بيروت على الخريطة الدولية.

وفي السياق، توقّف ماكرون عند ملف النازحين السوريين. ففيما يتمسك لبنان بعودتهم الطوعية والامنة والسريعة الى بلادهم ويرفض انتظار الحل السياسي في سوريا لتحقيقها، قال الرئيس الفرنسي ان المبادرة الروسية في هذا الخصوص، تبدو عاجزة عن الانطلاق عمليا على الارض، بسبب اعتراض الولايات المتحدة عليها ورفضها التعاون معها قبل ان تبدّل موسكو سياساتها في سوريا، معتبرا، انطلاقا من هنا، ان لبنان لا يمكن ان يفرض اجندته على المجتمع الدولي.

غير ان المصادر تشير الى ان ماكرون لم يكتف بهذا الكلام، بل يبدو انه نقل ما اعتُبر انه رسالة اميركية الى كل من عون وباسيل، حيث أبلغهما تحفّظ واشنطن على بعض سياسات لبنان واستياءها من بعض المواقف، خاتما بتجديد النصح بعدم جواز المضي قدما في خط مواجهة الولايات المتحدة.

وبحسب المصادر، تمنى ماكرون ان يشارك الوزير باسيل في الاجتماع الى جانب عون ليبلغه الموقف الاميركي هذا، ويلفت نظره الى وجوب سلوك طريق "الناي" من دون الانحراف باتجاه اي محور.

(المركزية)

  • شارك الخبر