hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

رئيس تحرير لوفيغارو حاضر في جامعة الروح القدس

الإثنين ١٥ تشرين الأول ٢٠١٨ - 12:28

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بدعوة من جامعة الروح القدس – الكسليك، ألقى رئيس تحرير صحيفة لوفيغارو فريدريك بيكار محاضرة بعنوان: "كيف يمكن الحصول على تأثير أكبر عبر استخدام المهارات اللفظية والكتابية؟ ولماذا ذلك ضرورياً؟"، حضرها رئيس الجامعة الأب البروفسور جورج حبيقة، نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية البروفسور جورج يحشوشي، مستشار الجامعة المحامي الدكتور أنطوان صفير، عميدة كلية الآداب البروفسورة نيكول شلهوب، عميد كلية الموسيقى الأب الدكتور بديع الحاج، عميد كلية الفلسفة والعلوم الإنسانية الأب البروفسور جان رعيدي، مدير المعهد العالي للعلوم السياسية والإدارية في كلية الحقوق السفير ناصيف حتي وجمع من الأساتذة والطلاب.

بدايةً، كانت كلمة تقديم لرئيسة قسم الصحافة والتواصل في الجامعة الدكتورة ريتا خليل شددت فيها على أهمية التواصل قائلة: الحياة تعني التواصل، والتواصل يعني المشاركة. إذاً، هل يستطيع الإنسان "هذا الكائن الاجتماعي" كما عرّفه أرسطو، أن يعيش من دون كلمات ولا تبادل؟ ... ويبقى التواصل حجر الأساس ليس على الصعيد الاجتماعي فحسب بل أيضاً على الصعيد الدولي والعالمي. وفي عصر تطوّر المعلوماتية، تتسّع شبكة التواصل أكثر فأكثر وبتنا نتساءل عن كيفية التواصل مع ترك تأثير أكبر، شفهياً وكتابة، في ظل وجود فئات متنوعة من المتلقين ورموز ثقافية عدة ومراجع وبروتوكولات تواصلية مختلفة".

ثم تحدث مستشار الجامعة الدكتور أنطوان صفير منوهاً بشخصية السيد بيكار معتبراً إياه "رجل الالتزام، ورجلاً إنسانياً من دون أن يكون شعبوياً، ورجلاً ابتكارياً من دون أن يقع في فخ الثورة غير المنتجة"، كما شكره على "المشاركة في هذه المحاضرة التي تعتبر محفزاً قوياً للجامعة ولطلابها".
وختاماً، أكّد أنّ "صحيفة لوفيغارو ستبقى صحيفة مميزة ومهمة في فرنسا وفي العالم الأوروبي والفرنكفوني، وستبقى جامعة الروح القدس- الكسليك مكاناً للتعددية والتفاهم والتفاعل على المستوى الاجتماعي والسياسي والديني في لبنان كما في العالم أجمع ضمن رسالة الرهبانية اللبنانية المارونية ".

وألقى رئيس جامعة الروح القدس- الكسليك الأب البروفسور جورج حبيقة كلمة رحّب فيها برئيس تحرير صحيفة لوفيغارو فريدريك بيكار الذي أعرب عن إعجابه بالحرم الجامعي الأخضر والجو الأخاذ الذي يضفي على العملية التعليمية سحرا خاصا. ثم قدّم الأب حبيقة لمحة عن صحيفة لوفيغارو وعن تاريخها، "فقد تأسست في العام 1826 ولا تزال تصدر حتى اليوم من دون أي توقف منذ مئة واثنين وتسعين عاما. وتُعتبر هذه الصحيفة اليومية من أهم الصحف المحلية في فرنسا والصحيفة الأكاديمية المتألقة لأنها ضمت أقلام أهم المؤلفين والكتبة، منوّهًا في هذا السياق بالسيد بيكار وبكتاباته التي تجمع ببراعة عمق المقاربات إلى روعة الأسلوب والصور البيانية. كما وسلط الضؤ على عظمة التزامه الروحاني والروحي والسياسي والإنساني".
وتابع الأب حبيقة بالقول: "نجتمع اليوم في جامعة فرنكوفونية تسعى جاهدة إلى تعزيز موقع الفرنكوفونية في لبنان والشرق الأوسط لأننا نؤمن بأن الفرنكوفونية، بما تختزنه من قيم وطاقات إبداعية، هي فاعلة ومتطورة ومنفتحة. ولا ننكر البتة أن المحافظة على لغة مولير في الشرق الأوسط تتطلب منا جهودا مضنية وعنيدة. هذا وأشار الأب حبيقة إلى إنجازات الجامعة الجبارة هذه السنة، التي تجلت بشكل بهي في حصولها على جائزة غايا العالمية للتنمية المستدامة واحتلالها المرتبة 651 عالمياً من أصل ثمانية وعشرين ألف جامعة في العالم، في تصنيف QS الشهيرة، وتصنيفها الجامعة الخضراء الأولى في لبنان، وحصولها مؤخرا على جائزة سفيرة الطاقة للعام 2018. مما يؤكّد، مرة أخرى، أنّ جامعة الروح القدس الكسليك تتقدّم بشكل زاخم ومتطرد، وتحقق إنتاجية عالية وتحافظ على انفتاحها على الفرنكوفونية والأنغلوفونية على حد سواء".
وخلص إلى القول: "لبنان هو بلد التلاقي والتلاقح الحضاري والثقافي. لبنان هو ملتقى القارات ونقطة تقاطعها المثري والمُهدي. وتبقى المسيحية اللبنانية الرافعة الأساسية في هذا المشروع الانساني الرائد والواعد، في شرق ممزق، نازف وهائم".

بعد ذلك، ألقى بيكار محاضرة بعنوان: "كيف يمكن الحصول على تأثير أكبر عبر استخدام المهارات اللفظية والكتابية؟ ولماذا ذلك ضرورياً؟". وقد استهلها بالقول: "في البدء كانت الكلمة". إذاً، نحن بحاجة إلى الكلمة قبل الكتابة وقبل التكلّم. وهذه الكلمة هي "الخيال". من هنا، أحاول أن أجد كلمات قادرة على جذب الناس ولفت انتباههم قبل أن أكتب مقالاتي. وأنصحكم قبل أن تباشروا بالكتابة أو بالتكلم فكروا دائماً بالأنا لأنّ الأنا هي الرسالة والهدف والنية والوسيلة التي تمكنكم من ترك الأثر الأكبر شفهياً وكتابة. والخيال هو الشعلة التي تضيء حياتنا، وهو عملية متواصلة لا تتوقّف، تبدأ مع الولادة لتستمر وتتطوّر مع مرور الزمن. وما نعاني منه ليس شحاً في الأفكار بل افتقار إلى فن زرع الأفكار. ويبقى الخيال المفتاح الأساسي لجذب الانتباه وعليكم القيام بكل شيء لتخلقوا أفكار جديدة".
ثم شدّد على "ضرورة وضع مخطط للنص، أكان مكتوباً أم شفهياً، كي يكون مبنياً بشكل متماسك ومنطقي. علماً أنّ التقنيات تختلف بين المكتوب والشفهي. في الكتابة، لا نعرف شيئاً عن القارئ، لذا علينا أن نضع الأفكار الرئيسة في الجمل الأولى، بهدف ترك انطباعٍ لديه، ثم ننتقل إلى الصياغة شرط أن تكون واضحة وحسيّة. ومن الضروري أن ندمج بين المنطق والخيال في الكتابة. أمّا شفهياً، فعلينا أن نحترم الهيكلية التالية: المقدمة، المشاكل، الحجج والبراهين، الدحض والخلاصة. أمّا النية فهي المشاعر، إذ علينا أن نظهر أننا صادقين وحقيقيين".
وفي ختام محاضرته، أشار بيكار إلى أهمية "التركيز على فكرة محددة، واتبّاع المنطق كتابةً وتحدثاً، وشرح الأفكار للمتلقين وإعطاء الكثير".
   

  • شارك الخبر