hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - جورج غرّة

جبران باسيل يضرب من جديد: "اطّلَعوا بعيوني"

السبت ١٥ تشرين الأول ٢٠١٨ - 06:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

قبل مشاركته في الحلقة مع الإعلامي مارسيل غانم "فتَحَ" رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ذهنه بزعتر أردني أتى به من المملكة الهاشميّة بعد لقائه العاهل الأردني عبدالله الثاني، وتوجّه خلال الحلقة إلى الشعب اللبناني على طريقة "ضربة عالحافر ضرب عالمسمار" وهو كان جريئاً وسريعاً في إجاباته ما يؤشر إلى أنّه لم يفكّر كثيراً بـ"اللف والدوران" بل سمّى الأمور بأسمائها ووضع الأصبع على الجرح الحكومي وعلى المنشغلين بشيطنة صورته.

في الموضوع الحكومي كان باسيل واضحاً لجهة أنّ لا مشكلة لديه بعدم المشاركة فيها، ولا يوجد بالنسبة إليه أسهل من ذلك الأمر فعلاً، فهو إما يريد الدخول لكي تكون هذه الحكومة فعلاً حكومة العهد الأولى كما قال رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون وإلا فمن الأفضل عدم تشكيل حكومة لن تتمكن من العمل، لأنّ البعض اتّخذ قراره منذ انتخاب الرئيس عون بإفشال العهد، لكي يكون عون آخر رئيس جمهوريّة مسيحي لديه شعبيّة وقوّة.
مع الرئيس المكلّف سعد الحريري كان باسيل أكثر من إيجابي وهو قال علناً إنّ أحداً لن يتمكّن من تخريب العلاقة بينهما، وأصلاً بين الحريري وباسيل لا حقد ولا ضغينة ولا أيّام سوداء بل إنّ الخدمة التي قدّمها باسيل للحريري خلال أزمته في السعودية، شقيقُ الحريري نفسه لم ولن يقدّمها له بحياته.
وأمام الكاميرات توجه باسيل للبنانيين وعدد لهم مجموعة نقاط ابرز نفسه فيها على انه ليس المعطل بل أخبرهم أين سهّل عمليّة التشكيل، ولكنّه ذكّر بقضيّة المعيار الذي لا يزال مفقوداً، وأجرى عمليّة حسابيّة بيّنت أنّه لم يطلب تخفيض حصة "القوّات اللبنانيّة" لا بل طالب بمنحها حقيبة سياديّة وحقيبة إضافيّة.
في كل مرّة كان باسيل يعود إلى توقيع الرئيس عون على الحكومة، وأنّه من دون توقيع رئيس الجمهوريّة لا حكومة لذلك يجب على الرئيس المكلّف أنْ يستمع إلى مطالب رئيس الجمهورية وهواجسه في التشكيل لأنّ الملف كلّه سيصبّ في هذا التوقيع.
معركة الرئاسة بعيدة اليوم وستسبقها الانتخابات النيابيّة ولا أحد يفكّر بالأمر حالياً، ومن فتحها ليس باسيل بل الفرقاء الآخرين لأنّهم خافوا من قوّته، فهو من يملك 29 نائباً وهو رئيس أكبر حزب مسيحي في لبنان ورئيس أكبر كتلة ومعه أكبر عدد وزراء، وهذا الأمر سيوصله إلى الانتخابات النيابيّة في العام 2022 رجلاً قوياً متين الأساسات ومنافساً كبيراً في انتخابات رئاسة الجمهوريّة، كما أنّ التفكير بفتح معركة الرئاسة بالنسبة لباسيل هو إفشال للعهد الحالي وإذا فشل العهد اليوم فلا عهود مسيحيّة قويّة في المستقبل.
رسالة باسيل إلى رئيس "تيّار المردة" سليمان فرنجيّة كانت واضحة بأنّه أقرب إليه من "القوّات"، والمصالح تجمع الأضداد اليوم، وخلاف فرنجيّة مع "التيّار" ليس إلا لكون باسيل قطع الطريق عليه إلى رئاسة الجمهوريّة لوصول الرئيس ميشال عون ونزع اللقمة من فم فرنجيّة الذي لم يغفر لباسيل ما فعله سياسياً بل "سيغفر لمن قتل أهله"، بحسب باسيل.
وفي ملف الكهرباء كان وزير الخارجيّة واضحاً بأنّ البواخر هي حلّ موقّت وأنّ انقطاع طاقتها سيُغرق لبنان في الظلمة وأنّ هذا الحل كان الأفضل وأنّه في الجلسة الأولى بعد تأليف الحكومة يجب أن تتم الموافقة على إنشاء معامل جديدة كما حصل في الزهراني وبأسعار رخيصة جداً. واتهم "القوّات" بعرقلته وبشنّ معركة على البواخر وبأنّ خطته تقوم عليها، مع العلم أنّ وزارة الطاقة هي الوزارة الوحيدة في لبنان التي وضعت الخطط وطبقتها، وأبدى رغبته بوزارة الأشغال العامة لأنّه أدرك أنّ الوزير الحالي لم يضع أيّ خطة فيها بل استعملها لفلش الزفت الانتخابي.
باسيل استدار أكثر من مرّة نحو الجمهور الحاضر في الاستوديو الضخم وتوجّه إليه بالحديث، وهذا الجمهور المؤلّف من كل الأطياف صفّق له بحرارة عند كل موقف لأنّه أقنعهم في أكثر من مكان. كما نظر في عدسات الكاميرات وكأنّه يقول للمواطنين "اطّلعوا بعيوني"، وكان ناجحاً جداً في إبراز شخصيّته القريبة للناس، لأنّ هناك مطابخ تعمل على ضرب نشاط وإنجازات جبران باسيل وصورته بالشخصي لحجب إنجازاته وخططه المستقبليّة، فباسيل يملك بيده إنجازات رئاسيّة وحكوميّة وفي التعيينات واستعادة الجنسيّة والنفط والغاز والخارجيّة وإعادة رئيس الحكومة واستعادة حقوق المسيحيّين، و"فضلات طعام المطابخ المحروقة" لن تؤثر على تقدّمه ومساره.
 

  • شارك الخبر