hit counter script

الحدث - مروى غاوي

التسوية تطيح بالتمثيل السني المعارض... وزراء السنة باللون الأزرق

الجمعة ١٥ تشرين الأول ٢٠١٨ - 06:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بثلاث دقائق لا أكثر حُسِمَت وزارة الصحّة لـ"حزب الله" في اجتماع سريع بين رئيس المجلس النيابي نبيه برّي ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري فيما لا يزال مصير توزير النوّاب السُنّة من خارج عباءة الحريري معلّقاً على حبال الانتظار وإنْ كان المكتوب يُقرأ من عنوانه ألا وهو مصادرة تمثيلهم بعدما لم يتبنّ أحد من حلفائهم مساندتهم في معركة توزيرهم.

و"إذا عُرف السبب بطل العجب"، فالعُرفُ السائد منذ بداية المفاوضات الرئاسيّة اقتضى ألاّ يتدخّل الأقطاب بحصص بعضهم بعضاً، وكان هناك اتفاق غير مكتوب يقضي بألاّ يتدخل سعد الحريري في الحصّة المسيحيّة وكذلك فعل "الثنائي الشيعي" الذي نأى بنفسه عن الحصّتين المسيحيّة والسُنّية تاركاً للحريري أنْ يُقرّر ما يريده للساحة السُنّية. وهكذا أصبحت مجريات قضيّة توزير النوّاب السُنّة في غير صالحهم بعدما ارتأت كل القوى السياسيّة ألاّ تتدخّل مباشرة لفرض واقع معيّن في شأن التوزير السُني. وبالنتيجة، على ما يقول النوّاب السُنّة المستقلّون، إنّ الرئيس المكلّف ازداد تصلّباً وتمسّكاً بعدم مراعاة تمثيلهم.
اليوم وعلى مرمى حجر من إنجاز عمليّة التأليف، لم تتّضح بعد تفاصيل تمثيل النوّاب السُنّة وإن كان الشعور السائد لدى المجموعة يُرجّح بقاءهم خارج التركيبة الحكوميّة. ويعتبر نائب في المجموعة السُنّية أنّ النوّاب السُنّة المستقلّين أظهروا نوايا إيجابيّة بتسمية الحريري لرئاسة الحكومة. ووَقَفَ النوّاب السُنّة إلى جانب صلاحيّات رئاسة الحكومة ضدّ التهويلات بسحب التكليف، لكنّ الرئيس المكلّف استمرّ في المماطلة ولا يبدو أنّه سيردّ لهم الجميل. وتسأل المجموعة السُنّية كيف يمكن لمن يطالب بالشراكة أنْ يمارس الكيديّة ضدّ عشرة نواب يمثلون 45 في المئة من الشارع السُنّي فيما يمد الرئيس المكلف يده للشراكة مع "القوات اللبنانيّة" ويحجبها عن النوّاب السُنة .
في الآونة الأخيرة، كثّف النائب فيصل كرامي، الذي يُطرح اسمه من ضمن حصّة رئيس الجمهوريّة من تغريداته الملمّحة إلى التهميش، ووصل به الأمر إلى حدّ الشكوى من ظلم ذوي القربى والحلفاء من دون أنْ يسمّيهم. وبلغ به الأمر بتغريدة سابقة أنْ "لطّش" الرئيس المكلّف بأنّ "نعم" سعد الحريري للتنازلات في تسهيل ولادة الحكومة تشمل الجميع إلا التوزير السُنّي .
صار مؤكداً أنّ التمثيل السُنّي في الحكومة الجديدة سيكون أزرق اللون، وبالتالي فإنّ الوزير السُنّي الوحيد سيكون على شاكلة وزير البيئة طارق الخطيب أو نسخة طبق الأصل عنه، وإذا كان رئيس الجمهوريّة لم يتدخّل في الحصص وكان دوره ثانوياً في قضيّة النوّاب السُنّة فالواضح أنّ رئيس الجمهوريّة لم يحاول إقناع الرئيس المكلّف أو ممارسة ضغوط في موضوع التمثيل السُنّي. أما "حزب الله" فحاول أنْ يحيّد نفسه عن جبهة "التيّار الوطني الحر" و"تيّار المستقبل" والتي ترفض توزير سُنّة المعارضة كرمى لعيون "المستقبل" ورئيسه سعد الحريري الذي لم يرض بنتائج الانتخابات النيابيّة ويحاول أنْ يلملم آثار العاصفة التي أصابت الساحة السُنّية وهزّت عرش "المستقبل" فتراجع تمثيله النيابي.
الثابت أيضاً أنّ "حزب الله" لم يمارس الضغوط اللازمة وكان تفكيره مشوّشاً بحملة العقوبات الأميركيّة والحصول على وزارة الصحّة بتراجع واضح للأولويّات.
هكذا تعرّض التوزير السُنّي من خارج حصّة المستقبل لانتكاسة سببها أنّ "المستقبل" يريد أنْ يحافظ على كتلته الشعبيّة بتمتين تمثيله السُنّي، ورئيس الجمهوريّة لا يريد القفز إلى ملعب الرئيس سعد الحريري الوزاري، فيما "حزب الله"، الذي تسير علاقته بوتيرة منتظمة مع سعد الحريري، لا يرغب بتوتير مجريات العلاقة ولم يحاول أصلاً إقناع الحريري بأيّ تمثيل سُنّي، وعليه كان طبيعياً لكتلة النوّاب السُنّة أنْ تُصاب بالوهن والخيبة من الحلفاء، شأنها شأن "الحزب السوري القومي الاجتماعي" الذي لم يُطرح تمثيله في الحكومة بحجّة عدم مطابقة معايير التمثيل التي وضعها الوزير جبران باسيل بعدما كان "القومي" ممثّلاً في حكومات ما بعد "اتّفاق الطائف" كلّها.
 

  • شارك الخبر