hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - عادل نخلة

ما سر الوجود البريطاني الدائم في لبنان؟

الثلاثاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٨ - 06:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أتت خطوة السفير البريطاني كريس رامبلنغ الأسبوع الماضي بتسليمه شهادة تدريب للعسكري اللبناني رقم 10 آلاف من بين الذين درّبتهم بريطانيا أخيراً لتعبّر عن مدى الاهتمام البريطاني بالساحة اللبنانيّة.

لم يكن لبنان يوماً خاضعاً للنفوذ البريطاني، بل كان فرنسي الهوى، حتى أنّ معاهدة سايكس- بيكو وَضَعَت بلاد الأرز تحت الانتداب الفرنسي بطلب من القسم الأكبر من أبنائه ولم يكن للإمبراطوريّة التي لا تغيب عنها الشمس أي مطامع في لبنان.
لا يعتبر الاهتمام البريطاني بلبنان عودة إلى منطقة الشرق الأوسط لأنّ لندن لم تغادر هذه المنطقة يوماً، فقواعدها العسكريّة متواجدة دائماً في الخليج، كذلك فإنّ القاعدة البريطانيّة في قبرص تعتبر بوابة للعبور إلى البلاد العربيّة.
وبغض النظر عن التواجد العسكري الذي عاد بقوّة مع حرب العراق عام 2003 وقرار رئيس الوزراء البريطاني آنذاك طوني بلير بمشاركة واشنطن في حربها التي لم تنل موافقة الأمم المتحدة، فإنّ هناك قوى شرق-أوسطيّة بقيت على تواصل مع الإنكليز، وبقي التواجد البريطاني قوياً سياسياً وأمنياً.
لكن هذا الإهتمام المتجدد بلبنان يعود لأسباب عدة منها ما هو مرتبط بالوضع الأمني الذي استجد في المنطقة ومنه ما له علاقة بملء الفراغ الذي حدث أخيراً.
ويؤكد بعض المطلعين على السياسة البريطانية، في حديث إلى موقع "ليبانون فايلز"، أنّ لندن تسير ضمن السياسة العالميّة التي ترسمها للأميركيّين، فواشنطن اتّبعت استراتيجيّة منذ خمس سنوات تقريباً تقوم على تسليح الجيش اللبناني ومده بالعتاد والأسلحة التي يحتاجها. فما كان من بريطانيا إلا أنْ سارت بالمسار ذاته وهو تدريب وتجهيز أربعة ألوية لحماية الحدود البرّية، وقد ظهر ذلك من خلال انتشار تلك الألوية على الحدود الشرقيّة والشماليّة وتزويدها بأحدث معدّات المراقبة وبناء الأبراج المتطوّرة والحديثة.
ويأتي هذا الاهتمام البريطاني بتسليح الجيش اللبناني وتدريبه كنتيجة أيضاً لسياسة أوروبيّة مدروسة إذ إن أوروبا لا تريد أنْ يكون لبنان ممرّاً لتدفق النازحين إليها، وعلى رغم تنسيق بريطانيا مع الأميركيّين وخروجها من الاتّحاد الأوروبي إلا أنّها تهتم بالقضايا الأوروبيّة وليست بعيدة من معاناتهم.
وشكّل الخوف من تمدّد "داعش" والإرهابيّين سبباً إضافياً لحماية لبنان ودعمه، خصوصاً وأنّ لندن هي صاحبة "وعد بلفور" وأيّ خضّة في لبنان ستؤثّر على أمن إسرائيل، و"ستنفلت" اللعبة وهذا الأمر لا تحبّذه الدول الغربيّة.
ومن الناحية السياسيّة، فإنّ الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما ترك منطقة الشرق الاوسط ملعباً لإيران وروسيا، في وقت تمرّ فرنسا بمشاكل جمّة، لذلك حاول البريطانيون ملء الفراغ ولو موقّتاً، والدخول إلى الساحة السياسيّة التي لم تكن ملعبهم التاريخي بعكس فرنسا التي تحاول العودة إلى المنطقة من البوّابة اللبنانيّة ولعب دور عالمي.
وتتعاطى بريطانيا بليونة وإيجابيّة في لبنان، خصوصاً وأنّها لا تتدخّل في التفاصيل السياسيّة الداخليّة على عكس سفراء بعض الدول، وتقوم بمساعدة القوى الشرعيّة اللبنانيّة ولا تدعم ميليشيات عسكريّة مسلّحة أو تذهب مساعداتها لفريق دون الآخر.
من هنا كان يجب على السياسيّين اللبنانيّين الاستفادة من المظلّة الدوليّة التي وُضِعَت على لبنان طوال فترة الحرب السورية وعدم الغرق في الإشكالات الداخليّة التي لم تؤد إلى النتيجة التي يرجوها الشعب.
 

  • شارك الخبر