hit counter script

الحدث - عادل نخلة

حرب أو لا حرب؟

الخميس ١٥ تشرين الأول ٢٠١٨ - 06:05

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تُقرَعُ طبول التهديدات في المنطقة بقوّة، حيث إنّ التسوية الشاملة، أكانت بالنسبة للحروب المندلعة في أكثر من بلد عربي أم بالنسبة للصراع العربي الإسرائيلي، لم يُكتَب لها النجاح بعد.

لم يكن الصراع اللبناني-الإسرائيلي الذي انطلق في الأيّام الماضية مفاجئاً، إلا أنّ هناك ملاحظات عدّة في شكل ذاك الصراع. فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رفع من على منبر الأمم المتحدة خريطة تُظهِر تواجد "حزب الله" في نقاط عدّة خصوصاً قرب "مطار بيروت الدولي".
إلا أنّ الرد هذه المرّة لم يأتِ من الحزب نفسه، بل جاء عبر وزير الخارجيّة جبران باسيل من خلال جولة السفراء على المراكز التي زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي أنها مخازن صواريخ لـ"حزب الله".
لكن كل تلك الحروب الإعلاميّة والنفسيّة لا تعني أنّ الحرب ستندلع اليوم أو غداً رغم أنّ كل الاحتمالات واردة، فحرب تمّوز 2006 لم يكن أحد يتوقّع اندلاعها مثلاً.
ويرى عدد من المتابعين للشؤون العسكريّة والاستراتيجيّة أنّ هناك عوامل عدّة تؤخّر اندلاع الحرب الإسرائيليّة- اللبنانيّة وأبرزها:
أوّلاً: إنّ إسرائيل تتفرّج على المنطقة العربيّة تحترق من حولها، والقوى الإقليميّة منهمكة بصراعاتها، الجيش السوري دُمِّر بنسبة كبيرة، الجيش العراقي انهار والعراق غارق بأزماته منذ عام 2003، كما أنّ الجيش المصري يحارب الإرهابيّين في سيناء، ولديه أزمة داخليّة، وبالتالي فإنّ دول الجوار لم تعد قادرة على تهديد أمن إسرائيل، فلماذا تدخل تل أبيب في حرب جديدة.
ثانياً: إنّ إيران، الداعم الأوّل لـ"حزب الله"، تشكّل تهديداً لإسرائيل، لكنّ طهران دَخَلَت في حرب استنزاف في سوريا والتدخّل الروسي أخذ من وهجها، في حين أنّ تل أبيب تنتظر مفاعيل العقوبات الاقتصاديّة الأميركيّة عليها، وبالتالي فإنّها قد تأخذ منها تنازلات في حرب الاقتصاد أكثر من تلك في الحرب العسكريّة.
ثالثاً: إذا نظرنا إلى محور الممانعة فإنّنا نجد أنّ إيران مشغولة بعقوباتها والنظام السوري يقاتل لاسترجاع أراضيه، و"حزب الله" موجود في سوريا وليس من مصلحته فتح جبهة أخرى في الوقت الحالي تُشتّت قوّته. كما أنّ الداخل الذي يعاني من أزمة اقتصادية يقف بقوّة ضدّ أيّ حرب لأنّها ستدمّر البلاد ولن تأتي بأيّ مردود.
رابعاً، وهذه النقطة تلعب دوراً محورياً لأنّ روسيا هي الحاكمة في سوريا وضابطة الإيقاع، ويهمّها أمن إسرائيل مهما بلغت التجاذبات ولن تسمح باندلاع حرب جديدة في الوقت الراهن أو حصول تهديد لأمن إسرائيل.
لكن كل تلك النقاط وغيرها لا تلغي احتمال نشوب مواجهة بين إسرائيل و"حزب الله"، لأنّ مواقع الحزب مكشوفة في سوريا والحرب عليه هذه المرّة ستكون أسهل من حرب تموز، كما أنّ دول المُمانعة لن تكون قادرة على مساندته بالشكل الكافي.
ومن جهة أخرى، فإنّ كل أعداء إسرائيل باتوا أضعف من ذي قبل، فلماذا ستترك "حزب الله" لوحده قوياً؟ مع العلم أنّها تريد أنْ تمرّر "صفقة القرن" وأنْ تُنهي القضيّة الفلسطينيّة وتقضي على "حق العودة" وقد بدأت تلك الخطوات من خلال وقف التمويل الأميركي لمنظّمة "الأونروا".
من هنا لا يمكن التكهّن بما سيحصل لاحقاً لأنّ أحداً لا يملك الأجوبة الصحيحة أو يعلم بخفايا الأمور.
 

  • شارك الخبر