hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - عادل نخلة

حرب الأخوة المضبوطة

الثلاثاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٨ - 06:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يتّخذ الصراع بين حزب "القوّات اللبنانيّة" و"التيّار الوطني الحرّ" طابعاً أكثر حدّية مع تقدّم الاستحقاقات وتشعبها.

لم يكن الصراع على الحقائب والحصص هو سبب الإنهيار الكبير في "اتفاق معراب"، بل إنّ حرب الأخوة الباردة اندلعت قبل أن ينتهي شهر العسل.
لا يختلف إثنان على أنّ فترة الماضي، بدءاً من "حرب الإلغاء" ووصولاً إلى تمترس كل حزب وتيّار خلف محور إقليمي، ساهما في إشعال النار بين الأخوة. لكنّ "اتفاق معراب" الذي وُقِّعَ في 16 كانون الثاني من العام 2016 كسر حائط الجليد الذي تراكم على مدى السنوات السابقة، وأسّس لمرحلة تفاهم تمنّاها المسيحيّون أن تكون انطلاقة لعمل وطني جامع ولعودة المسيحيّين إلى ممارسة دورهم واسترجاع حقوقهم.
لكن أولى النكسات، كانت في التعيينات، حيث اعتبرت "القوّات" أنّ الوزير جبران باسيل يريد أنْ يأخذ كل شيء له، لا أنْ يتقاسم المراكز مع "القوات"، فردّت الأخيرة بترشيح النائب الحالي فادي سعد من وسط البترون، لتهديد مركز باسيل النيابي وتصريح الدكتور سمير جعجع بإمكانيّة التحالف مع النائب السابق بطرس حرب، علماً أنّ قانون الانتخاب كان أكثرياً لحظة ترشيح جعجع لسعد.
وقد توالت الأحداث، وعند كل استحقاق كان يحصل كباش وخصوصاً في ملف الكهرباء، إلى أنْ أتت الانتخابات وما تبعها من معركة تأليف الحكومة التي كشفت عندها "القوات" بنود "اتّفاق معراب".
وتؤكد كوادر من الجهتين أنّ الإشتباك السياسي ما زال مستمراً بين "القوّات" و"التيار" لكن هناك ثابتتين تتحكّمان باللعبة: الأولى هي أنّ مرحلة العودة إلى ما قبل "تفاهم معراب" ولّت إلى غير رجعة. أمّا الأمر الثاني فهو لا عودة إلى شهر العسل الذي رافق توقيع الاتّفاق لأنّ الأمور قد تغيّرت وكل طرف ذهب في خياراته بعيداً.
لكن بموازاة كل هذه الاشتباكات السياسية و"رفع السقف" واستعادة جزء من الماضي، يبدو أنّ الخلاف ما زال مضبوطاً، حيث تؤكد المعلومات أنّ هناك جهات كثيرة لا تسمح بانهيار التفاهم.
ومن بين تلك الجهات، الجزء الأكبر من الأكثرية المسيحيّة الصامتة، والبعيدة من التحزّب، وهذه الفئة وإنْ كانت غير ملتزمة حزبياً، إلا أنّها مع "التيّار" و"القوّات" إذا اتّفقا، وضدهما إذا اختلفا.
أما البطريركية المارونية، فهي تضغط بكل قواها للملمة التفاهم وعدم عودة حرب الأخوة، ويعمل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سراً وعلناً من أجل تثبيت المصالحة المسيحيّة وتوسيع أطرها، حتى أنّ بعض المطارنة يقولون إنّ الفاتيكان مصرّ على المصالحة لأنّ الوضع المسيحي لا يسمح بالتقاتل.
كذلك، فإنّ هناك قوى مسيحيّة ضاغطة ورجال أعمال يعملون من أجل الحفاظ على الهدوء وعدم ذهاب الأمور إلى حد المواجهة، خصوصاً أنّ التقاتل المسيحي يؤدي إلى الشرذمة والإحباط وخسارة الدور السياسي والوطني.
وقد أتى بيان الدكتور سمير جعجع والذي طلب من القواتيّين عدم الانجرار إلى الردود ليصب في إطار التهدئة.
وأمام هذا الوقائع، تأتي معركة رئاسة الجمهوريّة لتصبّ الزيت على النار بدلاً من أنْ تُشكّل مرحلة جديدة من مراحل التلاقي والتعاون، خصوصاً وأنّ تلك الكرسي جلبت الويلات على المسيحيّين عوضاً عن أنْ تكون خشبة خلاص لهم.
 

  • شارك الخبر