hit counter script
شريط الأحداث

خاص - روبير فرنجية

من "الأنوار" إلى العتمة

السبت ١٥ أيلول ٢٠١٨ - 06:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

خبر احتجاب صحيفة "الأنوار" عن الصدور تلقيته ببالغ الأسف والحزن تماماً كما حين تصلني ورقة نعي لنسيب أو صديق .

تنطفئ "الأنوار" وتلتحق بقافلة شهداء العناوين الصحافيّة من "السفير" إلى "نداء الوطن" إلى "الكفاح العربي" إلى "النداء" الى...
تغمض الصحيفة عينيها وتسلم الروح بعد أنْ صارعت داء التقشّف والتقنين .
تفارق الصحيفة يوميّاتنا بعد أنْ اقتصدت بصفحاتها وأقلامها وتغطياتها وقاومت الإقفال .
صحيح أنّني خرجت بعد ربع قرن وثلاث سنوات منها مكسور الخاطر كغيري من رفاق الدرب بلا تعويض وحتى من دون أنْ أتقاضى أجري الأخير لكنّني أحزن اليوم لفراقها فهي كانت إحدى كلّيات الإعلام التي درست فيها وتعلّمت واكتسبت واحترفت وامتهنت .
كنت على أبواب سنتي الجامعيّة الأولى حين نشر لي رئيس الصفحة الثقافيّة الشاعر الراحل رياض فاخوري يومذاك مقالاتي البواكير .
كنت أوّل من شق طريقه إلى "دار الصيّاد" بعد انهيار حواجز الميليشيات لأخرُجَ من الدار وأعود إلى دياري ببطاقة انتساب كانت حلماً للشباب وبدأت رحلة المشقّات في قسم التحقيقات ومنه إلى المحلّيات فملحق الأحد، كاتباً عشرات المواضيع الاغترابيّة التي أصبحت في ما بعد كتابي "زرعني بأرض لبنان".
كنت أراسل "الأنوار" وأرسل مواضيعي أو "المواد" عبر مكتبها في طرابلس الذي أصبحت رئيسه في ما بعد .
كتبت مئات المواضيع في "الشبكة" و"الصيّاد" وكانت تلك المواضيع تتحوّل إلى تحقيقات تلفزيونيّة .
كنّا في "الشبكة" أوّل من أطلق الصحافة الدراميّة وكنّا أوّل من تشجّع ونشر الأغلفة للممثّلين كما المطربين .
من الذي غيّب "الأنوار" ومن الذي استعجل بالقرار، وهل اعتكافها أو احتجابها سيُنهي قصة صرح إعلامي بناه الخالد سعيد فريحة واستمرّ عمراً مع خالدين مثل جورج ابراهيم الخوري وجان شاهين وجورج خليل من الغائبين بالجسد، الى المناضلين اليوم مثل رفيق خوري وميشال رعد وفؤاد دعبول وجورج طرابلسي وجورج برباري ونهاد طوباليان. وفي "الشبكة" عبد الغني طليس ومريم شقير أبو جودة وهدى قزي من دون أنْ ننسى الياس حداد و"دينامو" الدار طوني خوري وغيرهم .
كانت "الأنوار" وأصبحت "الظلام" فعسى ألاّ يترك غيابها ظلماً.
 

  • شارك الخبر