hit counter script

خاص - ليبانون فايلز

مؤتمر "أمل" إخفاق أم تجديد؟

الجمعة ١٥ أيلول ٢٠١٨ - 08:39

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

قبل ساعات من موعد مؤتمر حركة "أمل" الذي تعقده لإنتخاب قيادة جديدة للحركة ورسم المسار السياسي لها في المرحلة المقبلة، لم يتّضح حجم التجديد الذي سيفرضه المؤتمر، رغم الاهمية التي توليها قاعدة الحركة على مقرراته. إلتزم المسؤولون الصمت، بإنتظار إشارة رئيسهم نبيه بري، الذي كان اعطى للمؤتمر أهمية توازي مرحلة التأسيس، بتكرار الحديث عنه في الأشهر الماضية، لدرجة ان جمهور "أمل" صار موعوداً بقيادة جديدة تقف الى جانب بري، وتُنقذ الحركة من جمود تعيشه، أظهرته صناديق الإقتراع في الانتخابات النيابية. 

ذاك الجمهور الذي اصطف خلف بري في مهرجان بعلبك نهاية الشهر الماضي، أبدى الاستعداد لمواكبة التغيير القيادي، وإعطاء الحركة دفعاً معنوياً باتت تحتاجه، لكن بقاء الوجوه نفسها سيؤدي الى خيبة أمل لدى جمهور الحركة.
يتحدث حركيون في مجالسهم عن أنهم موعودون بإنتخاب وجوه جديدة في "هيئة الرئاسة" التي تضمّ إضافة الى الرئيس، نائبه، ورئيس المكتب السياسي، ورئيس الهيئة التنفيذية، وثلاثة أعضاء، بينهم مقرر.
ويتكرر الكلام في جلسات الحركيين أنّ اعادة انتخاب بري لرئاسة الحركة امر محسوم، حيث لا يوجد منافس، بينما يؤيد جمهور "أمل" تولّي قبلان قبلان منصب نائب رئيس الحركة ، بفعل حضوره الدائم وقدراته السياسية، الأمر الذي يفتقده نائب الرئيس الحالي هيثم جمعة، الذي يُرجّح أن يترشح ويفوز مجدداً، لحسابات مناطقية تفرض ان يكون نائب الرئيس من البقاع، ولعدم وجود مرشحين بقاعيين لهذا المنصب، كون بري يريد أن يُبقي جمعة في منصبه الحركي، بعد استبعاده عن الترشح للانتخابات النيابية الماضية.
و تحبّذ معظم القاعدة الحركية، كما يقول مطّلعون، وصول قيادات "صلبة وفاعلة" الى هيئة الرئاسة، كمستشاري بري: الوزير علي حسن خليل وأحمد بعلبكي و هاني قبيسي، لتولي مناصب رئاسة الهيئة التنفيذية، والمكتب السياسي، خصوصاً أنّ النائب محمد نصرالله لن يترشح مجدداً، كون قانون الحركة يمنع وجود نواب او وزراء في هيئة الرئاسة، بإستثناء الرئيس، وهذا الامر يمنع وصول قبيسي وخليل. فيما يرى المطّلعون أن جمهور "أمل" يعتبر "ان لا قدرة لرئيس المكتب السياسي حالياً جميل حايك على مواكبة المستجدات السياسية، بتغييبه فاعلية دور رئاسة المكتب". لكنّ حايك الذي كان موعوداً بالترشح للانتخابات النيابية في النبطية، يصرّ على فرض نفسه مجدداً في موقعه، كتعويض عن إبعاده عن الإنتخابات، ولم تُعرف إمكانية ترشّح شخص آخر خلال اعمال المؤتمر، لأن ترشّح أي طامح آخر، سيؤدي الى انسحاب أو فشل حايك في الحفاظ على موقعه، وهو يعوّل على دعم بري الذي يستطيع وحده فرض حايك في رئاسة المكتب السياسي، وجمعة في نيابة الرئيس.
أمّا موقع المُقرّر الذي يتولاه عميد متقاعد هو عباس نصرالله، فلم يعرف من سيحلّ مكانه، في منصب مخصص حالياً للبقاعيين، وفي حال وجود مرشح آخر، سيتكرر مع عباس نصرالله ما يحصل مع جمعة وحايك ايضاً.
بالمحصلة، تريد قاعدة "أمل" التغيير في وجوه القيادة، والحفاظ فقط على بري كرئيس مدى الحياة، والتمسك بقبلان قبلان، وخليل، وبعلبكي، وقبيسي بشكل أساسي، لإعتبارات عدة، بعد فرض ادوارهم لدى الجمهور الأخضر. وفي حال لم يستطع المؤتمر انتخاب وجوه جديدة بإستثناء رئيس الهيئة التنفيذية، يقول حركيون أن ذلك سيصيبهم بالإحباط، لأن التغيير يبدأ من هيئة الرئاسة أولاً، لإعطاء زخم متجدد، يسمح بتنفيذ ما ردده بري عن اهمية المؤتمر، لأن الوثيقة السياسية لا تكفي وحدها، من دون وجوه جديدة تشجّع الأمليين على العمل الحركي.
لم يخيّب جمهور "أمل" رئيسه عند النداء، كما شهد مهرجان بعلبك الأخير، فهل يخيّب بري أمل الجمهور الطامح لتجديد الوجوه؟ الحركيون يثقون برئيسهم، كما يقولون، والساعات المقبلة تحسم الاتجاهات. 

  • شارك الخبر