hit counter script

الحدث - عادل نخلة

دول مأزومة... فكيف ستحلّ الأزمات؟

الخميس ١٥ أيلول ٢٠١٨ - 06:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يعلمُ الجميع أنّ من دون تسويات كبرى لا يمكن إطفاء نار الحروب الكبرى، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط التي تتداخل فيها عوامل عدّة تكاد لا تنتهي.

الحقيقة الوحيدة التي باتت واضحة لدى الجميع، أنّ لا تاريخ محدّداً لموعد انتهاء الحرب السورية وتوقيع ما يشبه "الطائف" السوري، لأنّ حجم التداخل العالمي كبير جداً، كما أنّها باتت أزمة بفروع عدّة.
وتؤكد مصادر دبلوماسيّة أنّ الحرب السوريّة لا تزال في أوجّها، وهي تتّخذ أشكالاً مختلفة، والذي حصل في إدلب ليس إلا "فض اشتباك" ولا يصل إلى مرحلة إنهاء الخطر والجلوس على طاولة الحل.
وتشير المصادر إلى أنّ الدول الكبرى ما زالت تبحث عن حلول، فلكل دولة أزمتها التي لا تنتهي وهذه الأزمات هي على الشكل الآتي:
روسيا: يعمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تثبيت قوّة موسكو وحضورها في المنطقة، وباتت الأرض السورية ملعبه الأكبر في العالم، وعلى الرغم من التسليم الأميركي بالوجود الروسي، إلا أنّ هذا الأمر لا يعني بسط السيطرة المطلقة على الشام، بل إنّ واشنطن قد تلجأ في أي وقت الى افتعال حروب وأزمات في البلقان وأوروبا الشرقية والشيشان من أجل تطويع بوتين وكسر روسيا، وكذلك بإمكانها اللعب بالورقة الاقتصادية.
الصين: تعتبر بكين من العواصم القليلة التي وقفت الى جانب النظام السوري مستخدمة حق النقض في مجلس الأمن، لكن كل ما يهمها هو الملف الاقتصادي، وقد أتت الخطوة الاقتصاديّة الأميركيّة تجاهها لتزيد من معاناتها ولا تجعلها تفكّر بلعب دور سياسي عالمي متقدّم.
إيران: ليس الوضع الإيراني في أحسن أحواله، فقد استُنزفت إيران في حروب المنطقة كلها، من اليمن إلى سوريا والعراق، وصولاً إلى دعم "حزب الله"، وبالتالي فإنّ طهران تواجه أزمتين: الأزمة الأولى هي عسكريّة وسياسيّة، إذ إن الوضع الإيراني في المنطقة معرّض للإهتزاز في أي وقت، وقد شاهد الجميع حرق القنصليّة الإيرانيّة في البصرة، كما أنّ روسيا تريد أن تسيطر على سوريا لوحدها، ومن دون الفرس.
ومن جهة ثانية، هناك أزمة داخليّة واقتصاديّة، ويظهر ذلك من خلال عدم الرضى على الوضع السياسي والاقتصادي والغضب من النظام الإسلامي، لكنّ الاستحقاق الأكبر هو العقوبات الأميركيّة وما ستسبّبه من ضرر على الشعب الإيراني وسيكون الباب لتركيع النظام وفرض الشروط الأميركية عليه.
فرنسا: يحاول الرئيس إيمانويل ماكرون إعادة فرنسا إلى الساحة الدولية، لكن الوضع الاقتصادي الفرنسي ليس على ما يرام، كذلك فإنّ فرنسا تعاني من أزمة المهاجرين والنازحين مثل كل أوروبا، وبالتالي لا تستطيع التأثير في اللعبة العالميّة والشرق أوسطية.
السعودية: تواجه المملكة مجموعة تحديات كبرى، ويحاول الأمير محمد بن سلمان نقل السعودية إلى مرحلة جدّية من التطوّر، لكنّ الرياض هي طرف في حروب المنطقة وتواجه مع دولة الإمارات ودول الخليج المد الإيراني. ولم تنجح حتى اليوم في حسم حرب اليمن وإسقاط النظام السوري، وما زلنا نرى الصواريخ تتساقط على المملكة.
وأمام هذه الدول هناك العملاق الأميركي الذي يحاول استعادة دوره العالمي والعودة الى المنطقة، ويعمل ترامب على استرجاع ما خسرته بلاده في مرحلة حكم الرئيس براك أوباما، وبالتالي فإنّ واشنطن لا تضع الشرق الأوسط ضمن سلّم أولوياتها فقط، بل يحارب ترامب على أكثر من جبهة.
من هنا يمكن القول إنّ كل الدول مأزومة ولا تركّز على أزمة واحدة، فكيف يمكن لتلك الدول أنْ تحلّ الأزمات؟
 

  • شارك الخبر