hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

الوليد سكرية: روسيا ستضمن بالدرجة الأولى الساحل السوري

الثلاثاء ١٥ أيلول ٢٠١٨ - 17:26

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب العميد الوليد سكرية أن "خطوة تسليم روسيا منظومة الـ "س - 300" الى سوريا ليست بحجم إعلان حرب من قِبَل الروس على اسرائيل".
وشرح في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" بأنه "يوجد عدّة أجيال من منظومة الـ "س - 300". فالجيل الأول منها يصل مداه الى 100 كلم، والأجيال المتقدمة منها يصل مداها الى 200 كلم، وقد تكون أكثر من ذلك، فيما قدرتها على التصدي تختلف من منظومة الى أخرى. يعني أن المنظومة الأولى منها يمكنها التصدي لـ 6 أهداف دفعة واحدة. أما الأكثر تطوّراً منها، فيمكنها إصابة 12 هدفاً دفعة واحدة. ولا أعلم اذا كانوا توصلوا الى جعلها تصيب 24 هدفاً دفعة واحدة، في أحدث أجيالها".
وأضاف سكرية:"لنفترض أن المنظومة التي يصل مداها الى 200 كلم، تمّ نشرها على الساحل السوري، فهذا يعني أنها تغطيه وتضمنه. ولكنها لا تضمن في تلك الحالة منطقة جنوب دمشق لأن المسافة أبعد من ذلك بكثير. أما اذا نُشِرت قرب مدينة دمشق، ففي هذه النقطة، 200 كلم تغطي منطقة الجليل الأعلى وجنوب فلسطين المحتلّة، وعندها نقول إن اسرائيل تمّ تقييدها بتلك الخطوة".
وفي المقابل، حذّر سكرية من أنه "يبقى لإسرائيل أن تستغل الأجواء اللّبنانية والطبيعة الجبلية لتحتمي بجبال لبنان، وتتسلّل بقاعاً خلف جبال لبنان لترمي صواريخها وتهرب خلال لحظات، دون أن تكون طائراتها معرّضة للنيران".

واعتبر سكرية أن "روسيا ستضمن بالدرجة الأولى الساحل السوري نظراً الى وجود قوات روسية في تلك المنطقة. وإن ضمنت روسيا المنطقة الوسطى، أي منطقة حمص وحماه، فمن حمص وحماه تضمن المناطق وصولاً الى دمشق وربّما كلّ منطقة القلمون، والبادية السورية، ولكن لا تضمن جنوب دمشق ومنطقة الجولان المحتلّ، لأن الطيران الإسرائيلي قد يرمي الصواريخ من مسافة تزيد عن 100 كلم، وفي هذه الحالة ممكن أن يقصف الأهداف في منطقة جنوب دمشق، من خلف الجليل، بينما لا يصل مدى صواريخ "س - 300" الى المنطقة التي هي خلف الجليل اذا كانت مركّزة في المنطقة الوسطى قرب حمص، ولكن إن كانت قرب مدينة دمشق (الصواريخ) فهي تغطي الجليل في هذه الحالة".
وشدّد سكرية على أن "الأمور تبقى مرهونة بأماكن تموضع منظومات الصواريخ، ومن ثم مداها وقدرتها، وقدرة الطيران الاسرائيلي على إطلاق الصواريخ ومن أي مسافة. بالإضافة الى عدد المنظومات وشبكات الرادارات التي تغطي كل المساحات، والثغرات التي لا تغطيها الشبكات بسبب طبيعة الأرض الجبلية، لا سيما أن الصواريخ المستخدمة في عمليات القصف هي صواريخ موجّهة، وهذا يجب أخذه في الإعتبار. كما يجب أن تُؤخذ في الحسبان الطبيعة الجغرافية ودور جبال لبنان في جعل الطائرات الإسرائيلية تحتمي بها لضرب أهداف قد تكون في العمق السوري دون أن تكون مُكتشفة، أو مُعرّضة لنيران منظومات "س - 300"، لأن جبال لبنان تصبح حاجبة للكشف الراداري، إلا اذا كان الأمر يتعلّق بشبكة متكاملة من المنظومات. أذا تمّ وضع الرادارات على الجبال الشرقية للبنان، وفي المنطقة الوسطى، وعلى الساحل السوري، يمكنها في هذه الحالة أن تغطي سماء لبنان أيضاً، وتمنع الطيران الاسرائيلي من العمل منها (سماء لبنان) أو من خلف الجبال اللبنانية".

ورداً على سؤال حول إمكانية أن تكون روسيا تريد القيام بمساومة معيّنة مع الولايات المتّحدة واسرائيل على خلفية الكلام على تسليم دمشق صواريخ "س - 300"، انطلاقاً من الأوضاع في إدلب والكلام على تعزيز الوجود الأميركي العسكري في سوريا منذ فترة، أجاب سكرية:"في السياسة كلّ شيء وارد. ولكن الكلام الروسي كان حاسماً، فالروس طالبوا بتقييد عمل اسرائيل، فضلاً عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتّصل بالرئيس السوري بشار الأسد وأبلغه شخصياً بتسليم الصواريخ، وهذا يدلّ على أن الموضوع أكثر من جديّ".
وتابع:"الخسائر في هذه المرحلة أصبحت روسية وليست سورية. وبالتالي، صارت حماية القوات الروسية مطلباً روسياً، دون أن تستخدم هي (روسيا) الصواريخ لإسقاط الطائرات الاسرائيلية، لحماية جنودها، بل تجعل سوريا تستخدمها، وهو ما لا يؤدي الى أي اشتباك روسي - إسرائيلي".
وقال سكرية:"الخطوة الروسية تتعلّق بكفّ يد إسرائيل عن العمل في منطقة التواجد الروسي في سوريا، منعاً من إصابة روسيا بخسائر أو بضربة معنوية. روسيا تريد حماية محتّمة، لأن حادثة أخرى كالتي حصلت الأسبوع الفائت وأدّت الى إسقاط طائرة روسية، ستكون خطراً على بوتين في الداخل الروسي".

وحول إمكانية قيام روسيا بوضع قواعد جديدة لإسرائيل حول استهدافها للقواعد الإيرانية في سوريا، أشار سكرية الى أن "هذا الأمر ليس مستبعداً، بموازاة أنه لا يمكن تأكيده حالياً. فهذا الأمر يتعلق بعلاقة روسيا بايران، واشتباكها مع الولايات المتحدة في المنطقة، كما يرتبط بعلاقة روسيا مع اسرائيل، فيما روسيا ليست في وضع حرب لإزالة اسرائيل من الوجود. ولذلك، يبقى هذا الملفّ رمادي اللون".
وختم:"اسرائيل تقول إنها تستهدف ايران في سوريا، ولكن روسيا لم تطلب من ايران الخروج من سوريا لأن هذا القرار يتعلّق بالدولة السورية وبسيادتها وليس بروسيا. والدولة السورية أعلنت أنها تحتاج الى عمل القوات الإيرانية و"حزب الله" لديها. وعندما تحاول روسيا أن تفرض على الدولة السورية اتّخاذ قرار بإخراج القوات الايرانية او قوات "حزب الله" من سوريا، فإن ذلك سيحتّم حديثاً سياسياً آخر. وبالتالي، لا يمكن القول إن روسيا هي من تُخرج القوات الإيرانية من سوريا".

  • شارك الخبر