hit counter script

الحدث - عادل نخلة

فضيحة اعتقال الصحناوي... هل أصبحنا في دولة ديكتاتورية؟

الثلاثاء ١٥ أيلول ٢٠١٨ - 06:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يوماً بعد يوم، يتّضح للشعب اللبناني أنّ الوطن الذي يحلم به ما زال بعيد المنال، وأنّ الدولة التي يطمح إليها تنهار أسسها بضربات توجّه ممن يفترض أنْ يكونوا حرّاسها.

فضحت قضيّة الشاب خليل الصحناوي -الذي أوقف بتهمة القرصنة وأثبتت التحقيقات أنّه بريء منها ورغم ذلك بقي موقوفاً- هشاشة دولتنا وتركيبة مؤسّساتنا.
أثبتت هذه الحادثة أنّ اللبناني متروك لقدره، تتقاذفه مزاجيّة البعض، ليتفاجأ ذوو الضحّية أنّ خليل لا يزال موقوفاً من دون أيّ مبرّر وأيّ تهمة.
تتساقط هيبة دولتنا كلما زادت ممارسة بعض الأشخاص استبداداً وديكتاتوريةً، فاللبناني الذي يتفاخر بأنّه يثور ويتحدى الظلم ويتمرّد ويناصر ثورات العالم القريب والبعيد، لا يعلم ماذا يُحاك من مؤامرات وتركيبات في الغرف المغلقة والتي هي كفيلة بإشعال ثورة تقضي على الفساد والظلم.
في التفاصيل، بدأت القضية باعتقال خليل الصحناوي بتهمة قرصنة بعض المواقع الإلكترونيّة التابعة للدولة، لكن التحقيقات الموسّعة التي أجرتها شعبة المعلومات أثبتت أنّ من قام بعمليّة القرصنة هم 3 قراصنة تم توقيف اثنين منهم وهما إيهاب شمص ورامي صقر فيما لا يزال الثالث طليقاً.
وبالتالي تأكدت براءة الصحناوي من التهم الجنائيّة التي نُسبت إليه زوراً لكن ما يدعو إلى الريبة والخوف على المستقبل في بلادنا هو أنّ أحدهم يقوم بالمستحيل وخلافاً للقانون، للإبقاء على الصحناوي موقوفاً لأطول فترة ممكنة، فقد أوقفه بعدما أخلي سبيله وذلك من دون أيّ مبرّر.
ولم يعد خافياً على أحد أنّ لا علاقة لصحناوي بالقرصنة، وكل ما فعله اقتصر على نسخ بعض المعلومات المقرصنة من دون أنْ يتصرّف بها وذلك مقابل مبلغ بسيط من المال كان دفعها الصحناوي كمساعدة لشمص لعلاج والدته المريضة.
هذا وتُسجِّل شعبة "المعلومات" منذ فترة نجاحات كبيرة جداً في مجال التحقيقات وكشف شبكات المتعاملين مع إسرائيل، وهي من أثبتت براءة خليل الصحناوي من تهمة التعامل مع إسرائيل وأنّ لا غبار في ملفه، لكنّ مزاجيّة البعض دفعت إلى الإبقاء على الصحناوي موقوفاً، بالتوازي مع ضغط تعرّضت له شركة "IDM" للتقدّم بدعوى شخصيّة ضدّ الصحناوي، فرفضت الشركة، واكتفت بالإدعاء على شمص وصقر اللذين اعترفا بالقيام بالقرصنة.
ورُفِضت تحقيقات "المعلومات" وأحيل الملف مجدداً إلى مخابرات الجيش، في حين أبقي الصحناوي موقوفاً لمدة 3 أسابيع ما عطّل حق محامي الصحناوي في طلب إخلاء سبيله، وأجّل البت في ملفه.
كل تلك الأمور تحصل في بلد يتغنّى بمؤسساته، ويتفاخر بأنّ بيروت هي "أمّ الشرائع"، لكن عن أي شريعة يتكلمون، وما هي الأهداف الخفيّة ومن وراء اعتقاله؟
الجواب معروف، وهو للقائد الشهير والتاريخي لبريطانيا العظمى أيام الحرب العالمية وبلاده تتعرّض للقصف والدمار النازي، فسألوه عن وضع بلاده، فأجاب: "طالما القضاء بخير فإنّ بريطانيا بألف خير".
ما سبب رفض قاضٍ الإعتراف بنتائج تحقيقات جهاز مشهود بكفاءته، وإحالته التحقيق إلى جهاز آخر؟
من يعوّض على الصحناوي الوقت الذي قضاه في السجن، وهل لدى الدولة الجرأة لدرجة الاعتراف بخطئها، ومحاسبة من ظَلَمَ الشاب، قبل أنْ تفكّر بالتعويض؟
من يتحمّل التعويض عن ضرب السًمعة، وهنا لا نقصد التعويض المادي، فشاب لبناني إتّهم بالقرصنة والتعامل مع العدّو وأُثبِتَت براءته، لماذا يبقى موقوفاً؟ ومعروف كم يؤثّر هذا الأمر على مستقبله.
كل تلك العوامل تضع الجميع أمام مسؤولياتهم، والتحرّك سريعاً لإنقاذ الوضع وإحقاق الحق في قضيّة الصحناوي، وإلا فلا شيء يرمّم الثقة بالدولة المهتزّة أصلاً.
 

  • شارك الخبر