hit counter script

أخبار محليّة

شبيب افتتح معرض السلام وعرض في لقاء حواري مشاريع بيئية وتنموية

السبت ١٥ أيلول ٢٠١٨ - 13:46

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقامت جمعية "الصوت الثالث لأجل لبنان"، في إطار معرض "السلام"، لقاء حواريا مع محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، بعنوان "بين متطلبات المواطن وسلوكيات الإدارة، دور المحافظ في بناء الثقة؟"، بالتعاون مع بلدية بيروت، في "بيت بيروت".

واستهل شبيب حديثه بالإضاءة على دور التربية المدنية وتأكيد "أهمية المواطنة بمعناها ومدلولاتها القانونية والوطنية"، وقال: "منذ العام 1840 حتى اليوم، نعيش مراحل من الاستقرار الموقت، ونعاني من اللااستقرار وغياب السلم الأهلي الدائم. والسبب في ذلك هو توزيع السلطة على أساس الطائفية، وذلك بدءا من نظام القائمقاميتين إلى المتصرفية ودستور عام 1926 مرورا بتعديلاته كافة، حتى عام 1990".

وأكد أن "الطائفية هي عكس المواطنة ونقيضها"، وقال: "لقد نشأ كيان لبناني في جبل لبنان، على أساس التمييز بين المواطنين بحسب طريقة إيمانهم الديني. وكل منا أصبح متمسكا بهذا التوزيع الطائفي ومقتنعا به على مر الأجيال، بأنه السبيل الوحيد للحفاظ على الوجود. وبعد 160 عاما، أثبتت الطائفية أنها هي العلة والسبب الرئيسي لمشاكل لبنان ولعدم وصولنا به إلى الوطن الذي نتطلع إليه".

وعما إذا كان في استطاعة لبنان الوصول إلى المواطنة من دون خلق أزمات وجودية، قال: "بكل تأكيد، يمكن بناء مواطنة حقيقية، شرط أن يكون القانون هو السيد والسائد، وأن يتضمن بمضمونه قواعد تفرض المواطنة الحقيقية ويطبق بشكل فاعل ومن دون تمييز.
وتحدث عن تجربته في الإدارة العامة، فقال: "إن الموارد البشرية والمالية متوافرة، لبنان ليس بلدا فقيرا، بل غنيا بطاقاته البشرية، وهو غير عاجز من الناحية النظرية على النهوض وتأمين الموارد على مستوى الدولة والوحدات اللامركزية".

وردا على سؤال عن النهج الحديث الذي أضافه إلى العمل الإداري داخل بلدية بيروت، قال: "نحن في صدد مكننة العمل الإداري داخل البلدية، فأعددنا حاليا دفتر شروط من أجل استقدام شركة مؤهلة لتطبيق وإدخال نظام متطور يتناسب مع نمط العمل الإداري البلدي الهائل بحجمه في بيروت. وفي الأشهر القريبة المقبلة، سننفذ نقلة تاريخية، بعبورنا تدريجا وعلى مراحل من المعاملات الورقية إلى الأخرى الإلكترونية. وتزامنا، نحن ننفذ، بالتعاون مع مديرية الشؤون الجغرافية في الجيش، عملية إصلاحية ضخمة من أجل مكننة وحفظ خرائط التخطيطات التي ما زالت ورقية وتعاني من حالة مزرية وإنشاء خريطة تخطيط موحدة بمدينة بيروت. وترتكز هذه العملية على تحديث طريقة حفظ وتوحيد كل هذه الخرائط إلكترونيا وتضمينها الإنشاءات والأبنية والمؤسسات القائمة لتتوافر على نظام GIS".

وردا على سؤال عن التعاون مع الجهات غير الرسمية لتنفيذ مشاريع ذات منفعة عامة، قال شبيب: "يقوم عملنا، ليس فقط على الجهاز البشري الموجود في بلدية بيروت، بل على مجموعة من المتطوعين والهيئات الأهلية والمدنية التي تعاونا وما زلنا نتعاون معها في برامج ومشاريع عدة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر إعادة افتتاح حرج بيروت الذي كان مقفلا منذ عام 1992 حتى عام 2014، حيث ما أن تسلمت مهامي كمحافظ حتى عملت فورا على إعادة افتتاحه، من خلال تعاوني مع متطوعين من الشباب وأعضاء في جمعيات أهلية وطلاب جامعات. وهذا النهج لم يتوقف منذ عام 2014، ففي كل مرحلة نطلق برامج أو مشاريع جديدة، وآخرها كان الأسبوع الفائت، حيث أطلقنا مع جمعية I Love Beirut مبادرة لتبادل الكتب المدرسية مجانا بين الطلاب.
وتحدث عن موضوع فرز النفايات، وقال: "نحن ندرس هذا الأمر بجدية منذ سنتين مع بداية الأزمة المؤسفة، وبدأنا بالتعاون مع I love beirut بإعداد خطة غير مسبوقة في مجال الفرز من خلال تقديم حوافز وسوف نتحدث عنها وسنطلقها قريبا".

وتطرق إلى "قانون منع التدخين في الأماكن العامة".

وردا على سؤال عن ملف الأملاك البحرية والمشاريع على الرملة البيضاء، قال: "لقد كلفت مصلحة الهندسة في بلدية بيروت بالمسح الشامل لمختلف المشاريع القائمة على طول الشاطىء ووضع ملاحظاتها وتصنيف المخالفات، وما أن يصدر التقرير سيبنى على الشيء مقتضاه.

وعن مشروع الإيدن باي، قال: "إن العقار الذي بني عليه هذا المشروع، رغم أن طبيعة أرضه رملية، إلا أنه ملك خاص بموجب سند ملكيّة وبالاستناد إلى سجلات الدوائر العقارية التي تعود إلى عام 1930. لقد كان هذا العقار قبل عام 1995 غير قابل للبناء، إلى أن صدر مرسوم عدل نظام البناء في المنطقة، وألغى تخطيط كورنيش الرملة البيضاء. وفي عام 2005، صدر مرسوم آخر سمح بالبناء في عقارات مماثلة وأصبح هذا العقار بالتالي قابلا للبناء حسب نظام المنطقة. ومن المعلوم انه بعد صدور رخصة البناء طعنت بها جمعيات امام القضاء، الذي سمح بمتابعة التنفيذ بعد ان اطلع على ملف الترخيص واطلع على المراسيم والمستندات التي استند اليها".

وأضاف: "ان نظام البناء في المنطقة العاشرة في بيروت يجب العمل على تعديله بشكل يمنع البناء على العقارات الاخرى ويجب على الحريصين على الشاطئ تقديم اقتراح بذلك".

وكان محافظ بيروت افتتح معرض "السلام"، الذي تخلله زرع شجرة زيتون، وتحدث عن "أهمية هذا المبنى، الذي يكتب تاريخ بيروت من خلال الفن المعماري الذي يقوم عليه من جهة، والآثار المتجلية والمراحل التي عاشها وعاشتها بيروت منذ حوالى 100 سنة حتى اليوم من جهة أخرى، لا سيما مرحلة الحرب".

وشكر ل "جمعية الصوت الثالث في لبنان" ورئيسها الدكتور جهاد فغالي ونائبته الدكتورة إيميه كرم "هذه المبادرة المميزة"، مشيدا بـ"الهدف الذي تسعى هذه الجمعية إلى تحقيقه، ألا هو تحقيق السلام والحوار"، وقال: "إن هذا الهدف يتلاقى تماما مع هدف الابقاء على البيت الأصفر، الذي بات يعرف اليوم ببيت بيروت، ليكون مكانا لحفظ ذاكرة بيروت من جهة، وليستقبل أيضا اللبنانيين ويجمعهم على فكر الحوار والسلام".
واقترح محافظ بيروت ألا "تنحصر مشاريع الطلاب ومواضيعهم بفكرة السلام، بل أن تشمل أيضا الحرب"، وقال: "نحن نتعامل مع جيل ما زال يعيش مرحلة الحلم ويتطلع إلى تغيير العالم. ولذا، يجب ان نضع آمالنا عليهم لنصنع مستقبلا أفضل للبنان".

من جهتها، شكرت ممثلة المدير العام لوزارة التربية فادي يرق إيمان العاصي "جمعية الصوت الثالث، لإعطائها الفرصة لهذا العدد من التلاميذ ليعبروا عن أفكارهم وأملهم في المستقبل"، وقالت: "إن التربية هي أساس لبناء مجتمع، لا سيما عندما نتيح للتلاميذ فرصة المشاركة في أنشطة مماثلة يعبروا فيها عن أفكارهم". 

أضافت: "بالفعل، يحتاج لبنان إلى مبادرات مماثلة وأن تتعاون المؤسسات الحكومية مع الجمعيات التي تعمل على تنمية روح السلام وترسيخها".

من جهته، أشاد رئيس "جمعية الصوت الثالث" جهاد فغالي ب "أعمال طلاب المدارس التي تتمحور حول السلام، والتي عرضت في متحف الحرب بوسط بيروت"، متمنيا أن "تدعم الدولة طلابها وتعطيهم فرصا لتحقيق النجاح وبناء حياة سعيدة".

بدورها، أشارت نائبة رئيس الجمعية إيميه كرم إلى أن "هدف هذا المعرض، الذي يأتي في إطار المسابقة المدرسية التي أطلقتها الجمعية، إفساح المجال للتعبير عن ثقافة السلام"، لافتة إلى أنه "يجمع بين رسوم وكتابات ومجسمات وصور تحمل تطلعات التلاميذ من الصفوف الابتدائية حتى الثانوية ومن مدارس رسمية وخاصة مختلفة"، وقالت: "نتطلع إلى دعم بناء السلام من خلال نشر هذه الثقافة في لبنان، وهذا العمل يساهم بكل تأكيد في تطوير طريقة التفكير ووضع مفهوم جديد للمواطنة الحقيقية". 

ودعت الطلاب إلى تطبيق "كل ما كتبوه وجسدوه ليصبح جزءا منهم وملتصقا بسلوكهم".
 

  • شارك الخبر