hit counter script

أخبار محليّة

قبلان: للاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية تراعي نتائج الانتخابات النيابية

الخميس ١٥ أيلول ٢٠١٨ - 11:53

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رعى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان إحياء اليوم العاشر من محرم في قاعة الوحدة الوطنية في مقر المجلس، في حضوره إلى جانب عدد من علماء الدين وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية وتربوية وثقافية واجتماعية ومواطنين، وعرف بالمناسبة الشيخ علي الغول وتلا المقرىء أنور مهدي آيات من الذكر الحكيم.

وألقى نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب كلمة قال فيها: "قال الإمام الحسين عليه السلام في شرح لإسباب ثورته "ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر". فلمن كان الإمام الحسين عليه السلام يوجه الإنتقاد إلى الحاكم أوإلى المحكومين، أوإلى الأثنين معا، ان من الواضح أن الإنكار على الجميع. إن هناك منكرا وباطلا محققا وسائدا في المجتمع، وأن هناك مسؤولا عن إشاعة هذا الباطل وحمايته كما أن هناك مسؤولا عن مواجته ولم يقم بواجبه في التصدي له. والمجتمع ليس هو من يشيع هذا الباطل، وانما هو المقصود بالافساد. ان الأمة لم تتشكل على أساس عرقي أوعلى فلسفة اقتصادية أوجغرافية أو غير ذلك، وإنما على أساس رسالي وعقائدي وقيم أخلاقية، (كنتم خير أمة أخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)، فهي أمة قائمة على الإيمان بالله تعالى وبرسالاته وإن لها مهمة في الأرض وهي تطبيق هذه الرسالة التي هي تكليف شخصي لكل فرد من أفرادها. وتكليف للأمة في حمل هذه الرسالة إلى العالم ونشرها في مختلف بقاع الارض".

أضاف: "هذه القيم التي تتظمها رسالة الإسلام هي التي تحقق السلام الذي دعا الله الناس اليه في قوله تعالى (يا ايها الناس ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان)، وهي نعمة تدعو الى إعمار الأرض وتحقيق الأمن الإجتماعي والأقتصادي والروحي والإستقرار النفسي يقابله (اتباع خطوات الشيطان)، الذي هو عنوان الشر وإشاعة الفوضى وتحكم قيم الجاهلية من الظلم والعدوان واستباحة للكرامات واستعباد للناس والذي يعني اشاعة الجهل والتخلف وقتل الطاقات التي يحملها هذا الإنسان ويمنعه من الإبداع. فالمسؤول عن إشاعة هذه الاجواء هو طبيعة النظام الذي يتحكم في الأمة وطالما ان الامة تعي واجباتها واهدافها فلن يتسنى لهذا النظام البقاء وسرعان ما تنكشف اهدافه وغاياته التي تتعارض مع قيمها واهدافها فتسقط الشرعية التي اسبغها على نفسه ويصبح عرضة للسقوط، ولذلك فهو يستخدم الافساد تحقيقا لمصلحته في البقاء. أما الامة فان الامام حملها مسؤولية حماية الرسالة والقيم التي عبرت عنها اذ كان عليها ان تقف في وجه الانحراف ذودا عنها مهما كلفها ذلك من تضحيات. وهنا ينبه الإمام الحسين على امور، أولها، شيوع الباطل وقيمه التي أشار إليها فيما بعد بالمنكر وبالتالي إلى الخطر الذي شكله ذلك من انقلاب على هذه القيم والمفاهيم والأهداف. وثانيها، أن ذلك لم يكن ليتحقق لولا ان تخلت الأمة عن واجبها في القيام بواجب التصدي للانحراف ومواجهة السلطة والقوى المستفيدة منها والمتحالفة معها المسؤولة عن ذلك، فالأمة تقاعست أولا عن دورها في منع وصول الإنتهازيين والمتضررين إلى تسلم السلطة وقيادة الأمة. وثانيا، في عدم قيامها بعد ذلك بالتصدي لسلوك السلطة وقواها المنحرف ومنعها من تحقيق اغراضها بالإنقلاب على الأهداف الرسالية للمجتمع بتفريغه من محتواه الرسالي واشغاله بنفسه وتمزيقه تارة عبر نزاعات قبلية ومصالح مادية بأساليب الترغيب عبر شراء الضمائر، وتارة أخرى عبر القمع والملاحقة واختراع التهم والقتل والسحل واستخدام أفظع الأساليب لإرهاب المجتمع وسلب الأمن منه لإخضاعه وتطويعه، وهذا ليس مجرد ادعاء وإنما حقائق ينطق بها التاريخ، والحقيقة أن بقاء الإسلام ورسالته مع هذه الظروف القاسية والمحن الهائلة والإمكانيات التي بذلت في مواجهته من الداخل".

وتابع: "ان بقاء الاسلام مع هذه الظروف لم يكن ليتأتى لولا أن الله سبحانه وتعالى وهوالخبير والعليم بنفوس البشر وضعفهم قد أمن لهذا الدين مقومات البقاء والمواجهة لهذه المحاولات، إذ لم يكن يكفي لتحقيق ذلك كما أشرنا غير مرة النص القرآني المعجز الذي يمتنع تحريفه كنص إلهي، ولكنه بحاجة إلى من يتمكن من تفسيره وبيان مضامينه الحقة القابلة للتأويلات والتفسيرات الكثيرة والمتعارضة، إن لم تكن المتناقضة بحكم اختلاف أفهام وعقول الناس وغاياتهم، وبالتالي لا بد من وجود ضمانة تحافظ على التفسير الحق وتمنع على ذوي الغايات السيئة، بلوغ أهدافهم، لذلك لم يكن القرآن وحده كفيلا بمنع الإنحراف ومن تغطيته باللجوء إلى التأويل الباطل لتحصيل الشرعية الدينية، ولذلك كان ضروريا إلى جانب النص القرآني كضمانة لبقاء الإسلام كرسالة سليمة من التحريف وجود مرجعية للنص القرآني يرجع اليها عندما تشتبه الأمور عهد اليها التكليف بالتفسير الصحيح للقرآن ولها القدرة على رد الشبهات والتأويلات وحفظ الدين. هذا أولآ، وثانيا، ان يكون لها القدرة على مواجهة الإنحراف العملي عندما يتحقق وهوما نعتقده في الأئمة الطاهرين من أهل البيت، الذين أعدوا لمثل هذه المهمات علما وقدرة وشجاعة الى جانب انهم كانوا محل الثقة عند الأمة في علمهم ودينهم وموقعهم. من هنا نفهم الدور الذي أنيط بالإمام الحسين، حينما رأى انحراف السلطة عن غايات الدين، وتقاعس الأمة عن قيامها بواجبها. فأراد أولا أن يوقظها من الغفلة التي أصابتها نتيجة الظروف التي تعرضت لها، وأنها أمة ذات مبادىء ورسالة وقيم وأهداف، ليست آنية وليست محدودة بزمان او مكان او جماعة أو عرق وإنما لكل العالم والأمم على مدى الزمان والمكان، فتعود إلى ذاتها وتؤدي وظيفتها التي وجدت من أجلها. وثانيا، أن تقوم بواجبها في الدفاع عنها وعن نفسها، فإن الإنحراف الحاصل لم يكن يسيرا أو محدودا إنما بلغ حدا هدد وجودها ودورها. لكن هذه الغفلة وهذا الذهول كان إلى حد لا يكفي فيه لإخراجها منه الوعظ والنصح وإنما لا بد من إحداث صدمة عنيفة فيها".

وقال: "كشفت هذه الثورة ومجرياتها عن مدى الإجرام والسقوط الأخلاقي لهذه السلطة في كيفية تعاملها مع الإمام الحسين وأنصاره وعن مدى الخطأ الذي وقعت الأمة فيه، حينما لم تلب قائدها حيث تبين لها سريعا أن الإمام الحسين لم يكن يهدف إلى السلطة ولم ينازع يزيدا وبني أمية من أجلها، لا بالشعارات التي رفعها ولا بالوسائل التي استخدمها، اذ كان حريصا أشد الحرص على انتقاء أنصاره انتقاء من أصحاب الشهامة والشجاعة والصبر وتعريضهم للاختبار وبيانه لهم أنهم مقتولون لا محالة وأن النصر المادي ليس هو الغاية، ولقد تحقق له ما أراد، فقد رأينا كيف انقلبت الأوضاع من هادئة ساكنة لا يعكر أحد فيها على بني أمية صفو السلطة والتنعم بخيراتها ولا بسلوكياتهم المنحرفة واجرامهم اللامتناهي وطغيانهم اللامحدود في اشاعة الباطل والمنكر. انقلبت الأوضاع من هذا الجو الذي كان يبدو كظاهر البحر في هدوئه وسكونه من الخوف والجبن الى حالة من الغليان والهيجان، فكانت كالأمواج تتلوها أمواج أعلى. هكذا حولت كربلاء الأمة الى حالة من السخط والغضب على بني أمية أدت الى سلبهم الاستقرار والسقوط، وهكذا أسقطت ثورة الامام الحسين أهداف النظام الأموي في القضاء على الاسلام رغم الجراح الكبيرة التي أثخنوه بها، ورغم الدماء الغزيرة التي سفكت على هذا الطريق. هكذا كانت هذه الثورة وهكذا بقيت ملهمة الثوار والأحرار عند كل منعطف خطير يتهدد الأمة في كيانها وقيمها، يلبون نداءها فيسقط الشهداء لتعلورايتها عزيزة خفاقة. ونتساءل عن سر ثبات هذه الثورة المباركة وعن استمرار تأثيرها عبر التاريخ رغم اختلاف الظروف والأوضاع وما هي الرسالة التي تؤديها في هذا الزمن؟ بذلت جهود كبيرة لطمس حقيقة هذه الثورة بالمنع من احياء هذه المناسبة من قبل الكثير من السلطات الحاكمة على هذا التاريخ، التي شنت بعض الحملات التي تروج بأن اقامة مجالس العزاء الحسيني هي سبب في ايقاظ العصبيات الطائفية عن سوء فهم او عن سوء نية، وهي محاولات يائسة لتشويه دور عاشوراء وابطال مفاعيلها السياسية والاجتماعية".

أضاف الخطيب: "على كل حال، ان القضايا التي باشرتها الثورة الحسينية وجعلتها شعارا لها لم تكن قضايا محدودة، وقتية، وعارضة كما أسلفنا، وانما قضايا انسانية عامة في كل عصر، انها ليست ذكرى شيعية، فالكرامة الانسانية والحرية، وطبيعة علاقة الحكم باناس ونظرة الطبقة الحاكمة للانسان وكرامته وحريته، فان هذه القضايا لا يمكن تطييفها لانها قضايا انسانية عامة، ولذلك فان الحركات التي تعنى بها لا يمكن ان تنتهي بانتهاء وقتها. وثورة الامام الحسين هي ثورة للانسان، ثورة الحرية والكرامة من اجل العدالة والانصاف، ولتحقيق آمال الناس وتخلصهم من خوفهم وآلامهم. ولذلك فهي تتجدد عندما تتهيأ أسبابها, عندما يطل الظلم برأسه،عندما يرى الناس أن آمالهم لا تتحقق، وان حقوقهم تسحق وحرياتهم تهتك، وكراماتهم تمس، تتجدد أسباب الثورة ويرى الناس في الحسين، ملهما وقائدا يقتدى به. فنحن ايها الأخوة الأعزاء، بحاجة الى التعلم من الحسين دائما وفي كل حين. نتعلم منه دروس الكرامة ونحققها وندافع عن حريتنا كلما أراد معتد ان يسلبنا اياها فيعتدي على قيمنا، على شرفنا او أرضنا أو على أمننا. ومن هنا، فاننا نرى الامام الحسين في كل قضية عادلة، لكل انسان عادل وكل قضية عادلة، ونرى يزيد في كل ظلم وعدوان يتعرض له انسان. ونرى الحسين في كل قضية عادلة لأمة تعرضت لمظلمة، نقف الى جانبها ضد الآخر المعتدي الذي يمثل عندنا وفي نظرنا يزيد. نرى الحسين في كل قضية محقة ونرى يزيد في كل طغيان".

وتابع: "نرى الحسين في ثورة الامام الخميني وفي الشعب الايراني، نرى الحسين في شعب العراق ومرجعيته الرشيدة، نراه في سوريا، في فلسطين، ونراه في لبنان، في مقاومته، ونرى الحسين في الامام المغيب السيد موسى الصدر، ونرى يزيد في العدو الصهيوني وفي سياسة الولايات المتحدة الأميركية والغرب العدوانية التي تقف في مواجهة كل هذه القضايا المحقة. في مواجهة ايران والعراق وسوريا واحتلال فلسطين وتشريد شعبها. نرى يزيد في هؤلاء وفي من يقف الى جانبهم، ويقدم لهم الدعم المادي وغير المادي. نرى يزيد في تخلي الكثيرين عن مسؤولياتهم تجاه الشعب اللبناني وفي بعض المسؤولين عن الفساد المستشري، عن البطالة والتلوث، عن خريجي الجامعات والأقساط المدرسية والجامعية عن الأزمة الاقتصادية ككل. انه انتهاك لكرامة الشعب اللبناني وهدر لحقوقه. ومن هنا، نتساءل لماذا هذا التأخير في تشكيل الحكومة؟ هل سببه عدم الاتفاق على الحصص يا من تتوزعون الشعب اللبناني وتتقاسمونه كأنه مجموعة من المغانم. أليس هناك من مسؤولية امام الله وامام شعبكم؟"

وقال: "نحيي ايران وشعبها على وقوفهم الى جانب القضايا المحقة في هذا العالم، وبالأخص وقوفهم الى جانب قضايا العرب، الى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم والى جانب سوريا والعراق دولة وشعبا، والى جانب لبنان في مواجهة الغطرسة والطغيان الاميركي والعربدة الاسرائيلية والارهاب الذي دربوه وسلطوه على بلادنا، وشعوبنا ليحققوا أغراضهم في التخريب والتقسيم واشاعة الفتنة بين شعوبهم. وتتحمل شعوبنا جميعها مسؤولية التقصير في السماح بحدوث ذلك، فوقعت في الفخ الذي نصب لها وبمساعدة من بعض حكامها وأنظمتها، وخدعت بما يسمى الربيع العربي، وغدونا كحالنا بالأمس نخضع للأباطيل التي تضللنا ولا نستفيق منها الا بعد أن صارت أمرا مفعولا، والذي يصعب الخلاص منه بغير دفع الأثمان الباهظة دونها الأرواح والنفوس ولا خيار آخر، او نستكين للواقع فلا نرجع منه الا بالخزي والعار. فها هي فلسطين المحتة تعلن دولة يهودية عاصمتها القدس بتآمر اميركي غربي وسكون عربي مدو ومريب فيما شعوبنا تتسلى وتشغل بالتفاهات الطائفية".

وختم الخطيب: "ندعو السياسيين والمسؤولين الى الاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية تراعي نتائج الانتخابات النيابية، لتحل المشاكل والازمات الداخلية، كما ندعو الى حوار عربي - عربي وعربي - ايراني يفضي الى توافقات تمنع هذا السقوط وتحفظ مصالح الجميع وتحد من الخسائر والاخطار التي تتهدد الجميع، وتعيد لشعوبنا العربية والاسلامية الامل بالمستقبل، ونؤكد على وحدة الموقف الفلسطيني الذي هو الاساس ويشكل ضمانة حقيقية لاحباط مشاريع الاحتلال في تهويد فلسطين . اننا وعلى الرغم من كل هذه النكبات وهذه المصائب لم ولن نقع في اليأس ولم تقفل كوة النور والأمل المفتوحة على المستقبل الآتي بوعد الله تعالى للمظلومين والمستضعفين، وكيف يقع في اليأس من يؤمن بالله تعالى الذي لا يخلف الميعاد، والذي عنده هذا التراث العظيم كثورة الامام الحسين، ولن نخاف من كل هذا الواقع المظلم فما زالت كربلاء بدروسها الملهمة وبدماء أبطالها الطاهرة تنبت بالرجال الذين يواجهون الموت بالشهادة ليبعثوا الحياة في الأجساد الخاوية من جديد امة تنبض بالحياة، فلن تموت أمة خلد فيها الحسين وكان استاذا للحياة. اعظم الله اجوركم وتقبل اعمالكم".

في الختام، تلا السيد نصرات قشاقش السيرة الحسينية، والشيخ موسى الغول زيارة الامام الحسين.


 

  • شارك الخبر