hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - مروان الامين

من قمّة سوتشي إلى الحكومة

الخميس ١٥ أيلول ٢٠١٨ - 07:24

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الجمهورية

كان الروسيّ والإيراني والنظام السوري متحمسين للبدء بالحسم العسكري في إدلب، وقد عبّر عن ذلك أكثر من مسؤول من هذه الدول. أمّا التركي فكان رافضاً لأيّ حملة عسكرية على المدينة ومحيطها. وظهر تميّز الموقف التركي في قمّة طهران.

ترافق الحماس الروسي - الإيراني والبرودة التركية مع مواقف حادّة من العديد من المسؤولين في الإدارة الأميركية، ترفض الحسم العسكري وتهدّد بتدخل عسكري كبير. مواقف مشابهة لقادة وجنرالات العديد من الدول الأوروبية جاءت لتساند الموقف الأميركي هذا.

في خِضمّ التوتر التركي - الأميركي، استفادت أنقرة من موقف واشنطن هذا، الذي كان حاسماً بمطالبة الروسي بالتراجع عن الخيار العسكري. وما القمّة الثنائية الروسية - التركية بغياب الإيراني، والإعلان عن وضع الخيار العسكري في إدلب جانباً، إلّا تعبيراً واضحاً عن تراجع الروسي عن موقفه السابق في قمّة طهران، والانحياز للخيار التركي على حساب رغبات الإيراني والنظام السوري.

بدأت تدريجياً تتظهّر الخطوط الحمراء التي ترسمها مصالح الدول في سوريا. فبعد شرق الفرات، ومناطق الأكراد، ها هي إدلب تنضمّ إلى الملفّات التي لن تُحسم إلّا في إطار الحلّ السياسي النهائي لسوريا، والذي يبدو أنّ عناصره بدأت تتبلور.

لبنانيّاً، كانت مواقف قيادات «حزب الله»، بمن فيهم الأمين العام، توحي، قبل قمّة سوتشي، بأنّ إدلب أصبحت قاب قوسين أو أدنى من السقوط، ونصح الفريق الآخر (أي المستقبل والقوات والاشتراكي) بالإسراع في تشكيل الحكومة، لأنّ ما يرضى به «حزب الله» وحلفاؤه اليوم، سيكون دون مستوى مطالبهم بعد معركة إدلب.

بمعنى آخر، حاول «حزب الله» وحلفاؤه «تقريش» الحسم العسكري في إدلب، على طاولة المحاصصة في الحكومة.

قد تكون معركة إدلب المرجوّة، شكّلت الغطاء للبعض، ومن خلفهم «حزب الله»، لكسر «القوات» و»الإشتراكي» من خلال الانتقاص من تمثيلهم الحكومي.
إنّ التطلّع الى الوضع اللبناني بمنظار قمّة سوتشي التي أسقطت خيار الحسم العسكري في إدلب، وحُرقت ورقتها في مفاوضات تشكيل الحكومة، قد يرينا بصيص أمل بولادة الحكومة العتيدة.

  • شارك الخبر