hit counter script

خاص

الهبر: بين فائض التمثيل وعدمه... لا حكومة في المدى المنظور

الخميس ١٥ أيلول ٢٠١٨ - 06:14

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لفت مدير عام شركة "ستاتيستكس ليبانون" وناشر موقع "ليبانون فايلز" ربيع الهبر إلى أنّ "التشريع أصبح تشريع الضرورة بفعل الالتزامات الماليّة المترتبة على لبنان قبل بداية العام 2019"، محذّراً من أنّ "وضع لبنان مقلق إذ لا حكومة في المدى المنظور، ومخاض التأليف عسير ولبنان ذاهب نحو المجهول".
الهبر، وفي مقابلة على "تلفزيون لبنان"، تطرّق إلى أزمة التأليف الحكومي، مشيراً إلى أنّ "هناك مأزقاً سياسياً تشريعياً، مالياً وإدارياً ومأزق مؤتمر "سيدر" ما يُحتّم على المسؤولين ضرورة تشكيل الحكومة في أقرب وقت".
وعن معضلة توزيع الحصص داخل الحكومة والعوائق التي تحول دون تشكيلها، رأى الهبر أنّ "هناك تصلباً في المواقف ولا أحد يقبل التنازل"، مضيفاً: "المأزق ليس داخلياً بل إقليمي وعندما تُحلّ الأزمات الإقليميّة تتشكّل الحكومة".
ولجهة تداعيات وضع المنطقة والإقليم على لبنان، قال: "نحن أمام اتّفاق "سايكس بيكو" جديد بفعل تبدّل مناطق النفوذ وتقسيمها ما بين الولايات المتحدة وروسيا"، مشيراً إلى أنّ السؤال المطروح "ضمن أيّ محور سيكون لبنان؟ وهذا ما يعيق تشكيل الحكومة".
وفي ما خصّ توقيت إثارة موضوع "المحكمة الدولية الخاصة بلبنان" وتسمية شارع باسم "الشهيد مصطفى بدر الدين" والتصعيد الكلامي الحالي، اعتبر الهبر أنّها بداية انزلاق نحو توتّر داخلي كبير.
ورداً على سؤال عن نيّة "التيار الوطني الحر" إخراج "تيّار المردة" من الحكومة، قال: "علاقة التيار الحر مع المردة تطوّرت سلبياً، إذ بدأت كحلف وتحوّلت إلى جفاء ومن ثمّ إلى مشكلة، وكان هناك سوء إدارة من تيّار المردة لترشّح رئيسه سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهوريّة ما أدّى بالأمور إلى ما هي عليه اليوم".
وأضاف: "وبعد ترشيح القوات اللبنانية الرئيس عون، أصبح كل من المردة وحزب الكتائب اللبنانيّة في موقع المعارضة، مذكّراً بأنّ "تيّار المردة انتهج سياسة عداء للتيّار الوطني الحر الذي دعم ترشيح رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوّض في زغرتا، والتيار لم يقصّر أيضاً، وهذه نتيجة للانتخابات الرئاسيّة وظروفها".
وفي شأن معركة رئاسة الجمهوريّة المقبلة، شدّد الهبر على أنّه "من السابق لأوانه فتح موضوع المعركة الرئاسيّة". وتابع: "لكتلة المردة 3 نواب في حين أنّ تكتل "لبنان القوي" يضم 29 نائباً وحزب الله يريد غطاء مسيحياً كبيراً لذلك لن يعادي التيار لاسترضاء المردة، علماً أنّ رئيس الجمهوريّة ميشال عون وفّر غطاء قوياً للمقاومة".
واعتبر أنّ "هناك تجانساً بين حزب الله وتيار المستقبل فالأوّل بحاجة إلى الرئيس المكلّف سعد الحريري أكثر من أيّ وقت مضى".
وعمّا يسمى بالعقدة المسيحيّة، رأى الهبر أنّها مسألة تنازلات أكثر منها مواجهة بين "التيّار الوطني الحر" و"القوّات اللبنانيّة" والمهم أنْ يحصل اتفاق بين الطرفين"، مؤكّداً أنّ " القوات اللبنانية لن تتنازل عن حقها في التمثيل بعد حصولها على 15 مقعداً نيابياً وكتلة وازنة في البرلمان".
وإذ أكّد أنّ "سوريا ما زالت متحكّمة بالورقة اللبنانيّة أكثر من أيّ وقت مضى وأنّها إنْ لم تقل "نعم" فلن يكون هناك حكومة"، شدّد الهبر على أنّ "كل القوى السياسيّة غير راضية بحصصها"، ولفت إلى أنّ "من لم يكن لديه تمثيل يريد أنْ يتمثّل اليوم ومن كان ممثّلاً في الحكومات السابقة يريد فائضاً".
وعن تمثيل المعارضة السُنّية، اعتبر الهبر أنّ "التيّار الوطني الحر قد يحمل تحت مسمّى وزراء رئيس الجمهورية أحد وزراء المعارضة السُنّية وهذا أحد المخارج المطروحة".
ولجهة طرح الحكومة الحياديّة، رأى أنّه "أفضل طرح، فليعيّنوا 6 وزراء دولة وليجرّبوا حكومة "تكنوقراط" من دون سياسيّين".
وفي مسألة الفساد الإداري، قال: "علينا تنظيف الإدارة من الفاسدين والمرتشين، وإصلاح الإدارة أمر أساسي وجدّي في عملية الإصلاح الكاملة".
وبالنسبة إلى الصيغة التي قدّمها الحريري لعون، قال إنّ "رفض الرئيس عون لها وعدم مساومته عقّد الأمور". وأضاف: "نحن ذاهبون إلى إعادة درس و"توزين" لحصص الأحزاب السياسيّة".
ورداً على سؤال في شأن الوضع الإقليمي، أوضح أنّ "هناك اتفاقاً أميركياً- روسياً على إخراج إيران من سوريا والعراق، لكنّ هذا الاتفاق لم يصل إلى لبنان بسبب تعثّره، لأنّ الكل يعتبر أنّ لبنان له حصّة".
وفي مسألة عودة النازحين السوريّين، اعتبر الهبر أنّ "المشكلة متمثلة بقبول سوريا عودة جميع النازحين وعدم فرض شروطها"، لافتاً إلى أنّ "القانون رقم 10 (المتعلّق بمصادرة أملاك من لا يقدّم إثباتاً عليها) سيُمدَّد إلى فترة سنتين أو 3". وتابع: "الأمر مرتبط بقبول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تمويل عملية العودة، كما أنّ مشكلة النازحين ومنذ بداياتها شكّلت موضوع خلاف بين اللبنانيين".
ولدى سؤاله عن وجود نيَة دوليّة لتوطين النازحين السوريّين واللاجئين الفلسطينيين، ختم الهبر قائلاً: "نحن أمام معضلة أساسيّة في الوجود الفلسطيني متمثّلة بوضع المخيّمات الكارثي وشروط العيش المتردّية، فمن هنا ضرورة التعاون بين وزارة الشؤون الاجتماعية والدولة اللبنانية والأونروا لإيجاد الحلول".
 

  • شارك الخبر