hit counter script

خاص - غاصب المختار

ما هي خيارات الحريري في حال استمر تعقيد تشكيل الحكومة؟

الخميس ١٥ أيلول ٢٠١٨ - 06:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كلّما أقفل الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري باباً للخلاف حول الصيغة الحكوميّة التي يعمل عليها، فُتِحَت أمامه أبواب أخرى كانت مغلقة، وكأنّ بعض القوى السياسيّة "تنتظره على الكوع" لفرض مزيد من الشروط والتعقيدات، وآخرها طلب "التيّار الوطني الحر" حقيبة وزارة الأشغال العامة إلى جانب الحقائب الأساسيّة الأخرى لاسيّما الخارجيّة والطاقة والعدل، وهو ما يعني برأي مصادر"تيّار المردة" محاولة "لتشليحه" حقيبة الأشغال ومنحه حقيبة أقلّ من عاديّة. هذا الأمر يعرقل أكثر جهود الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة، خصوصاً أنّ "تيار المردة" طلب في حال إصرار "التيار الحر" على حقيبة الأشغال بحقيبة الطاقة، وهي الحقيبة التي يرفض "التيار الحر" بشدّة التنازل عنها .

هذه التعقيدات المتوالدة يومياً تدفع إلى الاعتقاد أكثر أنّ موضوع تشكيل الحكومة ليس مجرّد حساب حصص وتوزيع حقائب، بل بات بشكل أكيد بنظر الحريري وسواه من قوى سياسيّة على خلاف وخصومة مع "التيّار الحر"، محاولة للسيطرة على قرار الحكومة، خصوصاً إذا صحّت المعلومات عن رغبة الأخير الحصول على 11 أو 12 وزيراً له ولرئيس الجمهوريّة، ولحليفه الوزير طلال أرسلان، الذي بات بدوره يتشدّد في حصّته الوزاريّة ويرفض حتى مجرّد حقيبة دولة أو حقيبة عاديّة.
وبرأي بعض المصادر السياسيّة أنّ الخلاف على الحصص الحكومية يعكس واقعاً أكبر أيضاً من مجرّد السيطرة على قرار الحكومة، للذهاب إلى الاعتقاد أنّها محاولة للسيطرة على البلد والإمساك بقراره السياسي والاقتصادي والإنمائي من هذا الطرف أو ذاك، وإلا ما معنى تشبّث كل القوى السياسيّة بحصص يفوق بعضها الحجم الحقيقي السياسي والشعبي لهذا الفريق أو ذاك؟ وما معنى محاولة بعض القوى الرهان على متغيّرات خارجيّة إقليميّة ودوليّة تتيح فرض متغيّرات في موازين القوى الداخليّة لمصلحة فريق دون آخر؟
وحتى لو كانت مثل هذه الفرضيّة بالرهان على متغيّرات خارجيّة غير موجودة، فإنّ الاصطفافات الداخليّة بدأت تأخذ منحى غير إيجابي ما يضع الرئيس الحريري أمام خيارات صعبة، وقد يضطره ذلك إلى اتّخاذ خطوات غير عادية، برغم أنّه يؤكد عدم الرغبة في الاعتذار لأسباب كثيرة، ليس أقلّها الارتباط أمام المجتمع الدولي بتنفيذ مشاريع مؤتمرات دعم لبنان ولاسيما مؤتمر "سيدر واحد".
ولكن تبدو خيارات الحريري في حال استمر التعقيد والسقف العالي للمطالب، محدودة، وهي مهما كانت، خيارات لن تبصر النور قبل استنفاد كل محاولات تدوير الزوايا والاستعانة "بأكثر من صديق"، سواء رئيس المجلس النيابي نبيه برّي أو فرنسا؛ وذلك قبل عودة رئيس الجمهورية من رحلته إلى نيويورك حيث يشارك في أعمال الجمعيّة العامة للأمم المتحدة أواخر هذا الشهر. ولربّما تتّضح هناك الصورة الإقليميّة أو الدوليّة أكثر حيال ما هو مرسوم او مقدّر للبنان. ولكن الخيار الأكثر واقعيّة هو أنْ يُقدّم الحريري الصيغة التي يراها مناسبة لضمان التوازن داخل الحكومة وبما يمنع طغيان طرف على طرف، ولو رفضها رئيس الجمهورية، حيث تعود الكرة إلى ملعب بعبدا، المستعجلة هي أيضاً على تشكيل حكومة أرادها الرئيس عون حكومة العهد الأولى بعد الانتخابات النيابية التي أفرزت نتائج لم تكن مُرضية كثيراً لا له ولا للرئيس الحريري، لكنّهما مضطران للتعامل مع نتائجها الواقعيّة.
 

  • شارك الخبر